الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

أراد شراء الطعام فتغمّست لقمته بالدم... وسام وَعَد والدته ألا يطيل الغياب ومات

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
أراد شراء الطعام فتغمّست لقمته بالدم... وسام وَعَد والدته ألا يطيل الغياب ومات
أراد شراء الطعام فتغمّست لقمته بالدم... وسام وَعَد والدته ألا يطيل الغياب ومات
A+ A-

كان جالساً في منزله مع صديقه هادي رمال، حين أطلع والدته أنهما سيقصدان أحد المطاعم في البلدة لشراء وجبة طعام، ويعودان إلى البيت لتناولها وتدخين النرجيلة. عرضت عليه والدته ان تحضر هي لهما وجبة العشاء، إلا أنه أصر على رأيه، واعداً إياها بألا يطيل الغياب، إلا أنه لم يتمكن من الوفاء بوعده بعدما تعرض في طريق عودته إلى حادث سير أنهى حياته... إنه وسام وهبي الشاب الوسيم الذي خطفه الموت من وسط محبيه.

لقمة مغمسة بالدماء

عند العاشرة من ليل الاربعاء تربص شبح الموت بوسام (16 سنة) عند مفترق بلدة الشرقية - الكيناية وسط بلدته الدوير باتجاه بلدة أنصار. وبحسب ما رواه ابن عمه الزميل سامر وهبي لـ"النهار": كانت الساعة العاشرة، اشترى الشابان الطعام، وعادا أدراجهما، كان وسام يقود دراجته النارية وبموازاته صديقه هادي على الطريق العام، عندما صدمتهما سيارة من نوع "رانج شيروكي"، أثناء التفافهما من مفترق طرق، طار على بعد أمتار، وارتطم بجدار حديقة أحد المطاعم. الضربة جاءت على رأسه، نقل إلى مستشفى الشيخ راغب حرب حيث حاول الأطباء إسعافه من دون أن ينجحوا، إذ ما لبث أن فارق الحياة، كذلك أصيب صديقه هادي ونقل إلى مستشفى نبيه بري الحكومي في النبطية قبل أن يغادرها بعد تلقيه العلاج".

انتهاء الرحلة

"جرى توقيف سائق السيارة، وفتح تحقيق في مخفر الدوير، وإلى الآن لم تتقدم العائلة بدعوى، لأنها لا تزال تتقبل العزاء"، قال سامر، قبل أن يلفت إلى أنه: "رحل الغالي، الشاب الهادئ، الطالب في المعهد الفني، اختصاص كهرباء، في تول النبطية. ترك شقيقيه ووالدته ووالده العسكري المتقاعد في الجيش في حسرتهم على فراقه المفاجئ". وأضاف: "كان محباً للحياة، أحب الرحلات وزيارة كل مناطق لبنان، إلى أن حان موعده مع الموت على مسافة قصيره من منزله".

في الأمس شيّعت الدوير ابنها وسط أجواء من الحزن والأسى. وقال سامر: "موكب التشييع انطلق من منزل وهبي، حُمل الجثمان على أكف المشيعين الذين جابوا الشوارع الرئيسية للبلدة، وصولاً إلى النادي الحسيني حيث صلّى الجموع على جثمانه ليوارى بعدها في الثرى"... انتهت رحلة حياة وسام بسرعة على الأرض، قبل ان يتمكن من تحقيق أحلامه وطموحاته، أطبق عينيه إلى الأبد رغماً عنه، رحل وهو في عزّ شبابه... وسام ضحية جديدة لحوادث السير ولن يكون الأخير، إذا لم يطبق سائقو السيارات والشاحنات والدراجات النارية القانون، ويخافوا على أرواح الغير قبل أرواحهم.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم