الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

ترامب وحيداً في القمة الصناعية بكندا

المصدر: واشنطن - النهار
هشام ملحم
هشام ملحم
ترامب وحيداً في القمة الصناعية بكندا
ترامب وحيداً في القمة الصناعية بكندا
A+ A-

قبل وصوله الى كندا للمشاركة في قمة الدول الصناعية السبع الكبرى، دخل الرئيس الاميركي دونالد ترامب في حرب كلامية مع مضيفه رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، بسبب اجراءات الحماية (التعريفات الاضافية على صناعات الاولومينيوم والصلب) التي فرضها ترامب أخيراً على معظم اعضاء المجموعة، والتي يمكن ان تتحول حرباً تجارية عالمية يخسر جميع المشاركين فيها.  

ولم يحدث قط في تاريخ هذه المؤتمرات السنوية التي بدأت في 1975، ان وجد رئيس اميركي نفسه وحيدا ومعزولا في مواجهة قادة دول حليفة لواشنطن، بعضها مثل كندا وفرنسا وبريطانيا، شاركوا الولايات المتحدة في الحروب التي خاضتها بدءاً بالحربين العالميتين وانتهاءَ بحرب افغانستان. وكل ما صدر عن الرئيس الاميركي من اجراءات وتصريحات وتغريدات في الاسابيع والايام وحتى اللحظات التي سبقت القمة تراوحت بين المهينة والفظة والمهددة والمثيرة للجدل، بما فيها تصريحه المفاجيء قبل لحظات من تحليق طائرته متوجها الى كندا، حين دعا قادة القمة الى اعادة روسيا الاتحادية الى المجموعة بعدما تم طردها عقب غزوها لأوكرانيا وضمها لشبه جزيرة القرم في 2014.

ومنذ وصوله الى البيت الايبض يقوم الرئيس ترامب بإضعاف جميع المؤسسات والبني التي انشأتها الولايات المتحدة وحلفاؤها المنتصرون في الحرب العالمية الثانية، مثل حلف شمال الاطلسي واتفاقات التجارة الدولية. ووقت تتأزم أكثر العلاقات بين الولايات المتحدة وحلفائها التقليديين، يسعى ترامب الى تعزيز نفوذ روسيا من خلال الدعوة الى اعادتها الى المجموعة الاقتصادية، على رغم من أن حجم الاقتصاد الروسي يوازي اقتصاد ايطاليا.

وحتى صباح الخميس لم يكن من المؤكد مشاركة ترامب في القمة، وخصوصاً بعد السجال العلني والحاد بين الرئيس الاميركي وماكرون وترودو، حيث كان ترامب يميل الى ايفاد ممثل عنه الى كندا، بحجة انه مشغول بالتحضير للقمة مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ- أون في سنغافورة مطلع الاسبوع المقبل والتي يرى انها أكثر أهمية من القمة السباعية. لكن مساعدي الرئيس نصحوه بالحضور، وقبل النصيحة على مضض. وكي يعبر عن استيائه من القمة السباعية، قرر ترامب مغادرة القمة صباح السبت قبل انتهائها بساعات.

وتنعقد قمة كندا على خلفية توتر غير مسبوق بين واشنطن وحلفائها في المجموعة، تسبب به قرار الرئيس الاميركي فرض بموجبه رسوم اضافية على استيراد الصلب والالومينيوم من كندا والدول الاوروبية (والمكسيك) بحجة وجود عجز تجاري معها. وبما ان قوانين منظمة التجارة العالمية تمنع فرض مثل هذه الرسوم بشكل اعتباطي، تذرع ترامب باعتبارت الامن القومي كي يبرر فرضها.

رئيس الوزراء الكندي ترودو اعتبر هذه الرسوم والاهم من ذلك تلويح الرئيس ترامب بحماية الامن القومي الاميركي بأنها "مهينة وغير مقبولة".

المستشارة الالمانية انغيلا ميركل اعتبرتها "غير قانونية" ووزير التجارة البريطاني وليم فوكس وصفها ب"العبثية"، كما ندد بها بيان لوزراء المال للدول الست الاخرى.

من جهته، اعرب الرئيس ماكرون عن استيائه من اجراءات وتصريحات ترامب عبر تغريدة هدد فيها بتوقيع الدول الست على اتفاق يستثني الولايات المتحدة. ولكن ردود فعل الدول الست قوبل باستخفاف ترامب الذي يعتقد ان هذه الدول غير قادرة او غير مستعدة لتحدي الولايات المتحدة من خلال فرض اجراءات مضادة. وقد لا يكون ترامب مخطئا في هذا الاعتقاد، لأن اليابان على سبيل المثال، لا تريد المجازفة بخلق ازمة مع الرئيس ترامب عشية القمة الاميركية-الكورية الشمالية التي تمس نتائجها بالأمن القومي الياباني. كما ان ايطاليا التي يرأسها الان رئيس وزراء جديد ومحافظ قد لا تكون مستعدة او راغبة في مواجهة مع واشنطن. وللتدليل على ذلك، سارع رئيس الوزراء الايطالي جيسيبي كونتي الى الموافقة على اقتراح ترامب باعادة روسيا الى المجموعة، قائلا في تغريدة :"أوافق مع الرئيس دونالد ترامب على ضرورة عودة روسيا الى مجموعة الثماني. وهذا يخدم مضالح الجميع". وليس من المتوقع ان توافق الدول الاخرى على اقتراح ترامب، ولكن موقف ايطاليا من عودة روسيا الى المجموعة وتردد اليابان في اتخاذ موقف اقوى من اجراءات ترامب يبين ان الشروخ الموجودة في المجموعة تزداد عمقا وخطورة.

 وفي حوار مفاجيء مع الصحافيين صباح الجمعة خارج البيت الابيض قبل سفره الى كندا، جدد ترامب انتقاداته للحلفاء في المجموعة، ودعا بشكل مفاجيء الى اعادة روسيا الى المجموعة، مع ادراكه المسبق ان دولا مثل بريطانيا وفرنسا وكندا يعارضون اعادة الاعتبار لروسيا بهذا الشكل، خصوصاً وان دول المجموعة، بما فيها الولايات المتحدة، فرضت عقوبات اقتصادية ضد روسيا عقب ضمها لشبه جزيرة القرم. ولم يقدم ترامب أي تبرير لإعادة الاعتبار لروسيا، ولكن موقفه الودي من روسيا والرئيس فلاديمير بوتين معروف وثابت، على رغم الادلة الدامغة التي قدمتها اجهزة الاستخبارات الاميركية في شأن تدخل روسيا السافر في انتخابات الرئاسة الاميركية والهادف الى تحسين فرص ترامب بالفوز بالرئاسة.







حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم