الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

من قلب فلسطين إلى رأس الناقورة... شاكر خزعل في مسيرة تحية لجدٍ لجأ قبل 70 عاماً

المصدر: "النهار"
من قلب فلسطين إلى رأس الناقورة... شاكر خزعل في مسيرة تحية لجدٍ لجأ قبل 70 عاماً
من قلب فلسطين إلى رأس الناقورة... شاكر خزعل في مسيرة تحية لجدٍ لجأ قبل 70 عاماً
A+ A-

كتب المفكر قسطنطين زريق، في "معنى النكبة" قائلاً: "ليست هزيمة العرب في فلسطين بالنكسة البسيطة، أو بالشر الهيّن العابر. وإنما هي نكبة بكل ما في هذه الكلمة من معنى".  عامٌ يتلوه عام ونحن نعد سنوات "نكبتنا" لتدخل غداً عامها السبعين والعرب لا يزالون عاجزين. وحدهم أهل الأرض إصرارهم لا يهدأ ولا يلين مع مرّ السنين!





قبل سبعين عاماً تهجر جده قسراً من أرضه وسار من بلدة ترشيحا قضاء عكا في شمال فلسطين المحتلة الى الأراضي اللبنانية حيث أصبح لاجئاً. فقرر الحفيد شاكر خزعل وفي ذكرى النكبة توجيه التحية الى جده الذي عاش ومات وحلم العودة لم يفارق باله. يستعد شاكر للسير عند  التاسعة من صباح الغد للسير نحو 30 كيلومتراً قاطعاً الطريق نفسها التي شكلت درب لجوء جده من ترشيحا الى رأس الناقورة في جنوب لبنان. هي تحية من شاب فلسطيني عايش هو بدوره معاناة اللجوء في مخيم برج البراجنة في بيروت الى جده وهدية للقضية الفلسطينية حيث يشدّد خزعل على حق العودة لكل فلسطيني ترك ارضه قسراً كما يقول في حديثه الى "النهار". 



خلال مسيرته سيمرّ خزعل على عددٍ من القرى التي هجّر أهلها عام 1948 كالبصة والكابري وكويكات وسيكون له محطة في كل واحدة منها لتوجيه التحية إلى أهلها المشردين خارج حدود الوطن. المسيرة التي ستستغرق ست ساعات تقريباً كانت مقررة سلفاً وهي مستقلة عن أي حدث تشهده الساحة الفلسطينية اليوم بحسب شاكر. "إلا أنها بمثابة تذكير للعام بقضية اللاجئين الفلسطينيين وصعوبة حياتهم وحقوقهم المسلوبة، خاصة أن عملية نسيان قضيتهم بدأت تتجلى في السنوات العشر الأخيرة". كان خزعل يعتزم السير وحيداً إلا أن فكرته لاقت تفاعلاً ومن المتوقع أن يسير معه عدد من الفلسطينيين. يأمل شاكر أن لا يتعرّض لمضايقات من قبل السلطات الاسرائيلية خلال مسيرته خاصة بعد التوتر التي تشهده الساحة الفلسطينية منذ الأمس، معتمداً على جواز سفره الكندي لعله يحميه داخل بلده الأم. 




وجّه صاحب المبادرة رسالتين، الأولى لشباب الداخل يطلب منهم البقاء في أرضهم، ويضيف "أمام الظلم الذي يختبرونه يومياً أعجز عن ايجاد أي كلمات تعبّر". أما الثانية فهي لشباب اللجوء، "احلموا دوماً بفلسطين، أثبتوا وجودكم من خلال تطوير حياتكم وتحقيق الطموح وحاربوا في سبيل حقوقكم". هو العاشق للقدس يأسف لما يحصل في غزة، ويعتبر أن "القدس لكل الأديان ولا يجب صبغها ببعد طائفي معين". 


يعرّف خزعل بنفسه "أنا فلسطيني كندي"، لتأتي فلسطين في المرتبة الأولى ويدعم القضية من خلال كتاباته، فهو ذلك الكاتب المبدع، والصحافي والناشط ذو الشخصية الذائعة الصِّيت، يعيش في مدينة نيويورك وإلى جانب عمله ككاتب وصحفي هو أيضاً وجه إعلامي لشركات الملياردير الأميركي بالديف دوغال. انتقل إلى مدينة تورونتو الكندية عام 2005 ليبدأ دراسته الجامعية في جامعة يورك، حيث درس الإخراج السينمائي والدراسات الدولية. وتخرّجت عام 2009 لينضم إلى منظمة Nations United" وشغل منصب "ناطق بحقوق اللاجئين". هذا النجاح حققه خزعل في كندا وأميركا بعد أن وجد أن "أحلام الفلسطيني تتحطم في كافة الدول العربية في ظل سيطرة السياسة على حياة الناس".


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم