مجزرة الرحاب... العائلة أبيدت والدماء في كل مكان فماذا كشف التحقيق؟

ما زال الغموض يسيطر على مجزرة الرحاب التي حدثت أخيراً في منطقة الرحاب بالقاهرة الجديدة وراح ضحيتها أسرة بأكملها، أب وأم وأبناء، فلا أحد يعلم ماذا حدث وكيف حدث ولماذا.

القصة تعود إلى المهندس عماد سعد الذي يعمل في مجال تجارة الأراضي وانتقل للعيش في كمبوند الرحاب مع أسرته بعد أن باع شقته في منطقة مدينة نصر، وكان يعيش وأسرته في عزلة عن الآخرين لا يختلط بأي شخص من جيرانه، فلا أحد يعرف عن هذه الأسرة أي معلومات سوى تلك التي تريد أن يعرفها الآخرون عنها.

البعض يخمن أن الأسرة تعرضت للقتل العمد بعد أن رفض المهندس رب الأسرة استكمال صفقة غير شرعية، وبعد محاولات عدة للضغط عليه لم يكن هناك بد من قتله، لكن آخرين ووسائل إعلامية رسخوا فرضية قيام الأسرة بالانتحار، ولم لا ورب الأسرة لديه ديون "متلتلة"، وما يؤكد هذه الفرضية هو الرسائل المتبادلة بين رب الأسرة ودائنيه، ووجود مشاجرات كثيرة بينهما، وذكره بأنه سيقوم بقتل نفسه، ليس هذا فقط بل إن الفيلا التي كانت الأسرة تقيم بها كانت محكمة الغلق كما أن جثث القتلى وجدت وكأنها تبدو مستعدة للقيام بمثل ذلك، فالزوجة تمسك بأيباد وهي تجلس على كنبة، إضافة إلى ارتداء الاسرة ملابس النوم، بالإضافة إلى عدم سماع أي أصوات لأي طلقات نارية، وكثرة الاحتياطات الأمنية التي تحيط بالفيلا من كل اتجاه. إذا كان رب الأسرة بالفعل مديوناً بالكثير وأقدم على الانتحار، فما الذي يدفع زوجته وأبناءه إلى الانتحار كذلك؟ وهل التحف التي يمتلكونها والفيلا التي يعيشون فيها لا يمكن أن تسدد هذه الديون، أم أنه قتل عمد لم تكشف النيابة ملابساته بعد؟

 وما بين هذا وذاك، فالإقدام على الانتحار ضعف في الدين والإيمان والبحث الدائم عن البديل الأسهل والجاهز في مثل هذه الحالات، وهو ما يتنافى مع طبيعة الأسرة التي أكدت العديد من التقارير أن عائلها كان متديّناً.

 أما الشبهة الجنائية فهي المرجحة والتي كشفتها تحقيقات النيابة أخيراً، وهي الأقرب إلى هذه القصة المثيرة والأقرب كذلك إلى لمنطق، لاسيما وأن رب الاسرة تلقى ثلاث طلقات منها اثنتان غير قاتلتين في الوجه والفك، فيما كشفت التحقيقات كذلك تورط الأمن الإداري بمدينة الرحاب في الجريمة. وأكد الجيران سماعهم أصوات صراخ يوم الحادث.. ويبقى أن تقوم النيابة بالكشف عن ملابسات الحادث الغامض.