السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

نعمة الفقر

المصدر: "النهار"
Bookmark
نعمة الفقر
نعمة الفقر
A+ A-
ما الفقر بلعنة او كارثة. انه قد يصير بركة اذا غدا فرصة لمناداة الرب وقبوله اي اذا كان محل الهدوء ومطرح الحضور الالهي. ليس ان الله لا ينزل عند الموسر او السليم او الجميل او الذكي. انه يقرع ابواب كل القلوب لكن الاصحاء منتعشون بعافيتهم والجميلات بفيض بهاء والاذكياء بالتماعة الكون وتوثبه الى البقاء. اما من اقام بفقره مليكا على الفقر فهو ضيف على الله ويشاهد غير الفانيات. مما لا ريب فيها ان الفاقة المرتضاة مرتع للحرية كالمال الكثير. من لا يملك شيئا سيد كالمالك الكثير. غير ان حظه في الحرية اوفر اذا استغنى عنك وعما بين يديك. انت لا تستطيع ان تضربه بشيء. من كان فقيرا حتى النهاية لا يملك جسده فأين تصيبه نبالك. ومن الواضح انك لا تستطيع ان تجرده من شيء. الانسان تستعبده ان قدرت ان تجرده او تضعفه او تميته. فلو افترضنا ان ثمة من كان قادرا على الفقر المطلق اي على الحد الادنى من الكساء والطعام والحد الادنى من المكانة وكان نحيلا في عيني نفسه ليس فقط جسديا ولكن معنويا ايضا فهذا انسان يعي عدمه وعدم ما بين يديه. هذا اقوى انسان في العالم وهو، بمعنى، اغنى مخلوق لأنه لا يقيم وزناً لما تملكون. واني لآخذكم الى اعلى مراتب الفقر واشرفها وتجلس انت كريما عليها وهذا عطاء النعمة في ادنى درجات الحاجة المادية. هناك من تسلط عليها وكان عظيما. الاكثرون يكرهون بؤسا لهم او عوزا او حالة وسطى لكونهم يشتهون الغنى. هؤلاء هم كالاثرياء في عالم المتعة اذ لا فرق بين المتعة واشتهائها. الانسان عبد لرغباته وينخره سوس الحاجة كما ينخره سوس الامتلاء. هؤلاء ليسوا من...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم