الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

أثريون لبنانيون وهنغار يجرون عملية مسح لقلعة الفاليكس في بلدة منجز (صور)

المصدر: "النهار"
عكار -ميشال حلاق
أثريون لبنانيون وهنغار يجرون عملية مسح لقلعة الفاليكس في بلدة منجز (صور)
أثريون لبنانيون وهنغار يجرون عملية مسح لقلعة الفاليكس في بلدة منجز (صور)
A+ A-

واصلت البعثة الأثرية اللبنانية - الهنغارية أعمال المسح والتصوير والرسم، لاستكشاف القلعة الصليبية فاليكس، بالقرب من دير وكنيسة سيدة القلعة في بلدة منجز، والتي تشرف على مجرى النهر الكبير عند الحدود اللبنانية السورية، تحضيراً للبدء لاحقاً بالتنقيب في هذا الموقع الأثري المتميز الذي ظل لعهود طويلة مهملاً ومهجوراً تغطيه الأشجار والأعشاب البرية. 

وأوضح رئيس دير سيدة القلعة الأب لويس سماحة أن "فكرة إعادة تأهيل وترميم هذه القلعة بدأت العام 2015 عندما طلبنا من قيادة الجيش المساهمة في عملية تنظيف حرم القلعة من الأشجار والأعشاب البرية التي تكشفت بنتيجتها أهمية هذا الموقع ولاسيما أن حجارة هذه القلعة لا تزال شاهدة على قيمتها ودورها وأهميتها. وتبعاً لذلك فقد تم الاتصال مع جامعة الروح القدس في الكسليك التي أبدت كل اهتمام حيث صودف عرض الموضوع بالتزامن مع تقديم الحكومة الهنغارية هبة للجامعة مخصصة لترميم الكنائس القديمة والتنقيب عنها في مناطق لبنانية عدة. وأدخلت الجامعة قلعة فاليكس في منجز- عكار ضمن هذا العقد".

أضاف: "منذ سنة تقريباً زار الموقع وفد من خبراء الآثار الهنغاريين الذين يعملون على إعادة ترميم قلعة الحصن الشهيرة داخل الأراضي السورية، وأبدى الوفد اهتماماً ملحوظاً بالموقع، فتم الاتصال بالمديرية العامة للآثار، وزار المدير العام للآثار المهندس سركيس خوري القلعة وعاين الموقع وتم الاتفاق معه على ان تتم خلال هذا العام عمليات المسح والتصوير والرسم للقلعة وإعداد الدراسات والمخططات اللازمة. فحضر لهذه الغاية ومنذ اول حزيران الجاري فريق من خبراء الآثار الهنغاريين واللبنانيين لتنفيذ هذه المهمة، وباشروا عملهم مستخدمين معدات متخصصة حديثة ومتطورة".




ووجه سماحة الشكر لقيادة الجيش ولقيادة الفوج الأول للحدود البرية "على اهتمامهما وتعاونهما مع خبراء الآثار، وتم بالتنسيق مع القيادة والارتباط، السماح لهم باستخدام معداتهم للتصوير من الجو وعلى الأرض لاستكشاف كامل الموقع لأول مرة، وليتم بعد ذلك وضع كل الدراسات".

وتابع: "نتطلع إلى أن تبدأ قريباً المرحلة الثانية من المشروع، والتي ستتضمن عمليات التنقيب والحفر لكشف الموقع تمهيداً لترميمه، وبخاصة الكنيستين في داخله. ونحن مستمرون بالتعاون مع مديرية الآثار وجامعة الكسليك التي لها الفضل بإدخال هذه القلعة ضمن العقد الموقع مع الحكومة الهنغارية".

واستعرض تاريخ القلعة "الواقعة على الضفة الجنوبية لمجرى النهر الكبير، القريبة من دير وكنيسة سيدة القلعة، وهي ملك الرهبنة اللبنانية المارونية"، موضحاً أن "مديرية الآثار وضعت يدها عليها بكونها قلعة صليبية أثرية تعود لما بين العامين 1000 و1100 ميلادية، ليحكمها أيضاً فرسان القديس يوحنا الأورشليمي الذين أصبح اسمهم لاحقاً فرسان مالطا".



وشرح ان "القلعة تقسم الى قسمين: القسم العلوي وفيه كنيسة، وكان مخصصاً لقيادة القلعة، والقسم السفلي الذي كان مخصصاً لعامة الشعب".

وأكد أن القلعة "تعرضت في السابق لعمليات حفر وتنقيب غير شرعي وسرقت منها لقىً أثرية ثمينة"، وقال: "نعوّل اليوم على عمليات التنقيب المنتظرة لكشف هذه القلعة المردومة تحت الأرض وما تحويه من آثار تمهيداً لإخراجها وفتحها امام الناس والسياح. ومن المنتظر ان يزور الموقع سفير هنغاريا، خلال الأيام المقبلة، للاطلاع ميدانياً على مجريات عمل فريق خبراء الآثار".

يشار الى أن الفريق المؤلف من خبراء آثار من جامعة الروح القدس في الكسليك ومن علماء آثار هنغاريين، يضم: رئيس قسم الآثار في جامعة بازماني بيتر كاثوليك- بودابست (PPCU) الدكتور بالاز ميجور، المهندس المعماري- مرمم أرستولوجي من جامعة (USEK) الدكتور هاني قهوجي- جانو، عالم الآثار إيلي عقيقي (PPCU)، المهندسة المعمارية كارلا شليلا (USEK)، المهندسة المعمارية رينا عطا الله (USEK)، المهندسة المعمارية موارا غصن(USEK) وشربل كرم (USEK).

تقع قلعة فاليكس ودير وكنيسة سيّدة القلعة في بلدة منجز عند منتصف الطريق الاستراتيجية القديمة التي تربط بين فينيقيا السّاحليّة والدّاخل السّوري والتي كانت طريق القوافل والجيوش الغازية وهجرات الشعوب.


من هنا، أهميّة الموقع الإستراتيجية حيث بنيت القلعة، منذ زمن موغل في القدم. والدليل على ذلك القبور الميغاليتيّة المنتشرة بكثافة على ضفّتَي النهر، والتي هي من نوع "دولمان" (DOLMEN) وتعود إلى ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد.

ومع قدوم الصليبيّين إلى الشرق، أدركوا أهميّة الموقع، فعملوا على تحصين القلعة التي اشتهرت، بعد ذلك باسم "فليس" تعريب لفظة "فاليكس" (FELIX)اللاتينيّة، أي السعيد. وقد أنشأ "الفرسان المضيّفون " (HOSPITALIERS)في قلب القلعة، كعادتهم، كنيسة على اسم شفيعهم مار يوحنا، لا تزال آثارها ماثلة للعيان. لكن سبق أن كان قرب القلعة كنيسة أخرى، أقدم بكثير، على اسم السيدة، بنيت الكنيسة الجديدة مكانها، فسمّيت "سيدة القلعة".

تقوم كنيسة سيدة القلعة (NOTRE DAME DU FORT) اليوم على شريط أو لسان من الأرض البازيلتيّة يقطعه خندق اصطناعيّ يفصل القلعة عن الكنيسة وتوابعها. كان يقوم فوقه جسر خشبيّ متحرّك (PONT_LEVIS) يرفع عند الحروب ويعاد أيّام السلم. ويزنّر هذا اللسان من الأرض لجهة الشمال وادي النهر الكبير الشماليّ قديماً (ELEUTERIUS)

وإلى جهة الجنوب الغربي، ينحدر وادي منجز، بخانق نهريّ، يلفّ الموقع ويلتقي عند طرف اللسان، غرباً، بالنهر الكبير الشماليّ.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم