لماذا ترتجف جفوننا؟

جفنٌ يرف؟ رِجلٌ تهتز؟ ..ترتجف بعض العضلات بشكل متقطع من دون سبب واضح ومن دون إرادة الشخص في بعض الأحيان. وتعتبر هذه الحركات غير الإرادية وغير المؤلمة حميدة في معظم الحالات. 

يعطي الدماغ الأوامر للعضلات في الجسم. غير ان نسبة تسعين في المئة من الارتجاف الحزمي ( fasciculation-انقباضات خفيفة، غير مؤلمة) ترتبط بنشاط أطراف الأعصاب المرتبطة بشكل مباشر بالعضلات، ما يؤدي إلى انقباض هذه العضلات. أما 10 في المئة من الحالات الأخرى، فيؤدي اعطاء أمر خاطئ من الجهاز العصبي المركزي إلى حصول ارتجاف بعض العضلات الصغيرة.

في العام 1963، أظهرت دراسة أن نسبة 70 في المئة من الأشخاص الأصحّاء يظهرون هذه الحركات غير الإرادية في حياتهم. يقول البروفسور في علوم الأعصاب في جامعة "فريبورغ" السويسرية جان ماري انوني إن "هذه الارتجافات تشكل جزءاً منّا، وعلينا العيش معها كالعيش مع الأصدقاء والرفاق". ترتبط هذه الارتجافات، في الغالب، بالشعور بالتوتر، بالتعب، أو بالإكثار من تناول القهوة. كما أن نشاط العضلات بعد إجراء تمارين رياضية مكثفة، يسبّب هذه الارتجافات خلال الدقائق التي تلي ممارسة الرياضة، فيساعد، بالتالي، الاسترخاء على توقف هذه الارتجافات.

التنبّه إلى الأمراض

في بعض الحالات، تنبّه هذه الارتجافات إلى بعض الأمراض العصبية ومنها: اعتلال الأعصاب المتعدّد ( polyneuropathy) و "polyneuritis" التي تضّر بالأعصاب الطرفية. وفي حالات نادرة جداً، تشكّل هذه الارتجافات الأعراض الأولى لمرض التصلب الجانبي الضموري الذي يسبب ضمور الجهاز العصبي ويعرف بـ "Lou gehrig’s disease ". وفي حال ترافقت هذه الارتجافات بتشنّجات غير طبيعية، أو بالشعور بالتعب، أو بالحريق، فلا تعتبر الحالة طبيعية. وفي حال استمرت هذه الارتجافات لمدة تزيد عن ثلاثة أشهر، فيستحسن استشارة الطبيب لمعرفة سبب هذه الحركات غير الإرادية.