الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

أوعا لبنان

المصدر: "النهار"
عقل العويط
أوعا لبنان
أوعا لبنان
A+ A-

"أوعا لبنان"، ليس نداء استغاثة.

إنه دعوة إلى تحمّل أعباء المسؤولية، الملقاة على عاتق رئيس البلاد، بصفته حامي الدستور، والملقاة في الآن نفسه، على عاتق السلطتين التشريعية والتنفيذية، والقوى الأمنية، ولا سيما المؤسسة العسكرية.

"أوعا لبنان"، هو بالقدْر نفسه، دعوةٌ إلى القوى المحلية (وخصوصاً منها "حزب الله" باعتباره حامل سلاح)، المعقودة الولاء إلى الخارج الإقليمي أو الدولي، من أجل أن تنضوي في كنف الدولة، بسلاحها، درءاً للأخطار العسكرية والحربية والوجودية التي تعصف بالمنطقة، وكانت نذرها السوداء الأخيرة قد طاولت أمس بعض لبنان، فضلاً عن أجوائه.

أكثر من أيّ وقتٍ مضى، وبعد التورّط في حروبٍ ونزاعاتٍ إقليمية، لم يعد يجوز لأحدنا أن يكون ذراعاً سياسية أو حربية لهذا الطرف الخارجي، أو لذاك، إيرانياً أكان أم خليجياً، أم سعودياً، أم روسياً، أم أميركياً، أم أوروبياً، وأياً يكن انتماؤه الديني والإيديولوجي أو السياسي.

ثمة حربٌ إقليمية – دولية على وشك أن تندلع في المنطقة. أو هي تندلع بالتقسيط، وبالواسطة.

هذه الحرب، أسبابها ليست أسبابنا. ومصالحها ليست مصالحنا. وأهدافها ليست أهدافنا.

الولاء للبنان، للمصلحة اللبنانية العليا، يجب أن يفوز على كلّ ولاء آخر.

التذرّع بالعداء لإسرائيل، ليس حجةً "مقنعة" للتورّط في حربٍ إقليمية – دولية، لسنا طرفاً فيها.

عداؤنا لإسرائيل فوق كلّ اعتبار.

لكن استدراج لبنان إلى حربٍ ليست حربه، هو تغميسٌ للبنان، قسراً، وبالقوة، وغصباً عن إرادة الدولة، ومصلحتها العليا، في قذارة المصالح والنزاعات الإقليمية والدولية.

رئيس البلاد مدعوٌّ على الفور إلى اتخاذ المبادرات الاحترازية، للنأي بلبنان نأياً كاملاً عن كلّ نزاعٍ ليس له ضلعٌ فيه، ولا علاقة له به.

هو مدعوٌّ إلى ذلك على الفور، بصفته رئيساً للبلاد من جهة، وساهراً على سيادتها وأمنها واستقرارها، وبصفته الثانية حليفاً للطرف الذي يملك السلاح غير الموجود في كنف الدولة.

"أوعا لبنان"، تحذيرٌ يسابق الانزلاق، والتورّط.

وهو خصوصاً دعوةٌ إلى استعجال الانضواء في كنف الدولة.

"أوعا لبنان"!

[email protected]


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم