الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

شد حبال بين الغرب وموسكو حول "جنيف 2": الجميع يخاف المتطرفين ولكن..

المصدر: "النهار "
باريس - سمير تويني
A+ A-

كان لاجتماع مجموعة النواة الصلبة لأصدقاء الشعب السوري "لندن ١١" والذي عقد في العاصمة البريطانية الاسبوع الماضي ثلاثة اهداف بعد الخلافات في المواقف التي ظهرت مؤخرا بين اعضائه، واستياء عدد من المشاركين من المواقف الاميركية، بعد ان تراجع الرئيس الاميركي باراك اوباما عن توجيه ضربة عسكرية لسوريا عقب تقرير عن استخدام القوات النظامية الاسلحة الكيميائية.


وقد اقرّ وزير الخارجية الاميركي جون كيري بان مقرراته تتفق مع موقف الخارجية الأميركية وطمأنهم الى العمل على حل سياسي جدي بعد ان ادى اهمال الحلفاء في الاتفاق الاميركي - الروسي الى تعزيز قوي للمتطرفين داخل المعارضة السورية من جهة، والى عدم ثقة المعارضة السورية بالاسرة الدولية. وكان اجتماع لندن مناسبة لتوضيح المواقف المتباعدة وتأكيد التماسك حول الاهداف الاساسية. ولفت في بيان اجتماع لندن ان المجتمعين لم يضعوا رحيل الرئيس بشار الاسد شرطاً اساسياً لحضور مؤتمر "جنيف-٢".


وتم خلال إجتماع لندن التأكيد على تماسك هذه المجموعة وتوحيد موقفها من اجتماع "جنيف ٢"، كما تم تحديد اطار للحل السياسي ووضع ثوابت له. وتم تأكيد دعم الائتلاف السوري المعارض وتحديد شروط تعزيز دوره. وهنا تنوه مصادر ديبلوماسية بانه "لا يمكننا التعبير عن سرورنا من إضعاف المعارضة وعن الرغبة في تحقيق "جنيف٢" في آن.


وعبرت مصادر مشاركة في المؤتمر عن الحاجة الملحة لانتقال سياسي وفق بيان "جنيف ١" الذي دعا الى تشكيل سلطة انتقالية بالتراضي تسيطر على السلطات الكاملة بما فيها صلاحيات الرئيس الاسد.


واتفق المشاركون على عدم اعطاء الاسد والمقربين منه والذين تلطخت ايديهم بالدماء اي دور في سوريا عندما تتألف هذه الحكومة ، والتزموا مساءلتهم عن الجرائم التي ارتكبوها خلال النزاع. وحسب المصادر، لا يمكن ان يكون الرئيس الاسد شريكا في الحل وفق تفسيرهم لبيان جنيف-1.
واعتبر المشاركون ان النظام يقوض امكانيات الانتقال السياسي ويعود اليه التزام التنفيذ الكامل لاعلان "جنيف١" من خلال افعال خلال لقاء "جنيف ٢".


وتشير المصادر الى حصول تقدم في التحضير لانعقاد مؤتمر جنيف دون تحديد تاريخ معين لانعقاده، وتعتبر ان مزيداً من التقدم قد يؤدي الى انعقاده في اواخر تشرين الثاني القادم. وحثوا المشاركين في السياق الاتلاف الوطني الانخراط بشكل جدي في عملية "جنيف ٢"، مع الاعتراف بالتحديات الكبيرة التي تواجه المعارضة السورية. وقد تم الاتفاق على تكثيف الجهود المشتركة لتقديم الدعم للائتلاف والمجلس العسكري الاعلى للجيش السوري الحر وتعزيز قدرات المعارضة لتلبية حاجتها الاساسية على الأرض.


وتقاسم المجتمعون القلق المتزايد من صعود الجماعات المتطرفة وحثوا ايران و"حزب الله" وقوى من الخارج للانسحاب من سوريا لتشكيلها خطراً على القوى المعتدلة وعلى الامنين الاقليمي والدولي.


احكام "جنيف ٢"


وفق فهم الغرب لاحكام "جنيف 2"، ينبغي ان يلتزم النظام السوري والائتلاف علناً بعملية الانتقال السياسي على اساس تطبيق كامل لبيان جنيف قبل انعقاد المؤتمر، وعلى الدول المشاركة في المؤتمر ان تلتزم التنفيذ الكامل للانتقال السياسي المبني على بيان جنيف وان تكون على استعداد للمساهمة في نجاح المؤتمر.


ومن المقرر في الشكل ان تجري المفاوضات تحت اشراف المبعوث الخاص المشترك الاخضر الابراهيمي بين وفدين، احدهما من النظام السوري ووفد موحد من المعارضة السورية على ان يتزعم الائتلاف نواته.


ووفق المعلومات، فان التصديق على الاتفاق بين الطرفين سيكون من الدول المشاركة على ان يقر في مجلس الأمن، وتتحمل الدول الخمسة الدائمة العضوية مسؤولية تنفيذ عملية الانتقال السياسي في سوريا وضمان تطبيق عقوبات في حال عدم تنفيذه.


تدابير لبناء الثقة


لا يمكن بناء الثقة سوى بتنفيذ واقرار عناصر ملموسة من قبل الشعب السوري. وينبغي لعملية جنيف ان تحقق فورا مكاسب ملموسة للشعب السوري كما جاء في بيان جنيف ومنها الافراج عن المحتجزين تعسفا، ايلاء وصول المساعدات الانسانية الى جميع البلاد وتطبيق وقف اطلاق نار، تأمين الظروف المواتية لعودة الاجئين وتلبية حاجاتهم ، وضع حد للحصار الغذائي الذي يقوم به النظام بقصفه العشوائي للمدنيين، ضمان حرية تنقل الصحافيين وحرية التظاهر السلمي والتعبير، اعطاء التعليمات للسفارات السورية في الخارج لتجديد الجوازات دون تمييز، وضع حد لاستخدام الاسلحة الثقيلة خلال المفاوضات، وضمان انسحاب القوات الاجنبية من سوريا، منذ تشكيل الحكومة الانتقالية تعاون جميع الاطراف معها لضمان وقف العنف.


ماذا الذي يمكنه ان يغير موقف الرئيس الاسد ؟ تجيب مصادر شاركت في اجتماع لندن، من جهة عبر تغيير ميزان القوى في الساحة السورية، ومن جهة اخرى بضغط من المخاوف الغربية والروسية من تزايد حالة الفوضى التي تعيشها البلاد والتي ليست من مصلحة احد حيث تزداد يومياً مواقع القوى الراديكالية والمتطرفة.


وترفض موسكو وضع شروط مسبقة للمفاوضات، ومنها رحيل الرئيس السوري، لأن قراءة روسيا لنص بيان "جنيف ١" مختلفة عن الاخرين فهي لا توافق على تجريد الاسد من جميع صلاحياته. غير انها وافقت على انشاء السلطة الانتقالية، وهذا يعني رفض اي دور للاسد في المرحلة الانتقالية، حسب المصادر التي توضح ان قرار تدمير السلاح الكيميائي لا يأتي على ذكر الرئيس الاسد بل النظام السوري.


ويبقى السؤال: هل يؤدي تنازل النواة الصلبة للدول المشاركة في "جنيف 2" عن رحيل الاسد كشرط مسبق لاجتماع جنيف الى تنازل من جهة موسكو قبل ان تقضي الفوضى وصعود المتطرفين على اي حل سياسي؟.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم