أَعود إِلى نيويورك بعد غيابي عنها 35 سنة. أَزُورُها وأَنا غيرُ ذاك الذي عاش فيها قبل ثُلث قرن.أَدُور في شوارعها، أَتذكَّر الأَمكنة من دون حنين. تغيّرَتْ فيه معالِـم، تبدَّلَتْ، تطوَّرَتْ، عَمُرَتْ، تَعَصْرَنَتْ، ولكن... لا مكانَ فيها يندهني.المكان ليس المكان. المكان هو الآخَر.لم تتغير نيويورك. أَنا الذي تَـغَــيَّـر: زرتُها قبل 35 سنة وكنتُ وحيدًا فاحتضنَـتْـني بِـحُضُورها الـجَمّ، وأَزورُها اليوم وبي حضورٌ غامرٌ أَوسعُ من أَن تَـحتضنني.عشتُ فيها وأَنا بلا حالة، فاحتوتْني حالةُ المدينة، وأَزورُها اليوم وأَنا في حالة الحب الوحيد فلم تَسكُن بي حالتها.كانت لي ملجأً يغمرني...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول