الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

في وداع الناسك حسن مشرفية: كلية العلوم التي خرّبتها الميليشيات

طلال خواجة
Bookmark
في وداع الناسك حسن مشرفية: كلية العلوم التي خرّبتها الميليشيات
في وداع الناسك حسن مشرفية: كلية العلوم التي خرّبتها الميليشيات
A+ A-
على رغم ان صيته كان قد طبل الآذان منذ كنا في المرحلة الثانوية باعتباره احد المناضلين الاول من اجل انشاء الجامعة اللبنانية وقيادة نضالات اهلها وقوى المجتمع الديموقراطي من اجل تعزيز وضع اساتذتها بإنشاء قانون التفرغ وغيره من القوانين التي جعلت من الجامعة اللبنانية صرحا اكاديميا مميزا، فإن المرة الاولى التي شاهدت فيها د. حسن مشرفية، كانت في اليوم الاول لحضوري الى مبنى كلية العلوم الجديد في الشويفات والذي انتقلت إليه الكلية من مبانيها الموقتة في الاونيسكو، هذه المباني التي كانت جزءا من ثكنة عسكرية للجيش الفرنسي والتي كانت لا تشبه الجامعات في شيء. فقد لمحت شخصا قصير القامة، علمت فيما بعد انه العملاق حسن مشرفية. كان د. حسن يقف في الطابق الارضي الفارغ، يراقب مبتسما حشود الطلاب القادمة للكلية من كافة المناطق والفئات والطبقات.كان يدخن غليونه وينظر بعين الرضى والفخر والأمل ايضا الى جماهير الطلاب التي تتقاطر الى المباني الجديدة والتي قيل عنها عند افتتاحها، انها الاجمل والاهم والاكثر حداثة بين جامعات المنطقة. وكان الراحل الكبير قد اشرف على تصاميمها وبنائها وتجهيزها واطلاقها وكأنه يشرف على بناء منزل العائلة، ذلك انه هو من انشأ كلية العلوم اصلا وكان اول عميد لها وقد سهر على تأمين اساتذتها عبر اكتشاف البعض وارسالهم للدراسة في الجامعات المتقدمة، كما عبر ايفاد المجلين من الطلاب بمنح اختصاص الى ارقى واهم الجامعات الاوروبية والاميركية. وقد حرص الراحل على الحفاظ على مستوى علمي متقدم لا يخضع للمساومات والتسويات والتسييس، لذا مثل خريجو الكلية - صيدا ثمينا للثانويات الخاصة والرسمية، حتى ان مركز الرياضيات الجامعي والمُدار فرنسيا اغلق ابوابه بسبب من هجرة طلابه نحو كلية العلوم وتبعهم بالطبع الاساتذة الفرنسيون كما اللبنانيون.لم يكن د. مشرفيه وزملاؤه الفخورون الوحيدون في اليوم الاول لبدء...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم