الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

جريمة في القطار

عقل العويط
عقل العويط
جريمة في القطار
جريمة في القطار
A+ A-

أقف الآن "على رأس السطح" لأطلب من الحاضرين أن يُعلِموا الغائبين. 

ولأحيطكم علماً بالآتي.

يقول المثل: من أنذر فقد أعذر.

الإنذار هو هذا.

في 6 أيار ستحصل في لبنان.

جريمة جماعية، مشهودة، وعلنية.

هي للعلم والخبر، ومن حيث المبدأ، جريمة ميثاقية، شرعية، دستورية، قانونية، ديموقراطية، مغطّاة بالقانون، وبرجال القانون، وبإشراف المؤسسات المعنية، وتحت عين الهيئات الرقابية الأوروبية، وربما الدولية.

لكن هذه الرقابات والحمايات كلّها، لن تمنع كونها جريمة.



لن تمنع كونها جريمة غير عادية.

جريمة لبنانية مطلقة. كيانية. وجودية. مصيرية. كبرى. استثنائية. وغير مسبوقة شكلاً ومضموناً.

مَن يريد أن يفضح هذه الجريمة قبل وقوعها، ليمنع وقوعها، فليشرّف على الفور.

أقف الآن "على رأس السطح"، على رأس سطح هذه الجمهورية اللبنانية، لأقول الآتي:

هذه الانتخابات ستعيد التجديد للطبقة السياسية التي ترتكب أبشع جريمة في حقّ لبنان وحياة اللبنانيين.

كيف يحصل التجديد؟

باقتراع أكثرية المواطنات والمواطنين لمرشّحي لوائح السلطة، المرئيين والخفيين.

أتريدون في 7 أيار أن تستيقظوا من سباتكم الكهفيّ، لتكتشفوا أن الكوابيس التي أقضّت مضاجعكم ليل نهار، ستظلّ تقضّ مضاجعكم أينما ذهبتم، وأينما هربتم، وأينما اختفيتم؟

إذا نعم، فمبروكٌ عليكم مسلسل الرعب الذي لن تنتهي فصوله قريباً، بل سترافقكم وقائعه الجهنمية إلى قبوركم تحديداً.

مبروكٌ عليكم مسلسل الرعب الذي سترافقكم وقائعه إلى قبوركم وقبور أولادكم وقبور أحفادكم أجمعين.

إذا كنتم لا تريدون هذا المصير، فماذا تنتظرون لتهبّوا من هذا النوم الأبديّ، الذي يجعل لبنان مقبرةً للغربان والبوم، ومسرحاً علنياً للسرقات الموصوفة؟

الآن، حياتكم مسروقة، أيها الناس.

وسعادتكم مسروقة.

وكرامتكم مسروقة.

وسيادتكم مسروقة.

وخزينتكم مسروقة.

وأموالكم مسروقة.

وحكومتكم مسروقة.

ومجلسكم للنوّاب، أو للأمّة، مسروق هو الآخر.

وأولادكم مسروقون.

ومستقبلكم هو الآخر مسروق.

فماذا تنتظرون لتقلبوا هذه المعادلة الخسيسة؟

أمامكم خياراتٌ ثلاثة:

1- يمكنكم أن تشاركوا في الجريمة.

2- يمكنكم أن تقفوا على الحياد.

3- كما يمكنكم أن تمنعوا حصولها.

مجرمٌ كلّ مَن يثق بعد الآن بأبطال هذه السرقة، فيعيد التجديد لهم.

مجرمٌ كلّ من يتفرّج على هذه السرقة، فيترك الحبل على الغارب.

مجرمٌ كلّ من يقف على الحياد، معتبراً أن المسألة لا تعنيه.

ومجرمٌ كلّ من لا يمنع حصول هذه الجريمة، لأنه ليس مقتنعاً بالمعارضة وبقوى الاعتراض.

هذه هي الجريمة، وأنتم المجرمون.

أنتم المجرمون، لأنكم، إما تشاركون المجرمين في الجريمة، وإما تسكتون عليهم، وإما لا تمنعونهم من السرقة.

في 6 أيار، سيعبر قطار الانتخابات.

هناك لوائح السلطة، وهناك مرشّحون لها، علنيون ومقنّعون.

وما أكثر المقنّعين!

هناك لوائح الاعتراض، وهناك مرشّحون ومرشّحات لقوى الاعتراض هذه.

كلّ الأعذار والتبريرات، يجب أن تسقط أمام هول النتيجة المتوقعة.

الجريمة على الموعد، وهي في انتظاركم.

أمامكم فرصة تاريخية، لإحداث خروقٍ في جدار هذه الجريمة.

من شأن هذه الخروق أن تدقّ مسامير في نعش الجريمة الجماعية.

دقّوا المسامير في تابوت السلطة السياسية التي تستولي على لبنان.

اكسروا الجدار، وامنعوا ارتكاب الجريمة.

كلمة سرّ أخيرة: ستقع الجريمة في قطار.

الجريمة ستقع في 6 أيار.

ستقع في داخل القطار بالذات.

القطار موعده لبنان في 6 أيار.

القطار سيتوقف في 15 محطة لبنانية.



تسلّقوا إليه.

النساء قبل الرجال. النساء خصوصاً.

تسلّقوه بالأسنان. بالأظفار.

تسلّقوه باللحم الحيّ. وكونوا أنتم الشهود.

انقلبوا على التفزيونات.

التلفزيونات تريد أن تدفعوا لهم أجرة تصوير المشهد مئة ألف دولار. ربما أكثر.

صوِّروا بأنفسكم المشهد.

كونوا أبطال المشهد.

وكونوا المشهد.

سيطِروا على القطار.

احرفوا هذا القطار عن مساره الجهنمي.

وامنعوا ارتكاب الجريمة!

ستقع هذه الجريمة في قطار.

ستقع الجريمة في قطار لبنان.

استولوا على القطار وامنعوا الجريمة.

[email protected]




حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم