إيطاليا: ماتاريلا يجري مشاورات... جوزيبي كونتي مرشّح لرئاسة الحكومة

يجري الرئيس الايطالي سيرجو ماتاريلا مشاورات اليوم، غداة اقتراح زعيمي الحزب المناهض للمؤسسات والحزب اليميني المتطرف اسم المحامي غير المعروف جوزيبي كونتي لمنصب رئيس الوزراء في حكومة ائتلاف شعبوية جديدة.

ويستقبل ماتاريلا رئيس مجلس النواب روبرتو فيكو، ورئيسة مجلس الشيوخ اليزابيتا البرتي كاسيلاتي، بعد طرح اسم كونتي (54 عاما) عليه خلال محادثات في مكتب الرئاسة مع زعيم حركة "خمس نجوم" لويجي دي مايو، وزعيم حزب "الرابطة" القومي ماتيو سالفيني.

وكتب دي مايو على المدونة الرسمية لحركة "خمس نجوم": "اقترحنا اسم جوزيبي كونتي على رئيس الجمهورية" مساء الاثنين. واضاف: "أعتز به، لانه يمثل باختصار حركة خمس نجوم".

وأكد سالفيني لاحقا أن كونتي خيار "الرابطة" لرئاسة الحكومة، وذلك في بث فيديو مباشر على "الفايسبوك" لأكثر من مليوني متابع.
وقال: "كونتي خبير في تبسيط الاجراءات البيروقراطية وتقليصها وتنظيم ماكينة الادارة. وهو ما تطلبه منا شركات كثيرة". 

وتعرف الناس إلى كونتي، الخبير في القانون الاداري، للمرة الاولى قبيل الانتخابات العامة في آذار. واقترحه دي مايو لحقيبة وزارية تعنى بتنظيم الاجراءات البيروقراطية التي ترزح تحتها ايطاليا.

وكان كل من دي مايو وسالفيني استبعدا في البدء تشكيل حكومة من التكنوقراط، بعد إثارة شكوك حول امكان عقد ائتلاف.
لكنهما رفضا أسئلة وجهها صحافيون حول أسباب اختيار شخص غير معروف نسبيا كمرشح لمنصب رئيس الحكومة. 

وقال دي مايو لدى مغادرة قصر كويرينالي الرئاسي الاثنين: "كان في فريقي. 11 مليون ايطالي صوتوا له"، بينما قال سالفيني: "جميع رؤساء الوزراء سياسيون".

ولم يكشف ماتاريلا الاثنين عما اذا كان موافقا على خيار الحزبين. وموافقة الرئيس ضرورية قبل طرح حكومة جديدة على البرلمان لنيل الثقة.

واذا حصل كونتي على موافقة ماتاريلا، فسيكون عليه تقديم تشكيلته الحكومية الى الرئيس.

وقال سالفيني: "لدينا أفكار واضحة بشأن الوزراء".

في تلك الاثناء، يدرس الرئيس برنامج الحزبين الذي نال موافقة ساحقة من اعضائهما خلال تصويت علني غير ملزم في نهاية الاسبوع.
ولا يتطرق "عقد حكومة التغيير" المؤلف من 58 صفحة، إلى الخروج المنفرد من منطقة الأورو، بعكس مسودات سابقة تم تسريبها الى وسائل الاعلام، لكنه يرفض سياسات التقشف التي فرضت بعد الأزمة المالية، ويتضمن مقترحات بتدابير مشددة ازاء الهجرة والامن. 

وأقلقت الاجراءات المالية المكلفة في العقد ونبرته المشككة في الأورو، أسواق المال، كما اقلقها طرح اسم كونتي لرئاسة الوزراء.
واغلقت بورصة ميلانو بتراجع 1,52 بالمئة. وازداد الفارق بين فوائد الاقتراض الايطالية والالمانية على فترة عشر سنوات، 55 نقطة وصولا إلى 186 في اقل من اسبوع. 

لكن وفقا لاستطلاع نشر الاحد في صحيفة "لاريبوبليكا"، فإن 60 بالمئة من الايطاليين قالوا إنهم يؤيدون حكومة تضم حركة "خمس نجوم" وحزب "الرابطة".

ولا يعرف الكثير عن كونتي باستثناء خبرته الكبيرة في القانون وفي المجال الاكاديمي، وبعده عن عالم السياسية. كذلك، هو المحامي الشخصي لدي مايو.

وظهوره الاول حتى الآن امام الشعب الايطالي كان خلال تقديم حركة "خمس نجوم" قبل الانتخابات فريقها الحكومي. وتحدث حينها مطولا عن اصلاحات جذرية للنظام القضائي، والغاء اكثر من 400 قانون.

وسيضم كونتي على الارجح دي مايو وسالفيني في فريقه الحكومي. ويطمح زعيم "حركة خمس نجوم"، وفقا لتقارير، الى تولي حقيبة التنمية الاقتصادية، بينما يسعى زعيم حزب "الرابطة" الى منصب وزير الداخلية.