"#من_جيل_لجيل" معرض لقوى الأمن الداخلي يروي قصة تاريخ مجيد

تاريخ لبنان على مدى عشرات السنوات جسّد في معرض للمديرية العامة لقوى الامن الداخلي في le yacht club - الزيتونة باي بمناسبة مرور 157 على تأسيس هذه المؤسسة الامنية التي قدّمت تضحيات جمّة لحفظ الأمن والأمان في لبنان.

"#من_جيل_لجيل" هو الاسم الذي اختير للمعرض التاريخي الذي افتتحه ورعاه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، حيث يهدف الى اظهار تاريخ هذه المؤسسة العريقة التي كانت بدايتها في العام 1861، ومنذ تاريخه تعددت التسميات التي اطلقت عليها، من "الدرّاكون"، الى "الضابطية" في العام 1862 ، الى "الجندرما اللبنانية" في العام 1920، وفي العام 1941 اصبح اسمها الدرك حتى العام 1959 تاريخ انشاء المديرية العامة لقوى الامن الداخلي.

معرض قوى الامن الداخلي ليس كباقي المعارض، فالرهبة تبدو على كل زاوية من زواياه، اسلحة هنا ووثائق هناك، تماثيل لاشخاص يرتدون زي قوى الامن الذي تطور مع الايام، وما يلفت النظر حقيبة مليئة بمئات الدولارات كتلك التي نشاهدها في الافلام، عند السؤال عنها كانت الاجابة انها لعملات مزورة ضبطت.

تاريخ من التضحيات

بعدما اعتدنا قيام هذه المؤسسة الامنية بعروض عسكرية في كل ذكرى سنوية اختلف الامر هذه المرة، وبحسب ما شرح  رئيس شعبة العلاقات العامة في قوى الأمن الداخلي العقيد جوزف مسلم لـ"النهار"، " عملنا على المعرض كلجنة منظمة بناء على فكرة مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، الذي رغب في الذكرى 157 الاضاءة على التاريخ المجيد لقوى الامن الداخلي الذي قدّم التضحيات على مدى كل هذه السنوات، من الحرب العالمية الاولى الى مرحلة الانتداب وصولا الى الاستقلال والمرحلة الحديثة، فقد استطاعت هذه المديرية ان تتجاوز اصعب الظروف خلال الحروب المتتالية التي مرّت على لبنان".

نجمة المعرض

"التطور الكبير الذي شهدته هذه المديرية على صعيد التقنيات والعنصر البشري تم وضعه في تصرف المواطنين لكي يتمكنوا من الاطلاع عليه ورفع الثقافة الامنية لديهم، وخلق جو تفاعلي بيننا وبينهم من خلال تبادل الافكار وتوزيع الكتيبات التوعوية" قال مسلم، مضيفاً "لدينا مجموعة كبيرة من وثائق ومستندات تعود الى العام 1861 حتى هذه المرحلة، اما نجمة المعرض فهي عائشة الخياط التي دخلت الى قوى الامن في العام 1930، ولدينا وثيقة تؤكد ذلك، الامر الذي يثبت مساهمة العنصر النسائي في بناء قوى الامن وتقديم التضحيات في سبيل لبنان الى جانب الرجل".

اقسام عدة

ينقسم المعرض الذي افتتح في التاسع من هذا الشهر ويستمر حتى يوم غد الى اقسام عدة، ويشرح مسلم "لدينا قسم على سبيل المثال لمكتب جرائم المعلوماتية حيث تتم توعية المواطنين من خلال توزيع كتيبات والحوار معهم لاطلاعهم على خطورة هذه الجريمة المتصاعدة حيث يرتفع عدد ضحاياها بصورة يومية في لبنان والعالم، اضافة الى ذلك يوجد قسم لمكتب مكافحة جرائم المالية وتبييض الاموال حيث يشهد كثافة اطلاع وحشرية من المواطنين للتعرف إليه بخاصة أن العديد من الاشخاص يقعون ضحية تزوير العملة، إضافة الى عرض بضائع مقلدة من الكحول والعطورات مع اظهار خطورتها على الاقتصاد والاستهلاك".

وفي القسم المخصص لمكتب الحوادث تجري توعية المواطنين على احترام مسرح الجريمة، من خلال ضرورة الابتعاد عنه والابلاغ في حال وجود شيء مشبوه، كما يعرض اجهزة تشير الى اي مدى وصل هذا المكتب من التقنية والتقدم العلمي، اما في قسم مكتب المتفجرات فإن التقدم النوعي واضح من خلال عرض الروبوت الموجه من بعد لتفكيك المتفجرات، كما ان مكتب مكافحة المخدرات وانجازاته الكبيرة في تفكيك العصابات حاضراً في المعرض، اضافة الى غرفة لتعليم الرماية وتوضيح مدى خطورة استعمال السلاح.

في احدى زوايا المعرض عرضت كؤوس ربحها ابطال مكتب الفهود، ويوضح مسلم انهم "احتلوا المرتبة الاولى في العالم في مسابقة المحارب الدولية في الاردن مع العلم ان الجيش الصيني احتل المرتبة الثانية واميركا الثالثة"، كما ان لمضبوطات عملاء اسرائيل مكانا في المعرض، كل هذا يتابعه المواطنون مباشرة من داخل المعرض او من خلال صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، فشعبة العلاقات العامة متأهبة لتوزيع الكتيبات والتذكارات والنقل المباشر عبر فايسبوك، تويتر وانستغرام، ما يوجد كما قال مسلم "تفاعلاً كبيراً بيينا وبين المواطنين".