الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

لماذا "لم يحبّ" ترامب لقاء كيم-لافروف؟

المصدر: "النهار"
جورج عيسى
لماذا "لم يحبّ" ترامب لقاء كيم-لافروف؟
لماذا "لم يحبّ" ترامب لقاء كيم-لافروف؟
A+ A-

بين الشخصيّ والسياسيّ

قد يكون هنالك شقّ شخصيّ في موقف ترامب من ذلك اللقاء. فيما يخطف الأضواء العالميّة على طريق القمّة المرتقبة مع كيم، لا يستسيغ الرئيس الأميركيّ تدخّل مسؤولين آخرين في هذا الوقت لسرقة تلك اللحظة منه. يرى ترامب أنّ هنالك قوى كبيرة تحاول قطف ثمار "جهده الخاص" الذي أدّى إلى حلحلة الأوضاع في تلك المنطقة. وسبق لترامب أن أبدى ارتيابه من زيارة أخرى أجراها كيم إلى الصين منذ شهر حيث اجتمع بالرئيس شي #جينبينغ. وحين ألغيت قمّة سنغافورة مؤقّتاً، ألقى ترامب اللوم على بيجينغ في التصعيد الخطابيّ الذي أبدته كوريا الشماليّة أواسط أيّار:

"سأقول إنّني خائب الظنّ قليلاً، لأنّه حين عقد كيم جونغ أون اللقاء مع الرئيس شي في الصين، اللقاء الثاني ... أعتقد أنّ الأمور تغيّرت بعد ذلك اللقاء ولا أستطيع القول إنّني سعيد حيال ذلك".

راهن ترامب طويلاً على القمّة التي ستجعله أوّل رئيس أميركيّ يتمكّن من عقد لقاء رسميّ تاريخيّ مع زعيم كوريّ شماليّ. لذلك، قد يكون متخوّفاً من أن يخرّب رؤساء آخرون هذه القمّة إمّا لقطع الطريق على إنجاز شخصيّ ووطنيّ وإمّا لأنّ مصالحهم غير مضمونة.

 
على أيّ حال، من الواضح أنّ الرئيس الأميركيّ يبدي نفوراً من تدخّل الروس والصينيّين في هذه المسألة، علماً أنّهم ساهموا في تمرير عقوبات مشدّدة على كوريا الشماليّة داخل مجلس الأمن، بناء على إلحاح من ترامب نفسه. وإلى جانب الرئيس الأميركي، ربط محلّلون آخرون بين التصعيد الخطابيّ الكوريّ وزيارة كيم الأخيرة للصين، مشيرين إلى أنّ الأخيرة تستخدم عرقلة القمّة كوسيلة لتأمين مصالحها. علاوة على ذلك، شكّل تزامن لقاء ترامب-شول لافروف-كيم عاملاً إضافيّاً في النفور الذي أبرزه الرئيس الأميركيّ. 


هل تلغي وزارة الخارجيّة هذه المخاوف؟

أمس الخميس، قال مصدر في وزارة الخارجيّة الروسيّة لوكالة "سبوتنيك" إنّ الزيارة تستند إلى "حقيقة ديبلوماسيّة واحدة – تلقّينا دعوة، وليس مجرّد دعوة مفتوحة، وإنّما مع مواعيد محدّدة". ولمّحت الوكالة إلى أنّ هذا التوضيح هو بمثابة ردّ على وسائل إعلاميّة لم تذكرها رأت أنّ الزيارة شكّلت "محاولة يائسة" لحفظ الدور الروسيّ في التسوية.

لكن هذا البيان قد لا يلغي فكرة أخرى مفادها أنّ كوريا الشماليّة دعت لافروف لزيارتها كي تقول لواشنطن إنّها لا تأتي إلى المحادثات معزولة عن العالم، وإنّما مدعومة من الصين ومن روسيا. والأهمّ من ذلك، كلام كيم حين استقبل لافروف والذي أشاد من خلاله بالدور الروسيّ في مواجهة "الهيمنة" الأميركيّة بحسب وكالة "تاس" الروسيّة: "أقدّر عالياً واقع أنّ إدارة بوتين تعارض بشدّة هيمنة الولايات المتّحدة". بالتأكيد لن يكون لهذا الكلام وقع إيجابيّ في أروقة الإدارة الأميركيّة، قبل أقلّ من أسبوعين على القمّة المرتقبة.


روسيا تضع العصي في دواليب القمّة؟

بالنسبة إلى محرّر الشؤون الدوليّة في صحيفة "ذي اندبندنت" البريطانيّة كريس ستيفنسون، جاءت زيارة تيليرسون ك "تذكير لترامب بأنّ روسيا لا يمكن أن يتمّ تجاهلها". وكتب أنّ تلك الزيارة أتت في سياق شعار دائم للسياسة الخارجيّة الروسيّة وهو مواجهة النفوذ الأميركيّ، مشيراً إلى أنّ موسكو حصرت رؤيتها خلال أشهر التوتّر بدعم خريطة طريق تقودها الصين. وأوضح أنّ روسيا "لا تخاف أبداً من إقحام نفسها في مسائل تصبّ لصالحها" كما حدث في سوريا وبؤر توتّر أخرى حول العالم. لكنّ ستيفنسون لفت النظر إلى أنّ موسكو، ومع مرور الوقت، يتناقص تأثيرها المباشر على حصول أو عدم حصول لقاء سنغافورة. ومع ذلك، إنّ زيارة لافروف لبيونغ يانغ ذكّرت واشنطن وحلفاءها بأنّ أيّ اتفاق طويل المدى سيحتاج على الأرجح للدعم الروسيّ بحسب رأيه.


"مفاوض، معرقل وحليف غير مقدّس"

من الواضح أنّ تناقص التأثير الروسيّ في عرقلة القمّة لا يعني انعدامه التام. تنقل شبكة "سي أن بي سي" عن إليزابيث إيكونومي، مديرة الدراسات الآسيويّة في "مجلس العلاقات الخارجيّة" قولها: "يجب ألّا يتمّ الاستخفاف بقدرة روسيا خلف الكواليس على وضع العصي في دواليب مسار (المفاوضات مع كوريا الشماليّة)". وأضافت أنّ حكومة الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين تؤدّي "دوراً حسّاساً خلف الكواليس كمفاوض، معرقل وحليف غير مقدّس"، لذلك يجب ألّا يتمّ تهميشها في المفاوضات النوويّة.

يمكن أن يكون ما ذكرته نيشكا شاندران في الشبكة نفسها أهمّ سبب لقلق ترامب من تلك الزيارة. "بطرق عديدة، إنّ مصالح روسيا في كوريا الشماليّة تتطابق مع مصالح الصين. تريد كلتاهما منع الهيمنة الأميركيّة في شمال آسيا".





الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم