الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"المعلومة في قلب الكون" لسيرج جيلاليان

رلى معوض
"المعلومة في قلب الكون" لسيرج جيلاليان
"المعلومة في قلب الكون" لسيرج جيلاليان
A+ A-

على الرغم من أنه ولد في منزل موسيقي بامتياز، ودرس الفيزياء والرياضيات، إلا ان عالم الألسنية والفلسفة طالما أغراه. سيرج جيلاليان عازف الكونترباص، تربى على الموسيقى باكراً جداً، كيف لا ووالده بوغوص جيلاليان العازف والمؤلف الموسيقي الشهير ووالدته ريموند كوبيليان أستاذة البيانو، وضعاه على طريق الموسيقى باكرا. بدأ مع فرقة "جاز غايت" في الثمانينيات، وعزف قليلاً مع زياد الرحباني، ثم ترك الموسيقى بسبب الحرب وذهب ليتخصص في فرنسا وينال شهادة الدكتوراه في علم الألسنية.  

"المعلومة في قلب الكون" الفكر والفعل، هو كتابه الأول من القطع الوسط، صادر عن دار "لارماتان" الفرنسية، يمزج فيه بين العلم والفلسفة. وهذا الكتاب أخذ أكثر من منحى، بدأ بمقال كتبه عن "طريقة التفكير عند الانسان" وقاده فيما بعد إلى هذا الكتاب، مستنداً إلى اختبار شخصي "كيف نولد". بعد مقاله اعتبر أن المعلومة مهمة وتترافق مع الطاقة وهي تشكل وحدة تعطي معنى للشخص، يليها التفكير والابداع والانتاجية.

بدأ بتطوير فكرة التمثيل الذهني، ومنها انطلق ليتوسع أكثر في معلومات أشمل وتناول الأنواع الحسابية والروائية والرسم والموسيقى، وكل هذه الأنواع تؤكد أيضاً على أهمية المعلومة. واعتبر ان دمج هذه الانواع سوية يعيدنا إلى مفهوم الأسطورة، وهي أول تمثيل لواقع الإنسان والعالم المحيط به. وأعطى مثالاً على ذلك في كتابه عن أسطورة "طاحونة هاملت"، الذي أدى تحليلها فيما بعد إلى اكتشاف إن هذا المفهوم مرتبط بحركة محور الأرض.

وتناول المفهوم الشامل للطاقة، التي من دونها لا تصلنا المعلومة بمعناها العلمي والفيزيائي والفلسفي. وقال في حديث لـ"النهار" "أنه مع ثنائي الطاقة والمعلومة بامكاننا ان نصل إلى المنظومة اي المفهوم العلمي "السيستيميك" ومنه إلى مفهوم "التعقيدات" وكل ذلك يقود إلى الوظيفة الإبداعية عند الإنسان. فأي شيء ينتج عن الشخص يحتاج إلى طاقة ومعلومات مثلاً في الفن والموسيقى على سبيل التحديد، التأليف ينتج عن فكرة لتتم ترجمتها إلى موسيقى نحتاج إلى طاقة، التي تنتج عن الاحاسيس وهذه القدرة على الدمج تولد مع الانسان ويعمل لاحقاً على تطويرها".

الكتاب هو خلاصة لما يمكن للفكر والعقل القيام به والوصول إليه على الصعيد الشخصي، اذ يعتبر جيلاليان أننا وجدنا لنخلق ولنستخدم العقل البشري والفعل سوية. أفكاره لم تنته مع هذا الكتاب بل ذهب يتعمق أكثر في هذا الفكر الفلسفي، وفي تحليل طريقة الإنتاج الفكري، معتمداً على أعلمية مدروسة تترافق مع تحليل الكاتب الشخصي، محضراً لكتاب جديد سيصدر لاحقاً.



حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم