الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

مخلفات أطعمة الأعراس الفاخرة توزّع على الفقراء

المصدر: "أ ف ب"
مخلفات أطعمة الأعراس الفاخرة توزّع على الفقراء
مخلفات أطعمة الأعراس الفاخرة توزّع على الفقراء
A+ A-

حياة أفندي في حي صفيح في جاكرتا بعيدة كلّ البعد عن نمط عيش زوجين ثريين أقاما حفل زفاف كلّف حوالى 100 ألف دولار، لكن تسّنى له التلذذ بأطايب هذه الوليمة كما غيره من الفقراء بفضل خطة معتمدة لمكافحة الهدر الغذائي.

ويصرح هذا الرجل الستيني الذي يكسب رزقه من جمع النفايات، خصوصاً البلاستيكية منها، وبيعها لوكالة "فرانس برس" "لم أكن أتوقع ذلك بتاتاً. فقد حصلت على الطعام فجأة".
وأتت هذه المبادرة في إطار مشروع "تشارك الخيرات" الذي ترعاه منظمة "فودسايكل" غير الحكومية التي توزع الطعام المتبقي من حفلات الزفاف على الفقراء في بلد تشتد فيه وطأة الهدر الغذائي. 

فالأرخبيل الواقع في جنوب شرق آسيا هو ثاني بلدان العالم هدراً للطعام بعد المملكة العربية السعودية، وفق دراسة أجراها العام 2017 محللون في "إكونوميست إنتليجنس يونت". وكلّ سنة، ترمي إندونيسيا حيث يعيش 260 مليون نسمة، ما يعادل حوالى 300 كيلوغرام من المواد الغذائية للفرد الواحد. وتليها الولايات المتحدة في المرتبة الثالثة.

وفي إندونيسيا، تقتصر حركة مكافحة الهدر الغذائي خلال مآدب الزفاف على جاكرتا، غير أن القيّمة على هذه المبادرة استريد باراميتا تأمل توسيع نطاق هذا المشروع ليشمل مدنا أخرى في الأرخبيل وفعاليات أخرى مثل المؤتمرات التي يقدم فيها الطعام.
وجاكرتا هي عاصمة النقيضين حيث تلامس ناطحات السحاب أحياء الصفيح وتشتد الفجوة بين الأغنياء والفقراء. 

وقد كلّف حفل زواج ألدن لقمان بجيسيكا ويدجاجا، وهما مؤسسا شركة ناشئة، أكثر من مليار روبية (108 آلاف دولار)، وهو مبلغ أكبر بكثير مما قد يكسبه إندونيسيون كثر طوال حياتهم.

وتقول باراميتا لوكالة "فرانس برس" "كثيرات هي الزيجات التي تقام في إندونيسيا وتخلّف كمية كبيرة من الطعام" في بلد "يعيش فيه للأسف عدد كبير من الفقراء".

تشتد وطأة الهدر الغذائي خلال حفلات الزفاف في إندونيسيا بسبب التقاليد المحلية القائمة على دعوة أكبر عدد ممكن من الضيوف لا يؤكدون بغالبيتهم حضورهم من عدمه. من ثم، يعدّ القيمون على الحفل طعاما أكثر بكثير من اللازم.

ومنذ تشرين الثاني، شارك أكثر من خمسين زوجاً في مبادرة باراميتا. وقد جمع حوالى 1,6 طن من الطعام ووزع في خلال بضعة أيام عبر بنوك غذائية على أشخاص فقراء كبار في السن.
وقد نشأت مبادرة ثانية من هذا النوع في باندونغ رابع مدن إندونيسيا التي تقع جنوب شرق جاكرتا، لكنها لا تقتصر على حفلات الزفاف. 

ويتعاون البنك الغذائي في إندونيسيا، وهو منظمة غير حكومية، مع أفران لتوزيع الخبز المتبقي على الفقراء.
ومن شأن تحضير الطعام بكميات متفاوتة بحسب الحاجات الحدّ من الهدر الغذائي، على حد قول عريف داريانتو الخبير في المسائل الغذائية والأستاذ المحاضر في جامعة بوغور الغذائية في ضاحية جاكرتا. 

ويكشف هذا الأخير "في وسع إندونيسيا جبه مشكلة الهدر من خلال فرض غرامات على المتاجر والمراكز الكبرى التي ترمي الطعام" على غرار فرنسا، التي كانت أول بلد في العالم يعتمد في شباط 2016 تشريعاً صارماً لمكافحة الهدر الغذائي. 

ويشجع الأزواج الذين شاركوا في مبادرة "فودسايكل" آخرين على الحذو حذوهم.

ويقول ألدن لقمان "قدمنا الطعام لكلّ المدعوين وبقي الكثير. ولا بدّ من الاستفادة من هذه المخلفات".

اقرأ أيضاً: كم بلغت تكلفة زفاف الأمير هاري بميغان ماركل؟


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم