الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

ما الاسباب التي تمنع مباشرة الخطة الامنية في بعلبك؟

المصدر: "النهار"
بعلبك - وسام اسماعيل:
ما الاسباب التي تمنع مباشرة الخطة الامنية في بعلبك؟
ما الاسباب التي تمنع مباشرة الخطة الامنية في بعلبك؟
A+ A-

من المتوقع أن تباشر القوى الامنية بكل أجهزتها الخطة الامنية الموعودة خلال الايام المقبلة في منطقة بعلبك - الهرمل وفق التصريحات الإعلامية التي جاءت على لسان معظم المسؤولين في السلطة اللبنانية. 


في المقابل، لا يمكن إغفال جهد كل من محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر الى جانب نواب المنطقة ووزرائها الذين اخذوا على عاتقهم المتابعة الحثيثة مع المعنيين بدءاً من الرؤوساء الثلاثة وصولاً الى قادة الاجهزة الامنية لوضع حد للتفلت الامني الذي تعيشه المنطقة خصوصاً خلال السنوات الثلاث الاخيرة وآخر تلك الزيارات للمطالبة بتحقيق الأمن كانت زيارة الوفد الذي ضم كل من وزراء المنطقة ونوابها إلى جانب رئيس بلدية مدينة بعلبك ورئيس اتحاد بلديات بعلبك لقائد الجيش جوزيف عون.


بعد سنوات من المعاناة من هذا الفلتان الامني بات أهالي منطقة بعلبك تواقين لبدء هذه الخطة الأمنية الجديدة المرتقبة على امل ان تستعيد من خلالها المنطقة نبض الحياة فيها وعودة الحياة لمرافقها السياحية كقلعة بعلبك الاثرية، فمن اهم نتاج الخطة الأمنية إن تمت، انها تعيد الروح لمدينة بعلبك من خلال استعادة الدورة الحياتية والاقتصادية بعد أن كانت أسيرة لقلة من العابثين عملوا على القضاء على كل مقومات العيش في المدينة فيما المسؤولون في الدولة أصموا آذانهم عن أنات المواطن البعلبكي وصراخه بالمطالبة بحقه في حياة امنة وكريمة وأغمضو اعينهم عن كل المشاكل الحقيقية التي كانت ضحيتها بعلبك.


ما حقيقة الخطة الامنية التي يجري الحديث عنها وقد مضى اكثر من ثمانية اسابيع ولم يلمس الاهالي الجدية المطلوبة لهذه الخطة، وما الاسباب التي تمنع القوى الامنية أن تباشر بها؟ هل الاخيرة في انتظار فرار المزيد من كبار المطلوبين الذين توجهوا الى المعابر الحدودية غير الشرعية مع سوريا منذ بدء الحديث عن الخطة، فمدة شهرين كانت كافية وكفيلة بفرار هؤلاء المطلوبين او التعبير الادق لغوياً تحييدهم" الى المعابر غير الشرعية والمتروكة عمداً على مصراعيها، وبالمناسبة الخطة الأمنية الحقيقة تبدأ بإقفال الحدود اللبنانية - السورية الشمالية غير الشرعية التي يتخذ منها نحو 80 في المئة من المطلوبين ملاذاً آمناً لهم ومعبراً لتصريف كل المسروقات وبخاصة السيارات.


ليس المراد استباق الامور ونعي تلك الخطة الموعودة، ولكن ما يقدم اليوم من المعنيين على ارض الواقع هو تكرار متعمد لسيناريو الحملات السابقة بكل تفاصيلها بدءا من التصاريح الرنانة للمسؤولين مروراً بالوقت الضائع الذي يقدم على بدء الخطة الأمنية ما يساهم في فرار المطلوبين وصولاً إلى توقيفات محدودة ومن ثم اسابيع قليلة لتعود المياه الى مجاريها.


ومع غياب كبار المطلوبين لا يعني توقف نشاطهم غير القانوني في المنطقة بل يستمرون بنشطاتهم من افراد لديهم ومن بينهم عدد كبير من السوريين الذين يعتمدون عليهم في معظم عمليات السلب والسرقة او بتصريف المخدرات وغيره.


اليوم بات اهالي منطقة بعلبك - الهرمل على قناعة تامة في ان الغرض من الفلتان الذي تعيشه المدينة هو نتيجة التآمر من جميع المسؤولين على المنطقة وتركها بهذه الحال، فما الذي يختلف به اليوم عن الأمس وما قبله وما سبقه من سنوات لرفع الغطاء عن المطلوبين؟ ومن الذي منع أن تنعم بعلبك بالامن وهي التي صرخت مراراً وتكراراً من عبث هؤلاء وظلم تآمر المسؤولين بمختلف انتماءاتهم، حتى الأمنيون منهم، فصرخة واحدة منهم كانت كفيلة اليوم بمغادرة أخطر المطلوبين الأراضي اللبنانية وليس المدينة فقط.


لا حول ولا قوة ودماء ضحايا الفلتان شاهدة على الظلم الذي يطال المنطقة الواقعة بين مطرقة المطلوبين وسندان تهرب المسؤلين من مسؤولياتهم.


والتصريحات التي جاءت على لسان المعنيين بأن هذه الخطة الموعودة ستكون مختلفة عن سابقاتها ماهو الا ادانة لما سبقها من خطط امنية واستخفاف بحقوق المواطن، فكيف للدولة أن يكون لها "خطة بسمنة وخطة بزيت".


الجميع بات على دراية ان وضع منطقة بعلبك، وظروف المدينة واهلها لم يعد يحتمل المزيد من الخيبات والمآسي والنكبات، فالمسألة بحاجة الى قرارات حاسمة وحازمة تعيد لـبعلبك واهلها الطمأنينة المفقودة.


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم