التقرير الأسبوعي لبنك عوده: هامش مقايضة المخاطر الائتمانية عند أعلى مستوى منذ تشرين الثاني

وسط أجواء من التوتر الإقليمي وبينما بلغت العوائد على سندات الخزينة الأميركية أعلى مستوى لها منذ نحو سبعة اعوام، شهدت الأسواق المالية اللبنانية هذا الأسبوع استمراراً للبيوعات الأجنبية واتساعاً في الهوامش، بينما سجلت سوق الأسهم تراجعاً في الأسعار وانخفاضاً في أحجام التداول، وظل سعر تداول الدولار في سوق القطع يتجاوز الحد الأعلى لهامش تدخل مصرف لبنان، وفق التقرير الأسبوعي لبنك عوده. في التفاصيل، ظلت أسعار سندات الأوروبوند اللبنانية تسلك مسلكاً تنازلياً نظراً للمخاطر الجيو-سياسية ومتبعة المنحى التراجعي لسندات الخزينة الأميركية، حيث ارتفع متوسط المردود بمقدار 48 نقطة أساس إلى 8.35% وهو أعلى مستوى له منذ بداية العام 2009. في موازاة ذلك، اتسع هامش مقايض المخاطر الائتمانية لخمس سنوات بمقدار 30 نقطة أساس إلى 600 نقطة أساس، وهو أعلى مستوى له منذ أزمة استقالة الحكومة في تشرين الثاني 2017. وفي ما يتعلق بسوق الأسهم، انخفضت قيمة التداول الاسمية بنسبة 43% هذا الأسبوع بالمقارنة مع الأسبوع السابق لتبلغ زهاء 5.5 مليون دولار، بينما تراجع قليلاً مؤشر الأسعار بنسبة 0.3% وسط تراجعات في أسعار أسهم "سوليدير" وبعض الأسهم المصرفية. وعلى صعيد سوق القطع، تراوح سعر تداول الدولار في سوق القطع بين 1514.50 ل.ل. و1515 ل.ل. بالمقارنة مع 1515 ل.ل. 1515.50 ل.ل. في الأسبوع السابق، وسط عروضات خفيفة للدولار واستمرار الطلب التجاري عليه.  

الأسواق

في سوق النقد: بقي معدل الفائدة من يوم إلى يوم مستقراً هذا الأسبوع عند 5%، وسط استمرار توافر لسيولة بالليرة.

من ناحية أخرى، سجلت الودائع المصرفية المقيمة تراجعاً قيمته 247 مليار ليرة خلال الأسبوع المنتهي في 3 أيار 2018، وفق آخر الإحصاءات النقدية الصادرة عن مصرف لبنان. ويأتي هذا التراجع نتيجة انخفاض الودائع المقيمة بالعملات الأجنبية بقيمة 356 مليار ليرة (أي ما يعادل 236 مليون دولار)، بينما ارتفعت الودائع المقيمة بالليرة بقيمة 109 مليار ليرة وسط زيادة في الودائع تحت الطلب بالليرة بقيمة 93 مليار ليرة وارتفاع في الودائع الادخارية بالليرة بقيمة 16 مليار ليرة. ويقارن التراجع في الودائع بالعملات الأجنبية مع متوسط ارتفاع أسبوعي قيمته 49 مليون دولار منذ بداية العام 2018، كما يقارن الارتفاع في الودائع بالليرة مع متوسط زيادة أسبوعية قيمتها 87 مليار ليرة خلال الفترة المذكورة. في هذا السياق، سجلت الكتلة النقدية بمفهومها الواسع (م4) اتساعاً أسبوعياً قيمته 143 مليار ليرة وسط ارتفاع في حجم النقد المتداول بقيمة 483 مليار ليرة وزيادة طفيفة في سندات الخزينة المكتتبة من قبل القطاع غير المصرفي بقيمة 8 مليار ليرة خلال الأسبوع المذكور. وعلى المستوى التراكمي، تكون الودائع المصرفية المقيمة قد زادت بقيمة 2490 مليار ليرة منذ بداية العام 2018، بفعل زيادة الودائع بالليرة بقيمة 1587 مليار ليرة، وارتفاع الودائع بالعملات الأجنبية بقيمة 903 مليار ليرة (أي ما يعادل 599 مليون دولار).

