الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الشارع ناقم على إصلاحات ماكرون بعد سنة من انتخابه

الشارع ناقم على إصلاحات ماكرون بعد سنة من انتخابه
الشارع ناقم على إصلاحات ماكرون بعد سنة من انتخابه
A+ A-


تظاهر عشرات الآلاف في وسط باريس السبت احتجاجاً على اصلاحات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، مع اقتراب الذكرى السنوية الاولى لتوليه الحكم، وسط انتشار أمني كثيف. 

واحصت الجهات المنظمة مشاركة "أكثر من مئة ألف شخص في اجواء احتفالية" وذلك بعدما أعلن حزب "فرنسا المتمردة" اليسار الراديكالي مشاركة نحو 160 ألف متظاهر، بينما تحدثت الشرطة عن نحو 40 الفا. وعلى نقيض التظاهرة التي جرت في الأول من أيار وتخللتها مواجهات، انتهت المسيرة بهدوء، وأعلنت الشرطة مساء عن اعتقال ثمانية اشخاص.

وقال وزير الداخلية جيرار كولومب من مركز الشرطة إن المشاركة "ليست كثيفة بالقدر الذي أعلن عنها"، منددا بالهجوم على شاحنة تابعة لاذاعة "فرانس انفو" لدى وصول المسيرة الى ساحة الباستيل. وأضاف: "حين يهاجم البعض الصحافة فهذا يعني ان لا حدود للامور".

وأفاد مراسل لـ"وكالة الصحافة الفرنسية" في المكان ان زجاجة حارقة القيت داخل الشاحنة التي تحطم بعض زجاجها. ولم يكن أحد داخل الشاحنة، لكن شرطياً أصيب بجروح طفيفة لدى سحبها.

وقال احد المنظمين ايمانويل فير ساخراً إن "وزير الداخلية أمضى الأسبوع متحدثاً عن أعمال عنف ستقع، لكن الضربات الوحيدة التي تلقيناها كان مصدرها الشمس". ومساء، تجمع بضعة آلاف في ساحة الباستيل بعد انتهاء التظاهرة لحضور حفل موسيقي. وأبدت الحكومة في الأيام الأخيرة قلقها من ان تنحو التظاهرة منحى عنيفاً بعد أعمال عنف شهدتها التظاهرة السنوية التقليدية لمناسبة عيد العمال في الاول من أيار. وانتشر السبت نحو الفين من رجال الشرطة والدرك.

وتندرج التظاهرة ضمن سلسلة تظاهرات ضد ماكرون الذي تسبب تعديلاته على مختلف الصعد من النظام التربوي الى الشركة المشغلة للسكك الحديد، خلافات مع عدد كبير من الفئات. ويأمل اليسار الراديكالي وبعض النقابات في استثمار هذه التحركات لدفع ماكرون الى التراجع.

وقال زعيم حركة "فرنسا المتمردة" جان - لوك ميلانشون أمام الحشد: "ليحيا موظفو إير فرانس، ليحيا عمال السكك الحديد، ليحيا موظفو المستشفى العام، ليحيا المحامون، المجد للموظفين"، في اشارة الى مختلف الفئات الاجتماعية التي نفذت اضرابا في الاسابيع الاخيرة في فرنسا. وأضاف النائب عن مدينة مرسيليا: "نحن تجمع يندد بالعنف بدءاً من العنف اللفظي للاقوياء. من قالوا ان في المحطات أناسا لا قيمة لهم، من وصفوا الشعب العامل بأنه (مجموعة من) الخاملين والجهلة ومدمني الكحول". وكان ميلانشون الذي يعتبر المعارض الاول لماكرون يقف على سلم حافلة كتب عليها: "حين يخصخص كل شيء، سنحرم كل شيء". ورفع المشاركون في التظاهرة مطالب مختلفة ضد الاصلاحات الاجتماعية والاقتصادية للحكومة، وكذلك ضد مكافحة التغير المناخي واستقبال المهاجرين.

وشهدت مدن جنوبية مثل تولوز وبوردو تظاهرات أصغر حجماً، في حين بدأت التظاهرة الحاشدة في باريس على شكل نزهة في الطبيعة بمشاركة عائلات.

وقال المنظمون ان هذه المبادرة هي "مرحلة أولى"، خصوصاً ان العديد من الجمعيات والنقابات والاحزاب تستعد ليوم جديد من الاحتجاجات في 26 ايار.

والسبت، دعا ميلانشون الفرنسيين الى النزول "بالملايين" في ذلك اليوم بحيث يكونون "بحراً بشرياً يغير التاريخ".

"إير فرانس"

الى ذلك، قال وزير المال الفرنسي برونو لومير، إنه يجب على شركة "إير فرانس" أن تعزز تنافسيتها وإلا سيواصل منافسوها التفوق عليها، مما يزيد الضغوط على النقابات وإدارة شركة الطيران لحل نزاع على الأجور. واشتدت حدة النزاع داخل العلامة الفرنسية لـ"إير فرانس-كا.إل.إم" يوم الجمعة عندما رفض العاملون اتفاقاً على الأجور، مما دفع الرئيس التنفيذي للمجموعة إلى الاستقالة وأثار تساؤلات عن قدرة الناقلة على خفض النفقات والإصلاح. وصرح لومير لتلفزيون "بي.إف.إم": "إذا لم تبذل إير فرانس جهودا لتعزز تنافسيتها، بما يتيح لتلك الناقلة الرائدة أن تكون على قدم المساواة مع لوفتهانزا وغيرها من شركات الطيران، فستختفي إير فرانس"، مشيراً الى أن الحكومة لن تقدم على إنقاذ الناقلة.

وأعلنت "إير فرانس" أن الاضرابات كلفتها بالفعل 300 مليون أورو (359 مليون دولار) ومن المنتظر معاودة إضراب الطيارين وطاقم الخدمات الأرضية وعاملين آخرين في 7 أيار و8 منه. وقالت الشركة إن من المرجح تشغيل 85 في المئة من الرحلات اليوم.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم