نغمة اطلاق الرصاص في الهواء والمناسبات... تابع

رغم تشديد عقوبة الحبس والغرامة على مطلقي النار عشوائيا او في الهواء في مكان مأهول من سلاح مرخص او غير مرخص في القانون الصادر في الثالث من تشرين الثاني عام 2016 فان هذا النوع من الملفات لا يزال يأخذ حيزا من جدول جلسات المحكمة العسكرية الدائمة. بعض الملفات يعود الى قبل صدور هذا القانون وبعضها الآخر الى ما بعد صدوره وبنسبة اكبر. ومعلوم ان العقوبة باتت موجعة وتصل الى الحبس ستة اشهر والغرامة الى عشرة اضعاف الحد الادنى الرسمي للاجور ومصادرة السلاح في جميع الأحوال ومنع المحكوم من الاستحصال على رخصة أسلحة مدى الحياة. وتدرج هذه الدعاوى في الغالب في خانة وثائق الاتصال وفق مصادر قانونية متابعة لجلسات المحاكمة امام المحكمة العسكرية. 

كلبان مسعوران

وشهد جدول الجلسات اليوم عينة من هذه الملفات . والقاسم المشترك بينها ان جميع المدعى عليهم نفوا التهمة الموجهة اليهم باستثناء واحد منهم رجل امن اعترف باطلاق النار دفاعا عن النفس. وقلة منهم حضر معهم محامون للدفاع عنهم باعتبار ان الامر يتصل بجنحة او لضيق ذات اليد. وفي هذه الحالة يتولى محام عسكري الدفاع عنهم.

ويروي رجل الامن للمحكمة برئاسة العميد الركن حسين عبدالله وحضور ممثل النيابة العامة العسكرية القاضي هاني الحجار، انه اعتاد ممارسة رياضة المشي ليلا في بلدته الجبلية في الكورة ليسهر استعدادا للسحور والصوم في اليوم التالي في شهر رمضان. وفي الليل الذي اطلق فيه النار كان يمارس رياضته على العادة في اطراف البلدة عندما هاجمه كلبان مسعوران شاردان وأخذا في النباح والتقدم في اتجاهه والهجوم عليه . وعبثا حاول ابعادهما وتركه في سبيله. وعندما اشتدت وطأهما عليه وكادا ان يتمكنا منه اطلق النار في الهواء خوفا . وقال" ارغماني على اطلاق النار في الهواء لبتعدا من طريقي لانني لم اشأ الاجهاز عليهما وقتلهما. اردت ان يفرا فحسب واطلقت عددا من الاعيرة في الفلاء لانجو بنفسي"، مشيرا الى ان ذلك المكان شبه مأهول بالمنازل والناس.

رصاص في عرس وزفة

وعندما اعطي الكلام الاخير لتدوين طلبه على محضر الجلسة توجه الى رئيس المحكمة وقال " يللي بتأمرو سيدنا".

ويتناوب على تدوين محاضر الجلسات عناصر من الشرطة العسكرية . ودخل العنصر الانثوي حديثا في هذا المجال حيث يتولى عدد من الشرطيات هذه المهمة.

ويقول متهم آخر باطلاق النار اثناء زفة عرس في مخيم الرشيدية انه لم يكن موجودا في ذلك العرس. وذكر انه كان ينتمي الى حركة "انصار الله " حين حصول الحادث ولم يكن يحمل سلاحا في ذلك التنظيم، مضيفا انه حاليا ينتمي الى"حزب الله" في العباسية, متهما ثلاثة اشخاص بالوشاية به من دون ان يعرف سبب اقدامهم على ذلك.

وبانتقال المحكمة الى ملف آخر نفى المتهم بدوره اطلاق نار خلال حفل زفاف في محلة سد البوشرية ، طالبا من المحكمة مشاهدة فيديو خاص بالعرس لتتبين من مدى ما يقوله، مضيفا ان عناصر الدرك دهموا منزله ولم يعثروا على اي سلاح في داخله.

"رضاك سيدنا"

والمدعى عليه الاخير ملاحق بخمس دعاوى باطلاق نار في الهواء في مكان مأهول مستغربا كثرة الملاحقات في حقه بهذا الجرم وهو لعمره لم يقوص وحتى انه لا يذهب الى الصيد . وعندما سأله رئيس المحكمة عما يطلبه عندما اعطي الكلام الاخير اجابه بلكنته البقاعية"رضاك عليي سيدنا". وقبل ان يغادر القاعة تبين ان حكما غيابيا صادرا في حقه بالموضوع نفسه فاستغرب مجددا المدعى عليه ، مشيرا الى ان احدا لم يبلغه بحضور الجلسة او بخلاصة الحكم. وامام هذا الحال طلب رئيس المحكمة من احد الضباط المحامين تحضير اعتراض على الحكم تمهيدا لبته مع الدعاوى الاخرى المستجوب بها عند انتهاء الجلسات.