"الجندي والدولة المتغيرة: بناء جيوش ديموقراطية في أفريقيا وآسيا وأوروبا والأميركتين" لزولتان باراني

يحضّ زولتان باراني في كتابه "الجندي والدولة المتغيرة: بناء جيوش ديموقراطية في أفريقيا وآسيا وأوروبا والأميركتين" (ترجمة نبيل الخشن) في فصله الأول القارئ على التفكير بجدية في شأن القوات المسلحة كمؤسسة، ومكانها في الدولة، ودورها في السياسة والمجتمع. ولمعرفة كيف يمكن تطوير جيوش ديموقراطية ومدى تعقيد المهمات والتحديات التي ينطوي عليها ذلكن يجب علينا ان نكون على معرفة بالقوات المسلحة كمؤسسة سياسية وبالعلاقات المدنية – العسكرية كمكوِّن مهم من مكونات العالم الذي تحدث فيه التفاعلات السياسية والاجتماعية التي لا تُعدّ، وهي التي تشكّل السياسات في الدولة الحديثة. 

من الفصل الثاني إلى الفصل العاشر تأتي الفصول تجريبية منظمة بموجب السياقات الثلاثة التي توفر القوة الدافعة إلى التحول الديموقراطي. ويتمثل هدفي في هذه الفصول، في تفسير كيف تبنى الجيوش الديموقراطية وكيف تطوّر العلاقات المدنية – العسكرية في بيئات عدة منوّعة، ومقابلة تجارب الدول لإظهار الفروق بينها، وتقويم الاختلافات بين السياقات الستّة، وإيجاد الأجوبة عن الأسئلة المطروحة.

وتضم الفصول تحليلات مقارنة للعلاقات المدنية – العسكرية، مهيكلة بموجب الأسئلة البحثية ذات الصلة. وتلخص الخطوط الرئيسة التي تحيط بالسياسة العسكرية قبل بداية العملية الانتقالية بحيث نستطيع تلمّس نقاط انطلاقها. 

يحاول الكتاب إماطة اللثام عن القوات المسلحة كمؤسسة سياسية لها أهميتها في الدولة الحديثة، والنتائج الكبرى التي أسفر عنها التحليل المقارن، وما تحمله تلك النتائج من دروس للناشطين وصنّاع السياسة الديموقراطيين. كذلك يقدم مجموعة من التوصيات السياسية التي يفترض أن تكون ذات قيمة للمهتمين بإدخال التحول الديموقراطي على القوات المسلحة والسياسة العسكرية.