الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

يوبيل الفوضى الكبرى

سمير عطاالله
Bookmark
يوبيل الفوضى الكبرى
يوبيل الفوضى الكبرى
A+ A-
هذا يوبيل أيار 68. تبعد الاشياء متكسرة على ادراج التاريخ، أحياناً بلا أثر، أحياناً بشيء منه. غبار يعلو إلى الجوّ، ثم يتلاشى في نفسه، يدوّن عبوره للتاريخ، ويمضي. فرنسا شعب جاهز في كل الازمان للهبوب إلى تحويل بلاط الشوارع إلى حواجز:ِ aux barrieres. وهي أيضاً الجاهزة لإرسال ديغول وعلى رأسه قبعة الاطفاء. ايار 68 هو الشهر الذي وقفت فيه ضد ديغول. نزل طلابها وعمالها ومعارضوها الى شوارع الحي اللاتيني خلف طالب الماني عمره 23 عاماً، احمر الشعر واحمر الشعارات يدعى كوهن بنديت، لكن هو لم يكن يعرف على وجه التحديد أين يذهب. لا أحد يعرف حتى الآن تاريخاً محدداً لتلك الحركة التي خضّت فرنسا قبل 50 عاماً: هل بدأت في نانتير أوائل الشهر، أم في بولفار السان ميشال في 13 منه، أم أواخره عندما انضم 9 ملايين عامل الى أوسع اضراب في التاريخ؟ليس مهماً، لكن منذ أوائل أيار بدأ الطلاب باقتلاع البلاط، وقطع الاشجار، ورشق الدرك الخاص بالحجارة والبيض، وتهديم سقوف محطات الاوتوبيس، واحراق السيارات السيئة الحظ التي صادف وجودها في امكنة الاشتعال وهواية الحرائق.كما يحدث في كل انفجار جماعي في كل مكان. صار آخر حامل حجارة يرغي ويصيح وكأنه بطل الثورة ووريث روبسبير. وكان شارع لوي لو غران حاضراً لتأدية دوره كموقع للإنطلاق نحو جميع المباني الرمزية في مجد فرنسا: السوربون، البانتيون، قصر مجلس الشيوخ، وحدائق ماريا دو ميدتشي، اللوكسمبور.لم يكن هناك بادىء الأمر "قائد" واحد للثورة. اعتقلت الشرطة كوهن بنديت واعادته الى المانيا، لكنه استدار وعاد سراً. وكان في انتظار الانضمام إليه مجموعات من الماويين والفوضويين والتروتسكيين ومَن شئت من متعطلين وفلاسفة. وإحدى...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم