السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

ببالغ الحزن: جائزة نوبل للآداب لسنة 2018 يرجح تأجيلها!

المصدر: "النهار"
روزيت فاضل @rosettefadel
ببالغ الحزن: جائزة نوبل للآداب لسنة 2018 يرجح تأجيلها!
ببالغ الحزن: جائزة نوبل للآداب لسنة 2018 يرجح تأجيلها!
A+ A-

 إذا كان الفرد نوبل، المخترع السويدي للديناميت، أراد في وصيته أن يخفف من وطأة شظايا اختراعه على البشر من خلال رصد معظم ثروته، التي جناها من هذا الاختراع، من خلال إطلاق جائزة نوبل في ميادين عدة باسمه. فإن ما يحصل داخل أروقة الأكاديمية السويدية من إهدار مالي، وتسريبات للفائز بهذه الجائزة قبل إعلان اسمه للعلن وما سبقها من فضائح جنسية بات صداه موازياً للديناميت، الذي اخترعه نوبل. المتهم الوحيد في كل ما أشرنا اليه في السابق هو المصور الفوتوغرافي جان كلود أرنو، المتزوج من إحدى عضوات الأكاديمية كاتورينا فروستنسون. أرنو هو وجه مرموق ومحترم جداً في الأوساط الثقافية، وما كشف تباعاً شكل صدمة لكل من يعرفه.

  الجائزة... في مهب الريح  

نقلت صحيفة "لا كروا" الفرنسية، وفقاً لمعلومات في أروقة الأكاديمية السويدية، أن الوضع الحالي المتأزم يرجح إلغاء حفل تسليم جائزة نوبل للآداب لهذه السنة، وهي سابقة لم تحدث منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية. وعبرت كبريات الصحف الفرنسية عن حزنها الشديد، في حال تم تأجيل منح جائزة نوبل الآداب هذه السنة مشيرة الى أنه "الحدث المنتظر من غالبية الناس لأفضل مؤلف من أي دولة يتمتع وفقاً لوصية ألفرد نوبل "بنزعة مثالية". أسف بعض المثقفين في العالم لأن كبار المثقفين في الأكاديمية لم يتمكنوا من "النأي بأنفسهم" من تداعيات الفضيحة الجنسية على البيئة الحاضنة للأكاديمية وللرأي العام المتابع لها. كيف تراجع سلم القيم الأخلاقية عند النخبة المثقفة في الأكاديمية؟ وفي التفاصيل ان "18 امرأة بما في ذلك أعضاء الأكاديمية وزوجاتهم وبناتهم تعرضن للاعتداء الجنسي أو التحرش الجنسي من المصور الفوتوغرافي، جان كلود أرنو، المتزوج من إحدى عضوات الأكاديمية كاتورينا فروستنسون، التي استقالت من منصبها". حاولت الأكاديمية إخفاء هذه الحادثة، التي وقعت بين العام 1997 والعام 2003. لكن التدخل المباشر لملك السويد كارل السادس عشر غوستاف ولا سيما بعد استقالة أربعة أعضاء من الأكاديمية. وفي العودة الى صحيفة "لاكروا"، فقد نقلت هذه الوسيلة أن المدير العام للمؤسسة لارس هايكنستن عبر علناً عن قلقه الشديد لما آلت اليه الأمور واصفاً إياها بـ "الوضع الصعب والخطير". وقد نقل هايكنستن رسمياً أن غالبية السويديين تطالب بإعادة تنظيم الأكاديمية ووضعها تحت "وصاية" الملك غوستاف، ملك البلاد، مباشرة.   

الغاء الحفل ...  وإهدار المال  

وتوقعت صحيفة " الغارديان" البريطانية الغاء حفل تسليم الجائزة لهذه السنة، مشيرة الى أن "الجو العام في الأكاديمية السويدية يطرح جدياً إمكانية الغاء حفل منح الجائزة لسنة 2018". ونقلت الصحيفة عن مصادر متابعة أن "الأكاديمية ستتوصل الى قرار نهائي في 3 أيار"، مشيرة الى أن أحد أعضاء الأكاديمية بير واستيرج أدلى بتصريح أكد فيه أن "قرار تأجيل حفل الجائزة بات مرجحاً أكثر من عدمه". قال: "سيتوصل المجتمعون الى قرار نهائي الخميس المقبل. وإذا تم اتخاذ قرار تأجيل هذا الحفل لسنة 2018، ستمنح جائزتين في السنة المقبلة أي 2019". ولا شك في أن مكانة الاكاديمية السويدية، التي أسسها الملك غوستاف الثالث عام 1786، تزعزعت اليوم أكثر من أي وقت. وقد تفاقمت الأمور من خلال موضوع نشره اليوم الموقع الالكتروني لمجلة "الاكسبرس" الفرنسية، حيث سلط فيه الضوء عن تحقيق سري يجري اليوم مع أرنو على خلفية تهمة تضارب المصالح مع زوجته في الأكاديمية. وقد نقل المصدر نفسه أن التسريبات الأولية للتحقيق أشارت الى ان ارنو اضطلع بدور "سيئ" خلال عضويته في اللجنة المنوطة اختيار الفائز في الجائزة المذكورة برز من خلال تسريب اسم المرشح الفائز قبل إعلانه، ما ينذر بتخطيه كل الضوابط المهنية او الأخلاقية المفروضة من لجنة اختيار الجائزة. واعتبر المصدر نفسه ان الإهدار المالي في الأكاديمية، الذي يرجح ان يكون ارنو المتهم الأول بالضلوع فيه، هو البند الثاني، الذي يهدد صورتها ومكانتها بين الناس عموماً. فهل ينجح ملك السويد في إحياء "مجد" جائزة نوبل للآداب قبل فوات الأوان؟  

[email protected]                   

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم