الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الطائفية السياسية في لبنان: الميثاق الوطني صيغة تعايش ابدية

المصدر: "النهار"
Bookmark
الطائفية السياسية في لبنان: الميثاق الوطني صيغة تعايش ابدية
الطائفية السياسية في لبنان: الميثاق الوطني صيغة تعايش ابدية
A+ A-
قبل بحث الغاء الطائفية السياسية ينبغي الرجوع الى ما قبل اعلان الجمهورية اللبنانية والعمل بالدستور الصادر في تاريخ 23 ايار 1926 لمعرفة كيف مدت جذورها بعد تكريس المسيحية. فمن الرجوع الى العهود الماضية بدءا من تكريس المسيحية من جانب الحكام الذين اعتنقوها مرورا بالعهد الاسلامي بعد وفاة النبي محمد حتى تاريخ سيطرة الدولة العثمانية واعلان استقلال لبنان الكبير من جانب دولة فرنسا المنتدبة عليه بتفويض من عصبة الامم سنة 1920 يمكن الجزم بان الطائفية بدأت مد جذورها بين الشعب الواحد والطائفة الواحدة ولا تزال حتى الآن. ابتدأ الانشقاق بين اعضاء الكنيسة اذ انقسم المسيحيون بدعا مختلفة حبا بالسيطرة، وبعد وفاة النبي محمد اختلف اتباعه على الخلافة وانشقت الطائفة الاسلامية بين سنّة وشيعة وغيرهم حتى الان. والآن نعود الى لبنان ولاسيما الى عهود الامراء الذين حكموه منذ الامير فخر الدين الدرزي والامير بشير الشهابي الكبير وهو سني، والى عهد مصطفى بربر آغا السني الذي كان تحت ولايته قسم من لبنان يمتد من نهر الكلب حتى آخر الشمال بما فيه عكار. ان هذه العهود لم تتعرف على الطائفية بدليل ان حكامه كانوا من غير الطوائف المسيحية التي كان عدد المنتسبين اليها يفوق بكثير العدد المنتسب الى طائفة الحكام وذلك بالنظر الى التفاهم والعيش المشترك واستقلال لبنانهم العزيز والمحافظة على هذا الاستقلال. وبالنظر الى كل ذلك استاءت الدولة العثمانية وطمعت بوضع يدها على لبنان وجعله ولاية كبقية الولايات فقامت باعمال استفزازية وخلعت الامير بشير الثالث. وللوصول الى غايتها في زرع الفتنة في لبنان ارسلت خورشيد باشا الى بيروت وعينته واليا عليها وكلفته زرع بذور الخصومة بين الاخوة اللبنانيين من دون استثناء وحضهم على الاقتتال. وكانت حصيلة اعماله الحوادث المؤسفة والمؤلمة التي نكبت لبنان ما بين 1840و1860 لانه كان همّ هذه الدولة الاوحد نزع استقلال جبل لبنان وجعله ولاية كبقية الولايات التي كانت تحت سيطرتها المباشرة وجزءا منها. وبعد تفاقم الحال في لبنان تفهمت دول اوروبا العظمى وهي فرنسا وانكلترا وبروسيا وروسيا والنمسا نيّة الدولة العثمانية فتدخلت تدخلا فعليا لحماية سكانه، وبعد جلسات عدة تمكنت هذه الدول بالاتفاق مع الدولة العثمانية من جعل جبل لبنان متصرفية مستقلة ذات نظام خاص. وحفاظا على جميع الطوائف كرس هذا الاتفاق الطائفية السياسية في جميع الوظائف مشترطا ان يكون المتصرف من خارج لبنان ومن الطائفة المسيحية وان تمثل هذه الطوائف في مجلس الادارة وفي الوظائف الرئيسية مهما كان عدد المنتسبين الى الطوائف. واصبحت الطائفية وليدة التزام هذه الدول وسيطرتها وهي التي ادعت ان كلا منها يحمي احدى هذه الطوائف. ان نظام جبل لبنان تضمن من جملة ما تضمنه الامور الآتية تكريسا للطائفية: 1- ان يكون المتصرف من الطائفة المسيحية ومن خارج جبل لبنان ومنتسبا الى احدى الولايات التي تسيطر عليها الدولة العثمانية. 2- ان يجري الاتفاق عليه من جانب الدول الخمس وان يعينه السلطان. 3- يتألف مجلس ادارة جبل لبنان على اساس طائفي كما يأتي: خمسة اعضاء عن الطائفة المارونية وثلاثة اعضاء عن الطائفة الدرزية وعضوان عن طائفة الروم الارثوذكس وعضو عن كل من السنة والشيعة والروم الكاثوليك من دون الاخذ في الاعتبار عدد المنتسبين الى هذه الطوائف. 4- تقسم الوظائف الكبرى والعدلية بين جميع هذه...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم