لأن الرسالة لم تكن محلية، فقد مرّ موقف الرئيس سعد الحريري بالأمس من علاقته بالسعودية وتحديداً ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على الغرف السياسية بلا تعليق ولا ارتدادات، باعتبار ان صدور موقف للحريري داعم للسعودية ليس مستغرباً. لكن في التحليل، لا شيء غير التحليل، يبدو إن موقف الحريري خلال استقباله وفد مجلس الاعمال اللبناني- السعودي برئاسة رؤوف ابو زكي في "بيت الوسط"، له طعم آخر.
منذ نحو أسبوع، أثار الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الجدل باعلانه أن "الحريري كان محتجزاً في السعودية"، وأنه "لو لم تكن كلمة فرنسا مسموعة على المستوى الدولي، لكان من المحتمل أن تندلع الحرب في لبنان".
التحليلات وضعت تصريح ماكرون في اطار الانزعاج الغربي من انسحاب أميركا من الاتفاق النووي الايراني وترحيب السعودية بذلك، وجاء الرد من مصدر في وزارة الخارجية السعودية يصف فيه كلام ماكرون بـ"غير الصحيح"، وأن السعودية تدعم الحريري واستقرار لبنان وأمنه بكل الوسائل، ليكمل المصدر حديثه مؤكداً أن "من يجر لبنان والمنطقة إلى عدم الاستقرار هي إيران وأدواتها مثل ميليشيا حزب الله".
لم يصدر أي تعليق رسمي من "تيار المستقبل" أو الرئيس الحريري على تصريح ماكرون. لا نفي ولا تأكيد، إلى أن أطل بالأمس الحريري قائلاً: "الجميع يعلم مدى الدعم الذي يبديه الامير محمد بن سلمان لي شخصيا" وهي الجملة التي تنفي خبر احتجازه. ويكمل: "الأمير محمد بن سلمان يقوم بدور محوري لدعم استقرار لبنان السياسي والامني والاجتماعي والاقتصادي" وهي الجملة الثانية التي تؤكد أن المملكة لا تريد حرباً بل صانعة استقرار في لبنان، وأخيراً لفت الحريري "الى الجهود التي قادها إبن سلمان لانجاح مؤتمري "سيدر" في باريس وروما". فهل قصد فعلاً الحريري في خطابه الرد بطريقة غير مباشرة على ماكرون؟