الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"بلفور الثاني" يعيد القضية الفلسطينية إلى المربع الأول

سليم نصار
Bookmark
"بلفور الثاني" يعيد القضية الفلسطينية إلى المربع الأول
"بلفور الثاني" يعيد القضية الفلسطينية إلى المربع الأول
A+ A-
"لقد أعطى مَنْ لا يملك... لمَنْ لا يستحق." دخلت هذه العبارة المقتضبة في أرشيف العلاقات العربية - الاميركية بعدما اختصر بها جمال عبدالناصر القضية الفلسطينية في رسالته الى جون كينيدي. وكان الرئيس الاميركي قد استوضح الرئيس المصري عن حقيقة أزمة الشرق الأوسط التي كُلفت بلاده بإيجاد حلّ متوازن لها يرضي فريقي النزاع.وتوخى عبدالناصر من وراء جوابه المختصَر الرجوع بالقضية الى جذورها التاريخية، معتبراً أن بلفور وعد اليهود بمنحهم وطناً فوق أرض فلسطين! كذلك أراد عبدالناصر إثارة اهتمام كينيدي الى ثمن الاعتراف الرسمي الذي أرضى به هاري ترومان مموّل حملته الانتخابية اليهودي برنارد باروخ.وكان ذلك الثمن غالياً جداً بحيث أن ترومان وصف سفيره في تل أبيب بـ "إبن الزانية"، لأنه تجرأ وطلب من القوات الاسرائيلية التراجع عن احتلال أراضٍ إضافية بعد حرب 1948.وكما أثّر عنصر المال في تشدد موقف ترومان بالنسبة لانحيازه الأعمى لاسرائيل، كذلك أثر اقتراح الملياردير اليهودي الاميركي شلدون أديلسون على قرار تسريع نقل السفارة الاميركية الى القدس.ويُعتبر أديلسون من أهم شركاء الرئيس ترامب باعتبارهما يملكان معاً أكبر مجموعة كازينوهات للقمار في العالم. والملفت في هذا السياق أن هذا الثري أعرب عن رغبته في تمويل بناء السفارة الجديدة في القدس.ورأى الديبلوماسيون في هذا الاقتراح تغييراً جذرياً في سياسة الإدارة الاميركية التي ترضى بالحصول على تبرعات من أشخاص لا يمتون الى الدولة بصلة.والمؤكد أن هذا التبرع السخي جاء كمكافأة لترامب، كونه تخطى كل المحاذير التي منعت الرؤساء السابقين من الاعتراف بالقدس الموحدة "عاصمة أبدية" لدولة اسرائيل.وكان وزير المواصلات اسرائيل كاتس قد نقل هذه المفاجأة عبر وسائل الإعلام، معلناً أن نقل السفارة من تل أبيب الى القدس سيتم في 14 أيار (مايو) كهدية من الرئيس الاميركي الى الشعب الاسرائيلي...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم