السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

بهارات ترامبيّة حارّة في افتتاح السفارة بالقدس: قسّان مثيران للجدل... ماذا عن حفرة الجحيم؟

المصدر: النهار
هالة حمصي
هالة حمصي
بهارات ترامبيّة حارّة في افتتاح السفارة بالقدس: قسّان مثيران للجدل... ماذا عن حفرة الجحيم؟
بهارات ترامبيّة حارّة في افتتاح السفارة بالقدس: قسّان مثيران للجدل... ماذا عن حفرة الجحيم؟
A+ A-

كأن افتتاح السفارة الاميركية في القدس ليس كافيا ليوتّر منطقة برمتها، اذ بالرئيس الاميركي دونالد ترامب يلقي بمزيد من الوقود على النار عبر اختياره قسًّا جدليًّا من مناصريه، ليقود صلاة الافتتاح خلال الاحتفال الذي يقام الساعة 4,00 ب.ظ اليوم. اختيار قوبل بانتقادات تعالت في الولايات المتحدة الاميركية، مع تأكد معلومات عن مشاركة قس جدلي آخر، والقائه كلمة. مواقفه، كالأول، حصدت تعليقات مستهجنة.

بهارات ترامبية حارة في الاحتفال. والوجه معروف جدا، لكونه ضمن حلقة القساوسة المؤثرين حول ترامب. الدكتور روبرت جيفريس (Robert Jefress-1955)، من "المعمدانيين الجنوبيين" (Southern Baptists)، زعيم كنيسة المعمدانيين الاولى الضخمة في دالاس-تكساس التي يقدّر عدد المنتمين اليها بنحو 13 الفا، وفقا لما يعلنه على صفحته في "الفايسبوك". "أستاذ مساعد في مدرسة دالاس اللاهوتية"، "مساهم في فوكس نيوز"، بتعبيره، وايضا ضيف فيها.  


السيرة الذاتية مؤثرة: مؤلف كتب من "الأكثر مبيعًا"، مقدم برامج على الراديو وفي التلفزيون، ابرزها "باثواي تو فيكتوري" (Pathway to Victory) "الذي يُعرض على أكثر من 1200 محطة تلفزيونية في الولايات المتحدة و28 دولة أخرى، الى جانب برنامج إذاعي يومي يسمع على 900 محطة اذاعية ويبث مباشرة على الهواء في 195 دولة".  


انتشاره واسع، وايضا له مكانته السياسية، اقله لدى الرئيس ترامب. في 20 كانون الثاني 2017، ألقى جيفريس الخطبة في خدمة خاصة في كنيسة القديس يوحنا الأسقفية، في حضور الرئيس المنتخب ترامب، في يوم تنصيبه. ولكن اذا كان الحجم الذي يطلّ به جيفريس كبيرا وكان له وقع على ترامب، فقد كان لآرائه الدينية وقع أكبر، صادم، لما اثارته من جدل ورفض واستغراب، وعكست وجه قس متطرّف، متعصب دينيا، لم يوفر طوائف او اديان او اشخاص، لا سيما اليهود والكاثوليك والمسلمين والمثليين، من هجومه.      


حفرة الجحيم... والمسيح الدجال  

من مواقفه الجدلية التي اشتهر بها في الاعوام الاخيرة، قوله:

-لا يمكن المرء ان يخلص اذا كان يهوديا. والمورمونية والاسلام بدعتان من حفرة الجحيم.

-الكنيسة الكاثوليكية "ضلّها الشيطان".

-الرئيس باراك اوباما "عبّد الطريق امام المسيح الدجال"، ونشر احصاءات كاذبة عن "نسب الاصابات بالسيدا" بين المثليين.

-المثليون يعيشون "حياة بائسة وقذرة".

-الاسلام دين شرير "يشجع على الاستغلال الجنسي للاطفال" (Pedophilia)، "لان النبي محمد تزوج من طفلة تبلغ 9 اعوام".

-المورمون والمسلمون والهندوس "يعبدون إلها مزيفا".

من مواقفه ايضا، اعتقاده ان تشريع زواج المثليين "أعظم خطأ تاريخي في تاريخ المحكمة العليا للولايات المتحدة"، وان احداث 11 ايلول 2001 عقاب من الله بسبب الاجهاض. "اقرأوا فقط الإنجيل. لن يسمح الله بأن تمر الخطيئة من دون عقاب. وبالتأكيد لن يسمح بتضحية الأطفال من دون عقاب". كذلك، يعتقد ان "غرفة التجارة تشكل تهديداً أكبر لحرية الدين من تنظيم الدولة الإسلامية"، لأنها تريد احترام حقوق الأشخاص المتحولين جنسياً.   



بالنسبة اليه، الرئيس ترامب "يتمتع بفهم للقضايا وكاريزما كبيرة"، و"البابا فرنسيس يدين لترامب باعتذار لتشكيكه في ايمانه، وعليه ان "يطلب منه المغفرة لادلائه بتصريح غريب"... ايا يكن، لم يمر خبر طلب ترامب منه ترؤس الصلاة في افتتاح السفارة في القدس من دون انتقاد. واول المنتقدين المرشح السابق للرئاسة الاميركية ميت رومني، وهو مروموني، الذي غرّد في الساعات الماضية قائلا: "يقول روبرت جيفريس: لا يمكن المرء ان يخلص اذا كان يهوديًا، و المورمونية هي بدعة من حفرة الجحيم". ويقول الشيء نفسه عن الإسلام. مثل هذا المتعصب الديني لا ينبغي أن يقدم الصلاة الافتتاحية لسفارة الولايات المتحدة في القدس".  


ماذا سيفعل جيفريس خلال افتتاح السفارة؟ افاد "فوكس نيوز" اخيرا: "في تلك الصلاة، سأسرد تاريخ الله في اخلاصه لشعبه، الإسرائيليين". "سأشكره على القيادة القوية لبنيامين نتنياهو المصمم كليا على حماية إسرائيل. كذلك، سأشكر الله على رئيسنا دونالد ترامب الذي كانت لديه الشجاعة على فعل ما لم يفعله اي رئيس أميركي آخر، وهو الاعتراف الرسمي بالقدس ونقل السفارة. وهذا مثال آخر لوعد قُدِّم، وتم الايفاء به". 

ترامب ومجد "الخلود السياسي"  

وينضم الى جيفريس في رفع الصلاة القس جون هاغي (John Hagee)، مؤسس منظمة "المسيحيون المتحدون من اجل إسرائيل"، على ما أكد متحدث باسم المنظمة لـ"سي ان ان". وهاغي من المؤيدين الرئيسيين لنقل السفارة الى القدس. واعلن الجمعة 11 ايار، في مقابلة مع موقع "بريتيبار" الإخباري المحافظ، إنه أخبر الرئيس ترامب أنه استحق "الخلود السياسي" بقراره نقل السفارة من تل أبيب الى القدس، وذلك "لانه تمتع بالشجاعة على القيام بما لم يجرؤ عليه اي رئيس آخر".



وفقا لما يؤمن به ورفاقه في المنظمة، "القدس ستكون عاصمة المملكة الخالدة التي سيحكمها السيد المسيح". ويقول: "نقل السفارة الأميركية إلى القدس مؤشر واضح جداً الى الآية في سفر التثنية (28: 13) حيث يعد الله:" سأجعلك رأسًا لا ذنباً".

عندما اعلن ترامب ترشحه للرئاسة الاميركية، كان هاغي اول مؤيديه. ويوم اعلن ترامب قرار نقل السفارة الاميركية الى القدس، كان من المشيدين به. اسمه منظمته يبين بوضوح الميل الذي اتخذته لنفسها: تأييد اسرائيل وسلطاتها. بالنسبة اليه، لدى الولايات المتحدة واجب بيبلي يلزمها الدفاع عن اسرائيل ودعمها، داعيا الى ان تعمد الى قصف ايران للدفاع عن الدولة العبرية.

القس المثير للجدل يعارض "حل الدولتين" لانهاء الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، مبديا الاعتقاد انه "إذا دعمت واشنطن مثل هذه الخطة، فقد يعاقب الله الأمريكيين من خلال إرسال الإرهابيين. "إذا اراد الله ادانة هذه الأمة"، على ما يحذر في فيديو، "فمن المرجح جداً أن يطلق الإرهابيين الذين سمحتم بإحضارهم إلى هنا، من خلال سياسة الهجرة السخيفة التي ترفضون إيقافها. وهذه الأمة ستتوجه الى حمام دم".

القس عُرِف ايضا بنبوءاته المروعة، بحيث أكد عام 2013 أن أربعة "أقمار دموية" "تتنبأ بأحداث مدمرة"، قائلا: "خلال السنتين المقبلتين، اعتقد اننا سنرى شيئًا مأسويًا يحصل في الشرق الأوسط مع إسرائيل، الامر الذي سيغيّر مسار التاريخ في الشرق الأوسط ويؤثر على العالم بأسره". وبالطبع، لم يحصل شيء مما تنبأ به. 

[email protected]



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم