عندما يصبح الرجل حاملاً

في اليوم العالمي للأب، يطرح البعض تساؤلات إن كان التقدّم الطبي سيسمح، ذات يوم، بأن يصبح الرجل حاملا وان ينجب الاطفال؟ أو هل لنا أن نتخيلّ ذلك في المستقبل؟ 

في شهر ايلول من العام 2014، أُنجب الطفل الأول الذي سميّ " Vincent" من خلال عملية زرع رحم أجريت في السويد. وبعدها، سجل أكثر من أربعين عملية زرع رحم حتى اليوم في مختلف انحاء العالم، ادّت الى انجاب 11 طفلاً من خلال هذه العملية. وتشكّل عملية زرع الرحم وسيلة تساعد على الانجاب عند النساء اللواتي خلقن من دون رحم (تعاني نسبة 1/450000 امرأة هذا التشوّه في العالم) أو عند النساء اللواتي خسرن أرحامهن لسبب طبي.

في المقابل، تواجه عملية زرع الأرحام عند المرأة معوّقات عدة ومنها: الكلفة الباهظة، مضار العلاجات التي تخفّض المناعة عند الأم والجنين، زرع الرحم موقت ويجب سحب عضو الرحم بعد فترة، التساؤلات في شأن الواهب والمتلقّي وغيرها.

وبما أن عملية زرع الرحم لا تحتاج الى أي عضو أنثوي، يطرح نجاح تلك العملية تساؤلات في شأن مدى تطبيقها عند الرجل، وبالتالي السماح للرجل ان يصبح حاملا وان ينجب الأطفال.

غاية غير واضحة

ترتكز مراحل اجراء عملية زرع الرحم عند الرجل على: ايجاد مساحة في بطن الرجل لزرع الرحم، اجراء عملية زرع الرحم، اعطاء علاج لعدم رفض الجسم الرحم المزروع، الانتظار لمدة سنة لزرع الجنين الناجم عن تلقيح صناعي خارج الجسم، اعطاء الرجل في الأسابيع الأولى من الحمل هرمونات أنثوية تسمح بنموّ الجنين على أن تقوم المشيمة في هذا الدور لاحقا، وفي النهاية اجراء عملية الولادة القيصرية.

يقول الباحث في جامعة "مونتريال" جاك بلايلا، نقلا عن المجلة العلمية "science et vie" ان امكانية حمل الرجل ما زالت نظرية فحسب. ويعلّق رئيس الجمعية الأميركية لطب الانجاب، نقلا عن الصحيفة البريطانية "the independent" ريشارد بولسن، ان نجاح عملية زراعة الأرحام يجعل الحمل والانجاب عند الرجل ممكنين. اما في لبنان، فيقول المتخصص في الأمراض النسائية والتوليد الدكتور فيصل القاق ان "عمليات زرع الرحم عند المرأة ما زالت محدودة، بينما تعتبر عمليات زرع الرحم عند الرجل غير مطروحة والغاية منها غير واضحة". اذ يتساءل القاق عن جدوى "الحمل عند الرجل، ولماذا نريد أن يحمل الرجل، بينما هناك أولويات طبية أخرى تهدف الى خفض الوفيات عند الأمهات في العالم وانقاذهن".

تاريخ عمليات زرع الرحم عند المرأة 

أُجريت العملية الأولى لزرع الرحم عند المرأة، والتي لم تنجح، في العام 2000 في المملكة العربية السعودية. كذلك لم تنجح عملية اخرى اجريت في العام 2011 لمريضة في تركيا. أما في العام 2013، فنجح الفريق السويدي بإجراء سبع عمليات زرع رحم. ليشهد العالم، في ايلول 2014، انجاب الطفل الأول من خلال عملية زرع رحم.

التغيّرات الهرمونية عند الرجل بعد الولادة

تشير دراسة نشرت في " American journal of human Biology" الى ان الرجل يعيش متغيرات هرمونية قبل ان تنجب زوجته وبعدها، اذ تنخفض نسبة هرموني " توستيرون" و "استراديول" عند الرجال الذين ينتظرون مولودهم الأول. وتشير دراسات أخرى الى انخفاض مستوى العدائية عند الرجل والرغبة الجنسية لديه بعد ان يصبح أباً ما يساعد على بقائه في المنزل ورعاية طفله.

.