الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

مهرجان "النصر" من قلب الوسط... ورسالة مفتوحة إلى "الشيخ سعد"

المصدر: "النهار"
ندى أيوب
مهرجان "النصر" من قلب الوسط... ورسالة مفتوحة إلى "الشيخ سعد"
مهرجان "النصر" من قلب الوسط... ورسالة مفتوحة إلى "الشيخ سعد"
A+ A-

من القلب إلى القلب كان التواصل في بيت الوسط ليرد الزعيم الى مناصريه التحية. هكذا أراد رئيس "تيار المستقبل" #سعد_الحريري "مهرجان النصر" أن يكون في محاولةٍ للرد على اتهامات فقدانه الشعبية في الشارع السني بعدما أتت نتائج #الانتخابات_النيابية على عكس ما تشتهيه رياح "التيار الأزرق". ففي العاصمة بيروت وما لها من رمزية لم يكن الحريري أولاً هذه المرة، كذلك شاركه الرئيس نجيب ميقاتي والنائب فيصل كرامي "صحن" طرابلس "عاصمة الزعامة السنية".

بعد جولات مكوكية للحريري على امتداد الوطن من شماله الى جنوبه استقبله خلالها أنصاره بحفاوة في القوى والبلدات وجهّ الحريري الدعوة لهؤلاء ليشكرهم على وفائهم الذي ترجم في صناديق الاقتراع. لبى هؤلاء الدعوة، فمن عاصمة الجنوب صيدا مسقط رأس الحريري حضرت الوفود كذلك تقاطر المحبون من الاقليم والناعمة، الا أن الحصة الأكبر زحفت من عكار "الرقم الصعب" بحسب الحريري، من طرابلس والصنية أيضاً، أما محازبو "المستقبل" في بيروت فجاؤوا ليقولوا انهم ثابتون على نهج الرئيس الشهيد وإن خذل البعض في العاصمة نجله "الشيخ سعد" على حد قولهم في تصاريح لـ"النهار".

كانت ساحة الشهداء نقطة التجمع حيث ركنت الباصات التي أقلتهم من مناطقهم البعيدة واكملوا طريقهم سيراً على الأقدام باتجاه بيت الوسط رافعين الأعلام اللبنانية وأعلام تيار "المستقبل" وصور الحريري. ضاقت ساحات #بيت_الوسط بالمناصرين وامتلأت شوارع المربع الأمني المؤدية اليه بالحشود. بوابة الساحة الداخلية لدار الحريري مخصصة لدخول نواب وقادة "المستقبل" وبعض الشخصيات والفاعليات إلا أن التدافع الذي حصل أدى الى اغماء أكثر من سيدة وفَشَلِ منظمو التظاهرة وعناصر الأمن الموجودون هناك من منع الناس من الدخول فغصت الساحة بهم. الاعلاميون والمصورون شقوا طريقهم بصعوبة ولولا مساعدة الامن لنا لما استطعنا بلوغ تلك الساحة الصغيرة نسبياً.

جنِّد إعلام "المستقبل" لنقل الاحتفالية وبث الأجواء الحماسية. شاشات عملاقة خصصت لنقل كلمة الحريري ليتسنى للجميع رؤيته، مكبرات الصوت منتشرة في المكان، وعلى وقع الموسيقى الحماسية بدأت الهتافات إلا أن حماسة المناصرين في البداية لم تعجب صوتاً نسائياً خرج من المكبرات ليطلب من الحاضرين المزيد من الحماسة "الشيخ سعد سيطل عليكم ما هكذا تستقبلونه" فتزيد الحماسة وتعلو الاصوات. بعض النسوة أتين مع أطفالهن وأولادهن، شيوخ، شباب وشابات. الوزير نهاد المشنوق مرّ من جانبنا حاولنا التحدث اليه فردّ عنصر الامن المرافق "معاليه وصل متأخراً وعليه الدخول". أطل الحريري على المحتشدين من إحدى شرفات المنزل، ثم نزل لإلقاء كلمته فاشتعل الحشد صراخاً وتصفيقاً وهتافاً "سعد سعد سعد".
وعد الشيخ سعد مناصريه بتنفيذ كافة الوعود التي قطعها خلال الانتخابات، وأنه سيكون معهم وإلى جانبهم. وصف "المستقبل" في عكار بــ"الرقم الصعب والرقم الذي يستحيل أن ينكسر في بيروت وصيدا والبقاع وفي الاغتراب أيضاً". ووجه التحية الى الجنوب وطرابلس والضنية. وتوجه الى جمهوره بالقول" "يجب أن تتأكدوا أن سعد الحريري مستمر في الخط الأمامي لحماية لبنان، ومستمر في الدفاع عن حقوق كل المجموعات التي حمت قرار تيار المستقبل في الانتخابات".

غاب الرئيس فؤاد السنيورة عن شرفة بيت الوسط إلا أن "العمة" حضرت كعادتها هناك. كذلك النواب الفائزون والخاسرون يلوحون للمحبين ومنهم من تجوّل بين المناصرين عند انتهاء الحفل.

انهى الرئيس الشاب كلمته وعاد إلى الداخل. فيما كانت القاعة المخصصة للاستقبالات تغص بالشخصيات ويفصلها عن الباحة الخارجية زجاج من خلاله يمكن رؤية من في الداخل وهنا المشهد الذي أُريد له أن يكون من القلب الى القلب، يكسر القلوب على مواطنين يتوسلون الامن والمنظمين لبلوغ القاعة ورؤية "الزعيم". بعضهم فلح في الدخول لكنه وبطبيعة الحال منع من بلوغ قاعات اخرى داخل المنزل حيث تجمع افراد العائلة والاصدقاء والمقربون والمعاونون الى جانب "الشيخ". ومن بين هؤلاء مسنة في عقدها الثامن تساعدها ابنتها على السير، أسألها "التقيتِ الرئيس؟" فتجيب بغصة "منعوني"، وماذا كنت تريدين القول له؟ "أريد ان أراه وأضمه قبل موتي".

توقفنا لنستطلع اراء بعض المحتشدين لما يصرون ويتوسلون الامن للدخول. من عكار أتى شاب ليوصل رسالة إلى الضاحية الجنوبية "فليعلم من اجتاحوا بيروت بالدراجات النارية أن عكار بأمها وأبيها مع سعد الحريري". سيدة خمسينية من بيروت تخبرني "نحن من الأكراد منحنا رفيق الحريري الجنسية وجئنا لنقول اننا مع نجله سعد وان خذله البعض منا في صناديق الاقتراع". يخبرني رجل من طرابلس أن لديه امراً مهماً يريد ايصاله للرئيس الحريري تاركاً رقم هاتفه لعلني افلح في ايصاله للمعنيين. سيدة الى جانبه تشجعت هي الاخرى وزودتني باسمها ورقم جوالها قائلة: "وضعي صعب وبحاجة لمساعدته، فهل تستطيعين ايصال الصوت؟"، متمنية أن يقرأ الشيخ سعد هذه السطور. فلتكن أصوات هؤلاء وحاجتهم لرؤية "زعيمهم" رسالةً مفتوحةً له لعله يقرأ.

لا بدّ من أن الرئيس الحريري يحبس أنفاسه مترقباً المرحلة المقبلة، فهل سينجح في لملمة ما بعثرته الانتخابات النيابية؟ الإجابة رهن المرحلة المقبلة والنجاح ان حصل لا بد من ان يترجم في صناديق انتخابات 2022 التي على الحريري ان يبدأ العمل تحضيراً لها من الآن، وإلا... 


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم