السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

رحل مايكل الذي وحّد لبنان بالصلاة لأجله ..."صار عنا ملاك بالسما"

المصدر: "النهار"
ليلي جرجس
ليلي جرجس
رحل مايكل الذي وحّد لبنان بالصلاة لأجله ..."صار عنا ملاك بالسما"
رحل مايكل الذي وحّد لبنان بالصلاة لأجله ..."صار عنا ملاك بالسما"
A+ A-


لم يكن أحد يتوقع ان يرحل مايكل بهذه البساطة، كان يلعب ويضحك قبل ان يشكو من ألم في الرأس جعله يدخل في غيبوبة، لكن الموت اختاره باكراً. هكذا رحل مايكي كما ينادونه صباح اليوم تاركاً الجميع مصدوماً. صورته المتناقلة في مواقع التواصل الاجتماعي خلّدت ذكراه، هو الذي وحّد لبنان بالصلاة لأجله أصبح ملاكاً بين ليلة وضحاها. 

وقع خبر رحيل مايكل كالصاعقة على كل من عرفه، حتى الذين تناقلوا صوره وشاركوا قصته صُدموا بموته. كانت كل الاحتمالات الطبية واردة، إلا ان الكل كانت متمسكاً بأمل النجاة. يصعب علينا ان نصدق ان مايكل إبن 10 سنوات توفي اليوم، تعيش عائلته وأقاربه واصدقاؤه حالة من الصدمة والذهول...لقد مات مايكل.

عندما شاهدتُ صورة مايكل شيء ما شدّني اليه، ربما عيونه العسلية الصافية او ضحكته الساحرة، لكني لم أتمكن من المرور على قراءة الخبر مرور الكرام. توقفتُ على قصة مايكل، أردتُ ان اوصل صوت والدته ميرلا "لا تتوقفوا عن الصلاة" ، جملة كانت ترددها كلما سألتها عن وضعه الصحي. حاول الصمود، تمسك بالحياة وبإيمانه، مضت الساعات والأيام حتى تلاشى الأمل اليوم بعد أن أغمض عينيه الى الأبد.

"ما توقفوا صلاة"

بكلمات مؤثرة نعاه الأصدقاء، مايكل أصبح "ملاك بالسما" لا يختلف اثنان على هذه المقولة. لم أصدق خبر وفاته، للوهلة الأولى ظننتُ انها مجرد شائعة، حاولتُ التأكد من صحة الخبر من بعض أصدقاء العائلة، نعم توفي مايكي صباح اليوم. تتحدث مادونا بتأثّر كبير، دموعها تسبق الكلمات تقول: "صار عنا ملاك بالسما، صعبي كتير نصدق بس ميكي راح عن جد". تستعيد مادونا بعض التفاصيل أثناء تواجده في المستشفى "جاء الأطباء مرتين الى والدته ليطلبوا منها نزع الأجهزة عنه والتبرع بأعضائه، كيف يمكن لأم ان تنزع عن ابنها الحياة. ايمانها كان أقوى من كل شيء وكنتُ اقول لها دائما: "الله يزيدك ايمان ويريحك".

اليوم توجه والدا مايكل الى المستشفى، كانت الحقيقة القاسية في انتظارهما، لتتسارع الاتصالات والمنشورات والصور على رحيل هذا البطل الصغير. تستشهد مادونا بعبارة ترددها ميرلا والدة مايكل "حتى لو مات ما توقفوا صلاة".

تشوه شراييني


في مستشفى سيدة زغرتا، وفي غرفة العناية الفائقة كان مايكل في غيبوبة في انتظار ان يصحو من جديد. في العودة الى ما جرى، كان يلعب ويضحك قبل ان يشكو من ألم شديد في رأسه، فأعطته والدته دواء، الا انه لم يشعر بارتياح وبدأ ينزف من أنفه ثم تقيأ، فنقلته عائلته على وجه السرعة الى المستشفى، الا انه أغمي عليه في السيارة.



وقد تبين بعد إجراء الفحوصات اللازمة أن الطفل كان يعاني من تشوّه شراييني في الدماغ، عادة ما تُصيب كبار السن لكنها أصابت مايكل، ولم يظهر اي عارض قبل يوم الحادثة.


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم