الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

أيامنا... حروب

رشيد درباس
رشيد درباس
Bookmark
أيامنا... حروب
أيامنا... حروب
A+ A-
عن أولئك الذين يملكون آلاف المرايا...ولا وجه لهم أدونيسفي مثل هذا اليوم من كل عام كانت الشوارع العربية تكتظ بجموع المتظاهرين الطيبين، وهم يهتفون "فلسطين عربية"، وكانت المنابر معقودة للخطباء الذين يحدثوننا عن قرب العودة، ذلك أن فلسطين كانت تحتل الذاكرة والمشاعر، وتوحد المشارب التي توطدت لديها فكرة زوال "الدولة المسخ" لافتقارها إلى مقومات الحياة، وفق ما كانت تقول الأدبيات السياسية.وفي الخامس من حزيران 1967، وقعت الكارثة الكبرى، إذ كان العرب بمعظمهم يتهيأون للعودة الموعودة، فوجدوا الجيش الاسرائيلي يستولي على ما تبقى من فلسطين، وينصب مدفعيته على ضفة قناة السويس، ويتأهب لتهديد دمشق لولا وقف إطلاق النار.تراجع يوم 15 أيار إلى صف أخير في أقصى الذاكرة، وبقيت المرارة متفاقمة في الحلق العربي من "آثار العدوان" التي ما برحَتْ تفتك بالنسيج الوطني، فماعت حدود سايكس - بيكو، وتنافرت أصباغُها، وتوزعت الألوانُ الإتنيةُ والمذهبيةُ والجهويةُ عناصرَ الشعب الواحد، ولا تزال الكيانات مهددة و "الهويات قاتلة" كما يقول أمين المعلوف، حتى بات اللاجئون الفلسطينون، قلة بين إخوتهم من اللاجئين العرب.سَمَّى العرب حروبهم "أياماً"، فيوم "داحس والغبراء" ويوم "ذي قار" ويوم "النهروان" و"يوم حليمة"، وغيرها من الأيام التي بات معها "اليوم المشهود" لازمة تتكرر كثيراً في قاموسنا العربي.لكن العرب عرفت أياماً من نوع آخر، لعل أحدثها "أيام طه حسين" الذي روى لنا كيف راكم ثوانيها...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم