الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

كيم يتعهّد بإغلاق موقع اختبارات نووية... بيونغ يانغ تنشر "إعلان بانمونجوم"

المصدر: أ ف ب
كيم يتعهّد بإغلاق موقع اختبارات نووية... بيونغ يانغ تنشر "إعلان بانمونجوم"
كيم يتعهّد بإغلاق موقع اختبارات نووية... بيونغ يانغ تنشر "إعلان بانمونجوم"
A+ A-

أعلنت #سيول اليوم أن #كوريا_الشمالية تعهدت بإغلاق الموقع الذي تجري فيه اختباراتها النووية الشهر المقبل، ودعوة خبراء من الولايات المتحدة إلى البلاد، في وقت أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تفاؤله بشأن التوصل إلى اتفاق نووي مع النظام الانعزالي.

ويأتي تعهد بيونغ يانغ الذي تحدثت عنه تقارير إعلامية، بعد أسابيع من حراك ديبلوماسي توّج باتفاق خلال قمة الجمعة بين زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ-أون ورئيس كوريا الجنوبية مون جاي-ان على استكمال نزع الأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية.

وأفاد الناطق باسم الرئاسة في سيول يون يونغ-تشان أن "كيم قال خلال قمته مع مون إنه سينفذ (عملية) إغلاق موقع التجارب النووية في أيار، وإنه سيدعو قريبا خبراء من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، إضافة إلى صحافيين، الى كشف العملية للمجتمع الدولي بشفافية".

ونقل عن كيم قوله: "تشعر الولايات المتحدة بالنفور منا، لكن عندما نتحدث سيدركون بأنني لست شخصا قد يطلق سلاحا نوويا على (الشطر) الجنوبي، أو يستهدف الولايات المتحدة. اذا اجتمعنا مرارا (مع واشنطن)، وبنينا الثقة وأنهينا الحرب، وتلقينا وعودا في النهاية بألا يتم اجتياحنا، فلم سنحتاج إلى الأسلحة النووية؟"

وينظر إلى التصريحات على الأرجح على أنها محاولة لتلطيف الأجواء قبيل قمة ترامب المرتقبة مع كيم، والتي أعلن الرئيس الأميركي أنها ستجري "خلال الأسابيع الثلاثة أو الأربعة المقبلة."

وتعهد ترامب بتقديم "خدمة كبيرة للعالم" بأسره عبر ابرام اتفاق نووي مع النظام الكوري الشمالي، خلال تجمع في ولاية ميشيغان تعالت خلاله هتافات: "نوبل! نوبل!".

وعمل ترامب جاهدا على تحقيق اختراق مع بيونغ يانغ من خلال ما وصفه البيت الأبيض بـ"حملة للضغط بأقصى درجة"، تضمنت تشديد خطابه وتكثيف العقوبات الدولية والجهود الديبلوماسية لزيادة عزلة النظام الاستبدادي.

وقال ترامب لأنصاره في شمال ديترويت: "هل تذكرون ماذا كانوا يقولون (قبل شهور)؟ قالوا سيدخلنا (الرئيس الأميركي) في حرب نووية". وأضاف: "كلا، القوة ستبعدنا عن الحرب النووية، لن تدخلنا فيها".

لكنه حذر من أنه مستعد للتخلي عن المحادثات في حال لم تستجب كوريا الشمالية لمطالب واشنطن بالتخلي عن ترسانتها للأسلحة النووية.

وتأتي تصريحاته في وقت تم نشر مقطتفات من مقابلة مع وزير خارجيته الجديد مايك بومبيو الذي اجرى زيارة سرية لبيونغ يانغ في عطلة عيد الفصح.

وقال بومبيو لشبكة "ايه بي سي" الإخبارية إنه أجرى "حديثا جيدا" مع كيم خلال الزيارة، مشيرا الى أن الزعيم الكوري الشمالي "مستعد (...) لوضع خارطة قد تساعدنا في التوصل" إلى نزع الأسلحة النووية.

وأجرى ترامب اتصالات هاتفية في وقت سابق السبت بكل من مون ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، بحيث أعلن أن "الأمور تسير في شكل جيد جدا"، في حين ذكرت شبكة "سي بي اس" أن منغوليا وسنغافورة هما الوجهتان الأخيرتان المطروحتان من أجل عقد لقائه مع كيم.

وسبق أن دعت كوريا الشمالية مراقبين أجانب وصحافيين الى زيارة مجمعها الذري الرئيسي يونغبيون سنة 2008 عندما دمرت برج تبريد قديم في تفجير هائل تناقلته التلفزيونات حول العالم.

ولم يخفف ذلك الاندفاع النووي لبيونغ يانغ. لكن الوضع يدعو إلى التفاؤل أكثر هذه المرة، على ما قال المحلل من المعهد الكوري للتوحيد الوطني هونغ مين لوكالة "فرانس برس".
واضاف: "هناك فرق شاسع بين تفجير برنامج تبريد الموقع النووي الوحيد العامل الذي تملكه وتفكيكه، في حال كان ما قاله كيم صحيحا".

واشار الى ان كيم "يتخلى مسبقا عن أحدى أوراق المساومة الرئيسية التي كان بإمكانه أن يخبئها للقائه الفعلي بترامب". وقال: "نظرا إلى أن هذا مجرد تحرك تصالحي قبيل القمة، أعتقد أن الاجتماع ستنجم عنه على الارجح نتائج ملموسة أكثر". 

وطالبت بيونغ يانغ بضمانات أمنية لم يتم تحديدها بعد مقابل مناقشة ترسانتها. لكن يمكن كيم استغلال اللقاء للاتفاق على "الأسلحة والمنشآت النووية التي سيتم تفكيكها، والإطار الزمني المحدد للقيام بذلك"، وفقا لهونغ.

ووصفت كوريا الشمالية السبت قمتها مع الشطر الجنوبي بـ"الاجتماع التاريخي" الذي مهّد لانطلاقة حقبة جديدة.

ونشرت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية النص الكامل لـ"إعلان بانمونجوم" الذي وقعه الزعيمان في نهاية القمة. وقالت إن اللقاء يمهّد "للمصالحة الوطنية والوحدة والسلام والازدهار".

وفي الوثيقة، أكد الزعيم الكوري الشمالي ورئيس كوريا الجنوبية "الهدف المشترك المتمثل في التوصل إلى شبه جزيرة خالية من السلاح النووي من خلال نزع الأسلحة النووية".

لكن هذه العبارة الديبلوماسية قد تحمل تفسيرات متباينة من الطرفين.
ولطالما طالبت بيونغ يانغ بانهاء الوجود العسكري الأميركي في الشطر الجنوبي وحمايته النووية له، لكنها اجتاحت جارتها عام 1950، وهي الوحيدة بين الشطرين التي تملك سلاحا نوويا. 

وعندما عبر كيم خط الحدود العسكرية التي تقسم شبه الجزيرة، اصبح أول زعيم كوري شمالي تطأ قدمه الجنوب منذ توقف الاعمال القتالية بين الكوريتين عام 1953 باتفاق هدنة لا معاهدة سلام.

وأقنع كيم بعد ذلك مون بأن يخطو إلى الشمال، وهو ما أوردته وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية السبت. وأمضى الزعيمان يوما تخللته الابتسامات واللحظات الودية وساعة ونصف الساعة من المحادثات على انفراد.

وفي لفتة تصالحية أخرى، قال الزعيم الكوري الشمالي إنه سيقدم ساعة بلاده ثلاثين دقيقة لتوحيدها مع التوقيت الكوري الجنوبي.

واختلف التوقيت بين البلدين منذ عام 2015 عندما قررت بيونغ يانغ فجأة تأخير توقيتها المحلي بنصف ساعة عن جارتها الجنوبية، وفقا للمتحدث باسم مون.

وذكر يون أن كيم قال إن رؤية ساعتي الحائط في قاعة القمة بتوقيتين مختلفين أمر "تنفطر له القلوب".

وتعهد الزعيمان الكوريان في "إعلان بانمونجوم" السعي الى معاهد سلام هذه السنة تنهي رسميا الحرب الكورية بعد 65 عاما على انتهاء الأعمال القتالية.
لكن يتوقع أن يكون ذلك أمرا معقدا، اذ تطالب كل من سيول وبيونغ يانغ بالسيادة المطلقة على كامل شبه الجزيرة الكورية.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم