الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

دعوات في ألمانيا إلى طرد السفير الأميركي: ريتشار غرينيل متّهم بالتّدخل بالشؤون الداخليّة

المصدر: "ا ف ب"
دعوات في ألمانيا إلى طرد السفير الأميركي: ريتشار غرينيل متّهم بالتّدخل بالشؤون الداخليّة
دعوات في ألمانيا إلى طرد السفير الأميركي: ريتشار غرينيل متّهم بالتّدخل بالشؤون الداخليّة
A+ A-

طالبت الأحزاب اليسارية الألمانية اليوم بطرد #السفير_الأميركي الجديد في #برلين #ريتشارد_غرينيل المقرب من الرئيس دونالد ترامب، متهمين اياه بالتدخل في الشؤون الداخلية لألمانيا، والتسبب بتفاقم التوتر في العلاقات الثنائية.

وتولى غرينيل منصبه الديبلوماسي الجديد في برلين في 9 أيار. وأثار الغضب مباشرة عندما قال عبر "تويتر" في اليوم عينه إن على الشركات الألمانية وقف التعامل مع ايران، بالتزامن مع إعلان ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع الجمهورية الإسلامية.

وأثار المزيد من الغضب في نهاية الأسبوع من جراء تصريحات أدلى بها لموقع "برايتبارت" اليميني المتشدد، تحدث فيها عن أمله في "تمكين محافظين آخرين في انحاء أوروبا".

وأثار ايضا الدهشة بخطته استضافة المستشار المحافظ المتشدد سيباستيان كورز الذي يصفه المبعوث الأميركي بـ"النجم" الى الغداء في 13 حزيران.

وقال الزعيم السابق للحزب الاشتراكي الديموقراطي والبرلمان الأوروبي مارتن شولز لوكالة "دي بي ايه" الألمانية إن "ما يقوم به هذا الرجل غير مسبوق في الديبلوماسية الدولية".
وأضاف: "لو أن سفيرا ألمانيا قال في واشنطن إنه هناك لتمكين الديموقراطيين، لكان طُرِد فورا. آمل في أن تؤدي زيارة كورز إلى تقليل مدة عهد السيد غرينيل كسفير في ألمانيا"، مشيرا بذلك إلى كلمة "كورز" التي تعني "قصير" باللغة الألمانية. 

وقال شولز في وقت سابق إن المندوب الأميركي لم يتصرف كديبلوماسي، بل "كضابط استعماري يميني متشدد".

من جهتها، تسعى وزارة الخارجية الالمانية الى الحصول على توضيحات من غرينيل بشأن تصريحات، بحيث سيتم التطرق إلى المسألة خلال اجتماع مرتقب الاربعاء بين المبعوث الأميركي والمسؤول الألماني الرفيع اندرياس ميكاليس.

وقال وزير الخارجية هايكو ماس: "ستكون هناك بالتأكيد أمور كثيرة ينبغي مناقشتها. ولهذا من الجيد أن السفير سيكون ضيف وزير الدولة ميكاليس".

لكن زعيمة حزب المعارضة اليساري المتشدد "لينكي" سارا فاكنكنيخت قالت إن غرينيل اثبت أنه شخص غير مؤهل ليكون سفيراً.
وقالت لصحيفة "دي فيلت": "لا يمكن شخصا مثل السفير غرينيل الذي يعتقد أن بإمكانه الهيمنة على أوروبا وتحديد من سيحكم فيها، أن يبقى في ألمانيا كديبلوماسي". 

وأضافت: "اذا كانت الحكومة تأخذ سيادة بلادنا الديموقراطية على محمل الجد، فلا يتعين عليها الاكتفاء بدعوة غرينيل الى الحديث على فنجان قهوة، بل طرده مباشرة".

وعارض اعضاء مجلس الشيوخ المناهضين لتغريداته التي يعتقد أنها مهينة بحق النساء في حقل السياسة ورفضه الواضح لأخذ الادعاءات بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية على محمل الجد، تعيين غرينيل المؤيد لشعار ترامب "أميركا أولا".

ويأتي الجدل بشأن غرينيل في وقت تشهد العلاقات بين ألمانيا والولايات المتحدة توترا، بعدما أعلن ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الايراني، وفرضه رسوما جمركية عقابية على الألمنيوم والحديد الصلب الأوروبيين.

وسلطت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل الأضواء على العلاقات المتوترة عبر الأطلسي مع تحذيرها من أنه لا يمكن أوروبا الاعتماد على الولايات المتحدة لحمايتها، مؤكدة أن على القارة "تولي مصيرها بيديها".

وحتى في الولايات المتحدة، أعرب السياسيون عن قلقهم من تصريحات غرينيل.
وقال السيناتور الديموقراطي كريس مورفي عبر "تويتر" إن مقابلة المندوب مع "برايتبارت" كانت "فظيعة- لا يفترض أن يمكّن السفراء أي حزب سياسي في الخارج". 

وقال المتحدث المسؤول عن الشؤون الخارجية في تكتل ميركل اليميني الوسطي يورغن هارت، إن غرينيل يسعى ببساطة إلى إضعاف الاتحاد الأوروبي.
وقال لشبكة "اتش ار-انفو" إن الولايات المتحدة تريد منع "الاتحاد الأوروبي من الاندماج في شكل أكبر ومن التحول قوة سياسية واقتصادية أقوى". 

ورغم انتماء ميركل نفسها إلى المعسكر المحافظ، إلا أن المعلقين أشاروا إلى أنه من الواضح أن غرينيل لم يكن يسعى إلى تعزيز قاعدة حزب المستشارة، بل خصومها من اليمين المتشدد.

واعتبرت صحيفة "برلينر زايتونغ" أنه "أمر سيىء بما فيه الكفاية أن يفكر في ذلك، فكيف وقد صرح به".

كذلك، انخرطت وسائل الإعلام خارج ألمانيا  في المناقشة، بحيث قالت الكاتبة لدى صحيفة "واشنطن بوست" آن آبلباوم إن غرينيل هدف بوضوح إلى دعم القوى "المنغلقة والمؤيدة لروسيا والمعارضة للتعددية" في أوروبا.

ورأت أن السفير استكمل مهمته، إذ كان أوفد إلى ألمانيا بهدف زعزعة ائتلاف ميركل أو حلف الأطلسي. "لكن إذا لم تكن هذه الأوامر الصادرة إليه (...) فهناك مجموعة مختلفة من الاسئلة التي يجب طرحها".

وتساءلت: "لماذا يعطي السفير الأميركي في ألمانيا "برايتبارت" مقابلة؟ لماذا ينخرط في سياسات حزبية؟ ولماذا أصلا يتم تعيينه كسفير أميركي؟"

من جهتها، حضت "ذي فاينانشال تايمس" برلين على الرد على "السلوك غير الديبلوماسي" (لغرينيل)  عبر التمسك بموقفها من خلال التزام الاتفاق النووي الايراني، والرد بحزم على الرسوم الأميركية، وزيادة مسؤولياتها الدفاعية.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم