الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

مخاوف من حـرب مذهبية بالوكالـة في اليمن بعد المواجهات بين الحوثيين والسلفيين في صعدة

أبو بكر عبد الله
A+ A-

اشتعلت جبهة الحرب في محافظة صعدة الشمالية، غداة إنهيار جهود الوساطة الرئاسية لتهدئة المواجهات بين مسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) ومسلحي الجماعات السلفية المتمركزين في منطقة دماج، وسط مخاوف عبرت عنها أحزاب سياسية من نذر حرب طائفية وخصوصاً مع حشد "جيش النصرة" السلفي وكذلك الشيخ حسين عبدالله الأحمر شقيق زعيم قبيلة حاشد المئات من المسلحين لنصرة أهل السنة.


وقال وجهاء لـ"النهار" إن المواجهات شملت مناطق متعددة وسط حشود وقطع للطرق، فيما أكدت مصادر متطابقة سقوط 11 قتيلاً على الأقل و14 جريحاً في اشتباكات بين الجانبين دارت ليل الثلثاء واستمرت الأربعاء في محيط مركز دار الحديث بمنطقة دماج حيث يتابع عشرات الطلاب من جنسيات أجنبية دراسات إسلامية.


التيارات السلفية
واتهم مسلحو الجماعات السلفية مسلحي "أنصار الله" بقصف مناطقهم بالمدفعية وقذائف "الكاتيوشا"، مشيرين إلى أنهم قصفوا مكتبة ومهجعاً للطلاب في معهد دار الحديث وبعض المنازل مما أدى إلى سقوط ستة قتلى وإصابة آخرين.
وتوعد "جيش النصرة" المرابط في محافظة الجوف والمؤلف من رجال القبائل ومئات الجهاديين وبينهم أجانب بالتحرك لنصرة أهل السنة وفك الحصار على منطقة دماج، بينما اتهم الأمين العام لحزب "الرشاد" السلفي عبد الوهاب الحميقاني الحكومة اليمنية بالتواطؤ مع جماعة الحوثي المسلحة وما ترتكبه من جرائم واستنكر مشاركتها في مؤتمر الحوار الوطني.
كما اتهم محافظ صعدة الشيخ فارس مناع بعرقلة جهود اللجنة الرئاسية، وأعلن تعليق مشاركة حزبه في مؤتمر الحوار، ودعا إلى تأليف لجنة للتحقيق وتقصي الحقائق وطالب وزير الدفاع بالنزول الميداني إلى المنطقة.
أما الحوثيون فاتهموا الجماعات السلفية برفض الحلول التي قدمتها من لجنة الوساطة الرئاسية والاستمرار في الاعتداءات والتحريض وممارسة القتل، كما اتهموا قيادة عسكريين مقربين من تيار "الإخوان المسلمين" بالتواطؤ وتزويد المسلحين الأجانب السلاح ودفعهم إلى إشعال حرب مذهبية.
وتصدر الشيخ حسين عبدالله الأحمر الأزمة المتجددة في صعدة، اذ دعا مسلحي القبائل إلى التوجه إلى صعدة لنصرة أهل السنة، وأكد سكان ووجهاء إنهم شاهدوا عشرات السيارات فيها مسلحون من أنصاره في طريقها إلى هذه المحافظة، بالتزامن مع احتشاد المئات من مسلحي قبيلة بكيل المناوئة لحاشد والذين أعلنوا النفير لمواجهة أي اعتداء على "أنصار الله" في محافظة صعدة.
ونشر الحوثيون شريط فيديو لمسلحين من الجماعات السلفية يقرون بتسلم أموال ونقل كميات من الأسلحة المتوسطة والخفيفة إلى محافظة صعدة بعد إخفائها تحت شحنات غذائية، كما نشروا شريط فيديو لحسين الأحمر يدعو إلى الجهاد ضد الروافض.


مخاوف سياسية
وأشاعت هذه التداعيات مخاوف لدى القوى السياسية التي طالبت السلطات بالتدخل لوقف المواجهات، وحذرت من نذر حرب مذهبية بالوكالة تدور رحاها في اليمن.
وحملت أحزاب اللقاء المشترك (ستة أحزاب من اليسار والإسلاميين) الحكومة مسؤولية تجدد المواجهات في صعدة وحضتها على التدخل لوقفها واعادة الأمن إلى المنطقة قبل فوات الأوان.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم