"آيفكس" تطلق حملة اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب لسنة 2013\r\n\r\n

يعتبر موضوع الإفلات من العقاب مشكلة عالمية، إذ ان حوادث الاغتيال والخطف والتهديد بالقتل التي يتعرض لها الصحافيون والناشطون لا ترتبط ببلد معين، كما ان الافلات من العقاب لا يختلف بين بلد وآخر. وعندما يسود هذا المبدأ ولا من يعاقب أو يردع أو يضع حداً لهذا النوع من انتهاكات حقوق الانسان، يشعر مرتكبو هذه الجرائم بحرية أكبر في إيذاء الناس واسكات أصوات الصحافيين والمدافعين عن فضح كل انواع الفساد والجريمة من دون الخوف من العواقب.

فعدد لا يحصى من الفنانين، المدونين، العلماء، الموسيقيين، والصحافيين تعرضوا للمضايقات والتهديد والتعذيب والترهيب والحبس في كل أنحاء العالم، اذ سجّل في السنوات العشرة الاخيرة قتل أكثر من 500 صحافي. "جريمتهم" انهم مارسوا حقهم الأساسي من حقوق الإنسان وهو التعبير بحرية. معظم مرتكبي هذه الجرائم لم يقدّموا للعدالة، أي ببساطة أفلتوا من العقاب.

وبما ان الصمت له تداعيات على المجتمع وعلى حرية الرأي والتعبير، الا ان ثمة منظمات وأشخاصاً لا تنفك تنادي بمبدأ عدم الافلات من العقاب وتقديم المجرمين للعدالة. لذا أطلقت "الشبكة الدولية لتبادل المعلومات حول حرية التعبير" ifex الحملة السنوية الثالثة لإنهاء الإفلات من العقاب، وخصوصاً ان ثمة وعياً متزايداً حول مشكلة الإفلات من العقاب وبالتالي تفاقم انتهاكات حقوق الإنسان. إلا أن الوضع يحتاج إلى المزيد من الضغط، وفق شبكة "آيفكس" التي تضم أكثر من 80 منظمة تعمل في أكثر من 60 بلداً حول العالم. هدف الحملة رفع مستوى الوعي لتعزيز ثقافة ان الافلات من العقاب "يخنق" حرية التعبير.

الشبكة حددت يوم 23 تشرين الثاني هو اليوم العالمي لإنهاء الافلات من العقاب، وأنشأت صفحة مخصصة للحملة daytoemdimpunity.org
ستكون محور الحملة، إذ سيتم إضافة شيء جديد عليها كل يوم بدءاً من الأول من تشرين الثاني ولغاية 23 منه. كما أنشأت موارد الوسائط المتعددة لمساعدة الناس على فهم المشكلة وإيجاد سبل لإضافة أصواتهم إلى شبكة عالمية من النشطاء الذين يعملون معاً. فمن خلال الرسوم البيانية، وأشرطة الفيديو، والتجارب التفاعلية على الانترنت، والمقالات، وتوصيف لأوضاع البلدان والمقابلات، تأمل في إشراك عدد أكبر من الناس في هذه الحملة التي تؤكد انها تضرب جذور الظلم وانعدام الأمن اللذين يسكتان التعبير.

وفي بيان أصدرته الشبكة ان حملة هذه السنة "تشمل الدعوة إلى اتخاذ الإجراءات لدعم خمسة أشخاص شجعان: يورم بوبا، ناشطة كمبودية لحقوق الإنسان، إذ تم تهديدها مراراً وضربها، وهي تقبع حالياً في السجن بسبب احتجاجها السلمي ضد الاستيلاء على الأراضي. إرين كيسكين، مدافعة عن حقوق الإنسان في تركيا هُدِدت وتم إطلاق النار عليها بسبب سعيها لتحقيق العدالة للنساء اللواتي تعرضن للاغتصاب والتعذيب. دعاء العدل، رسامة كاريكاتور مصرية تم تهديدها بسبب رسومها التي اعتبرت تكفيرية. مارتن بالاراس، صحافي اكوادوري تم تهديده بسبب تقاريره عن الفساد الحكومي؛ ورومي موم، محامٍ في نيجيريا يقاتل من أجل الشفافية الحكومية والمساءلة، اذ اضطر إلى الفرار من منزله بعد تهديدات بالقتل والشجب العلني عبر الراديو من حاكم الولاية. ينضم الى هذا الجهد المنظمات الأعضاء في "آيفكس" من جميع أنحاء العالم، اذ سيطلقون مبادرات خاصة بهم، ويضمّون أصواتهم للدعوة إلى إنهاء الإفلات من العقاب".

ختاماً، تؤكد الشبكة انه اذا كانت الحملات تطلق لتغيير الامور "لكن تأثير اجراءاتها ليس دائماً فورياً وواضحاً عندما يكون الهدف تغيير النظام، لكن في بعض الحالات يكون لها تأثير ملموس"، كما حصل في حملة العام الفائت التي دعمت المراسل التلفزيوني والناشط البيئي توفير ويندي من غوما، جمهورية الكونغو الديموقراطية، الذي كان مختبئاً منذ تموز 2012 بسبب تهديده بالقتل من أعضاء حركة التمرد M-23 بسبب إدانته لاحتلالهم الحديقة الوطنية فيرجونا في شكل علني. وبعد إطلاق الحملة، تم لفت انتباه العالم إلى قضيته، اذ قال ويندي: "لقد أدت الحملة إلى التغطية الإعلامية الكبيرة والمشاركة العميقة من الناس في جمهورية الكونغو الديموقراطية. لقد مورس الكثير من الضغوط على الحكومة لتوفير الأمن لي، وشجّعت الحملة صحافيين آخرين لمواصلة عملهم".