في سوق سندات الخزينة: أظهرت النتائج الأولية للمناقصات بتاريخ 17 أيار 2018 أن مصرف لبنان سمح للمصارف اللبنانية بكامل طروحاتها في فئة الثلاثة أشهر (بمردود 4.44%)، وفي فئة السنة (بمردود 5.35%) وفي فئة الخمس سنوات (بمردود 6.74%). إلى ذلك، أظهرت نتائج المناقصات بتاريخ 10 أيار 2018 أن الاكتتابات بلغت زهاء 604 مليار وتوزعت كالتالي: 103 مليار ليرة في فئة الستة أشهر، و300 مليار ليرة في فئة السنتين، و201 مليار ليرة في فئة العشر سنوات. في موازاة ذلك، بلغت الاستحقاقات زهاء 167 مليار ليرة توزعت بين فئات الثلاثة أشهر (101 مليار ليرة) والستة أشهر (26 مليار ليرة) والسنتين (40 مليار ليرة)، ما أسفر عن فائض اسمي أسبوعي قيمته 437 مليار ليرة.

في سوق القطع: تداولت المصارف التجارية الدولار فيما بينها هذا الأسبوع بسعر راوح بين 1514.50 ل.ل. و1515 ل.ل. بالمقارنة مع 1515 ل.ل. 1515.50 ل.ل. في الأسبوع السابق، وسط استمرار الطلب التجاري على العملة الخضراء بينما ظل العرض خجولا. هذا وقد أظهرت ميزانية مصرف لبنان نصف الشهرية الأخيرة المنتهية في 15 أيار 2018 أن موجوداته الخارجية تراجعت بقيمة 207 مليون دولار خلال النصف الأول من أيار لتستقر على 42.9 مليار دولار في منتصف الشهر، مراكمة بذلك نمواً مقداره 927 مليون دولار منذ بداية العام 2018 إثر العمليات التي قام بها المصرف المركزي.

في سوق الأسهم: بلغت قيمة التداول الاسمية هذا الأسبوع زهاء 5.5 مليون دولار مقابل 12.8 مليون دولار في الأسبوع السابق ومتوسط أسبوعي بقيمة 6.2 مليون دولار منذ بداية العام 2018. واستحوذت الأسهم المصرفية على 55.6% من النشاط، بينما نالت أسهم "سوليدير" 44.4% منه. وانخفض متوسط قيمة التداول اليومي من 3.2 مليون دولار في الأسبوع السابق إلى 1.1 مليون دولار هذا الأسبوع، ما استتبع انخفاضاً في مؤشر التداول من 134.57 في الأسبوع السابق إلى 46.12 هذا الأسبوع، أي بنسبة 65.7%. وفي ما يتعلق بالأسعار، تراجع قليلاً مؤشر الأسعار بنسبة 0.3% ليقفل على 97.01، حيث تراجعت أسعار 11 سهماً من أصل 14 سهماً تم تداولها هذا الأسبوع، بينما ارتفعت أسعار سهمين وظل سعر سهم واحد مستقراً. في التفاصيل، قادت أسهم بنك بيروت التفضيلية فئة H الأسعار نزولاً إذ انخفضت بنسبة 3.8% إلى 25 دولار، تلتها أسهم بنك بيبلوس التفضيلية فئة 2008 بتراجع في أسعارها نسبته 3.0% إلى 96 دولار، فأسهم بنك بيبلوس التفضيلية فئة 2009 بتراجع في أسعارها نسبته 2.4% إلى 96 دولار. وعلى صعيد أسهم سوليدير، انخفضت أسعار أسهم "سوليدير أ" بنسبة 2.3% إلى 8.45 دولار. كما تراجعت أسعار أسهم "سوليدير ب" بنسبة 0.7% إلى 8.37 دولار.

في سوق سندات الأوروبوند: تواصلت البيوعات الأجنبية في سوق سندات الأوروبوند على طول منحنى المردود هذا الأسبوع، وسط احتدام التوتر الإقليمي بعد إعلان الولايات المتحدة عن انسحابها من الاتفاق النووي الإيراني وفرض عقوبات جديدة على إيران. كما اتبعت سندات الدين اللبنانية المسلك التراجعي لأسعار سندات الخزينة الأميركية بعد أن سجل المردود على فئة العشر سنوات أعلى مستوى له منذ العام 2011 (3.11%)، مدعوماً ببيانات إيجابية عن مبيعات التجزئة والإنتاج الصناعي في الولايات المتحدة الأميركية، ما عزز التوقعات بأن يزيد البنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة الأساسي لثلاث مرات إلى أربع مرات هذا العام. في هذا السياق، ارتفع متوسط المردود المثقل من 7.87% في الأسبوع السابق إلى 8.35% هذا الأسبوع. كذلك اتسع متوسطBid Z-spread المثقل بمقدار 45 نقطة أساس، من 551 نقطة أساس في الأسبوع السابق إلى 596 نقطة أساس هذا الأسبوع. وعلى صعيد كلفة تأمين الدين، واصل هامش مقايضة المخاطر الائتمانية لخمس سنوات اتساعه من 570 نقطة أساس في الأسبوع السابق إلى 600 نقطة أساس هذا الأسبوع، وهو أعلى مستوى له منذ تشرين الثاني 2017.