الجميع تساءل وهذا الجواب... ما سرّ استعادة الأميرة كايت نشاطها فوراً بعد الولادة؟

بعد ساعات فقط على ولادة طفلها الثالث، أذهلت الأميرة كايت ميدلتون العالم عند خروجها من مستشفى "سانت ماري" في لندن، حاملة مولودها الثالث ونزولها السلالم برشاقة بالرغم من انتعالها الكعب. أثار مظهرها الشك لدى البعض لا سيما رشاقتها في المشي ونزولها السلالم. فكيف يُفسّر الطب السرّ في الرشاقة السريعة بعد الولادة الطبيعية والفرق بينها وبين الولادة القيصيرية؟ 

يستهل الاختصاصي في الأمراض النسائية والتوليد، والصحة الجنسية الدكتور فيصل القاق حديثه بالقول "علينا ان نعرف أولاً ان الجسم والعقل والاستعداد النفسي مهيأة للولادة الطبيعية وتالياً ليس غريباً على المرأة الحمل والولادة، انه جزء من التاريخ والسياق البيولوجي. كما ان غالبية الولادات تكون ذات خطورة منخفضة وتتمّ بشكل بسيط وعادي ومباشر وتحتاج الى وقت بسيط للتعافي خصوصاً اذا كانت مزودة بتوعية خلال الحمل حول الطلق والولادة". ويضيف "لا تحتاج المرأة الى الكثير من الوقت اذا كانت الولادة الطبيعية من دون مضاعفات، فهي تلد من هنا ويضب رحمها بسرعة. قد ينتج من عملية ضب الرحم لتخفيف النزف بعض الآلام لكنه يستكين بسرعة بفضل مسكنات الآلم وهي قادرة على المشي من دون عوائق ومشاكل".

الاستعانة بمسكنات الألم؟  

ويميّز القاق بين الحمل والولادة شارحاً "هناك مرحلة النفاس حيث نراقب احياناً المرأة 48 ساعة للتأكد من عدم حصول نزيف او حمى النفاس وحدوث إلتهابات وتبقى نسبها ضئيلة وبعض المخاطر بحسب الحمل وحالة المرأة والتي قد تحدث خلال الحمل او قبل الولادة او بعدها. يمكن للمرأة، إذاً، مباشرة حياتها الطبيعية من دون عوائق في حال الولادة الطبيعية البسيطة ومن دون حدوث اي تعطل عضوي او جراحي ولا من ألم ناتج من تدخل طبي.

صحيح ان القطب قد تُسبب بعض الآلم لكنها شبيهة بأي قطب موجودة في الجسم واي عمل جراحي بسيط لن يعرقل نشاطها او قدرتها على المشي. لكن بالنسبة الى كايت ميدلتون يمكنها المشي بهذه الرشاقة وبكعب بسيط بعد الولادة الطبيعية ولكنها حصلت على مسكنات للألم لتتمكن من المشي. ان المرأة ستشعر عادة بالوجع عند المشي لمدة 3-4 ايام كحد أقصى مكان القطب دون ان يُعطل الحركة".

للولادة القيصرية وضع مختلف 

"في حين تختلف الأمور في الولادة القيصرية"، وفق ما أكد القاق، "بمجرد الدخول الى جوف الجسم والبطن، نحن نقوم بتدخل ملموس في هذه الحالة الذي يؤدي إلى فتح الجوف الداخلي حيث يتعرض الجسم الى مخاطر عدة منها مخاطر البنج، قص الطبقات (4-5) التي تصل الى الرحم ومن ثم إقفال هذه الطبقات والتحام الأنسجة الى جانب تأثيرات ومضاعفات البنج... العملية بحدّ ذاتها بخطواتها الى جانب التعافي من البنج والقطب الموجودة والألم الناتج بسببها والتحام الأنسجة التي تستغرق وقتاً".

ما يجعل التعافي بعد الولادة القيصرية أطول وأصعب مقارنة بالولادة الطبيعية. يستمر الوجع بسبب الشق الحاصل الذي يؤدي الى حدوث التصاقات (التصاق الانسجة أو الأعضاء ببعضها) التي تُعيق بشكل جزئي حرية تحرك الأعضاء داخل البطن.

بالتالي تحتاج المرأة حوالى الأسبوعين لتشعر بالتعافي الكامل من الودلاة القيصرية في حين تغيب هذه آلام في الودلاة الطبيعية البسيطة.