الإيمان والعقل

إنّ حكاية العلاقة بين الإيمان والعقل حكاية قديمة تعود إلى بدء الخليقة وستبقى حتى انقضاء الدهر. وهي موضوع تفكير كلّ الفلاسفة والمفكّرين. يقول أبو العلاء المعرّي: "إثنان أهلُ الأرض: عقلٌ بلا دين، ودينٌ لا عقلَ له". عقل بلا دين، هذا هو الإلحاد. ودين بلا عقل، هو تصوّر إله لا عقل له. هذا التناقض بين العقل والدين لا وجود له في المسيحيّة. فبحسب عقيدة الثالوث المسيحيّة، الآب هو مصدر الحياة، والابن هو العقل الإلهيّ، والروح القدس هو روح المحبّة وروح الحريّة، لأنّه لا محبّة من دون حريّة. هكذا بدأ يوحنا إنجيله: "في البدء كان اللوغُس واللوغُس كان عند الله وكان اللوغُس الله. إنّ لفظة لوغُس (Lógos) باليونانيّة تعني العقل وتعني الكلمة التي تعبّر عن العقل. فالله هو إله حيّ وعاقل ومُحبّ. إنّ سفر التكوين يقول إنّ الله خلق الإنسان على صورته ومثاله. فصورة الله في الإنسان تتضمّن إذاً هذه الأمور الثلاثة:...