الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

قطار الانتخابات اللبنانية انطلق من الدول العربية، فكيف كانت رحلته؟

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
قطار الانتخابات اللبنانية انطلق من الدول العربية، فكيف كانت رحلته؟
قطار الانتخابات اللبنانية انطلق من الدول العربية، فكيف كانت رحلته؟
A+ A-

انطلقت صافرة البداية للحدث التاريخي، المتمثل باقتراع اللبنانيين للمرة الاولى في بلاد الاغتراب، حيث توجه الناخبون الى المراكز المحددة للإدلاء بأصواتهم في 6 دول عربية، هي مصر والسعودية والإمارات والكويت وقطر وسلطنة عمان، كمرحلة اولى لتنطلق بعدها المرحلة الثانية يوم الأحد المقبل، في أكثر من 30 دولة. ويبلغ عدد الناخبين المسجلين في الدول العربية الست 12615، بينهم 5166 في الإمارات، و3186 في السعودية، و1878 في الكويت، و1832 في قطر، و296 في سلطنة عمان، و257 في مصر.

محاولات حض اللبنانيين على حجز مقعد في قطار الانتخاب بدأت قبل فترة، من خلال ماكينات انتخابية للاحزاب والتيارات السياسية، لتتوج اليوم بدعوة وزير الخارجية جبران باسيل لهم حيث اعتبر أن "أصواتهم مهمة، وبالمشاركة يستعيدون حقّهم السياسي، وهم يشاركون بصنع مستقبل لبنان"، قائلا "تجربة الانتخابات جديدة علينا كوزارة خارجية والموظفون بتصرف الداخلية وينفذون ما هو مطلوب منهم". ومع مواكبة حثيثة لرؤساء الاحزاب الذين يبدون اهتماماً كبيراً بكل صوت في هذه الانتخابات التي تجري على أساس قانون جديد، لا سيما وأن لا أحد منهم يمكنه التكهن بنتائج التصويت. فإلى أي مدى لبى اللبنانيون دعوات توجههم إلى صناديق الاقتراع؟ ما هي ملاحظاتهم؟ وهل لديهم أمل بالتغيير؟

رضى رسمي

التحضيرات اكتملت منذ الامس في دبي، بحسب ما أكد قنصل لبنان العام عساف ضومط لـ"النهار"، حيث قال إننا "جهّزنا 10 أقلام اقتراع في دبي، كل قلم يحتوي شاشة بث مباشر إلى بيروت ومكيف، لدينا 3899 مقترعاً، الإقبال ممتاز، خلال ساعة ونصف وصلت نسبة الاقتراع الى 20 بالمئة، وإذا استمرت على ذات النحو نتوقع ان تصل الى نسبة كبيرة" وعن الصعوبات أجاب: "بعض اللبنانيين سجلوا اسماءهم بعد انتهاء المهلة، لذلك أُحبطوا عندما قدموا وعلموا انه لا يمكنهم ذلك، لكن ليست نسبة عالية، وأؤكد ان الأجواء إيجابية، نعيش عرساً ديموقراطياً يعكس صورة ممتازة عن لبنان، وندعو اللبنانيين المتأكدين من تسجيل أسمائهم القدوم والاقتراع". كما أشار سفير لبنان في مصر علي الحلبي لـ"النهار" الى ان" الانتخابات تجري منذ الساعة السابعة صباحا في حرم السفارة"، مضيفاً أن"الأجواء هادئة ولا توجد أية عراقيل، نتوقع أن تزيد نسبة التصويت مع الوقت، مع العلم أن عدد المسجلين 257 لبنانياً".

كما أعلن القائم بالأعمال اللبنانى لدى الكويت السفير ماهر خير أن 1878 لبنانياً من أصل 45 ألفاً من المقيمين فى الكويت، سجلوا أسماءهم لدى السفارة، للمشاركة فى الانتخابات النيابية اللبنانية، معرباً عن شكره للسلطات الكويتية، لتعاونها الكامل إن من حيث تأمين مقر الاقتراع أو سير العملية الانتخابية.

مآخذ في دبي

في القنصلية اللبنانية العامة في دبي صوّت نعيم حلبي للائحة نجيب ميقاتي كما قال، مضيفاً: "أنا اقترع عن دائرة الشمال الثانية، الجو العام جيد، لا احد يتعرض لأحد، توجد زحمة في الاقلام المسجل فيها عدد كبير من الناخبين، لاحظت ان اكثر ماكينة مجهزة ومنظمة ومستعدة هي تلك الخاصة بحزب القوات اللبنانية". وعن مآخذه على العملية الانتخابية أجاب: "يعاني الناخبون من ارتفاع درجة الحرارة، حيث إن الاقتراع في الساحة الخارجية، كما أن المظروف الذي نضع فيه اللائحة المنتخبة لا يختم ولا يلصق". لا بل ان مندوبة الجمعية اللبنانية لديموقراطية الانتخابات (لادي) تحدثت منذ الصباح عن مخالفات حصلت في أحد الاقلام في دبي، من خلال اضافة بعض الأسماء على لوائح الشطب بخط اليد، الأمر الذي نفاه أمين عام وزارة الخارجية هاني شميطلي، مؤكدا من جهة ثانية أن "المظروف لا يختم أو يلصق خوفاً من تمزق ورقة الاقتراع عند فتحه".

كما أكد كريم ناصيف الذي انتخب عن دائرة الشوف - عاليه أن "التنظيم جيد، نشكر شرطة دبي على ذلك، والمندوبون جيدون لكن بطيئون ربما لأنها المرة الأولى، كما أن أمراً آخر خارج عن سيطرة الجميع، هو أن الطقس حار، لذلك أقلام الاقتراع يجب ان تكون في داخل القنصيلة، ومع هذا أتمنى أن تستمر عملية الاقتراع في الخارج في الانتخابات المقبلة". وعن أمله بالتغيير أجاب: "صفر، على الرغم من تصويتي للائحة المجتمع المدني، لكن تركيبة النظام اللبناني وتركيبة التحالفات غير المبدئية والقائمة على مصالح مشتركة آنية، جعلت من التغيير أمراً مستحيلاً هذه المرة".

أبو ظبي... رضى ولكن

ابناء الجالية اللبنانية في أبو ظبي - الإمارات العربية المتحدة راضون عن عملية الاقتراع، وإن كانت تحتاج الى مزيد من التنظيم كما قالت لينا، حيث إن "الوصول الى قلم الاقتراع استغرق وقتاً يقارب الساعة، لكن الإدلاء بصوتي كان سهلا وسريعاً، أياً يكن، هي خطوة جيدة بالنسبة إلينا كمغتربين، إذ لم نعد بحاجة إلى أن نترك أعمالنا في أبو ظبي والتوجه إلى لبنان للمشاركة في العملية الانتخابية، ومع هذا نأمل أن يحصل فرز الأصوات بشفافية، لاسيما وأن المظروف غير ملصق، ما يطرح عدة علامات استفهام"، من جانبه شكر نبيل قنصل لبنان الذي تأهب منذ الصباح لمساعدة اللبنانيين والوقوف على كافة التفاصيل، معبراً عن فرحته بهذا اليوم، متمنياً ان تستمر هذه الخطوة في الانتخابات القادمة".

المملكة... منافسة وخشية

"اقترع في السفارة اللبنانية في الرياض الجمعة 27 نيسان 7 صباحاً الى 10 مساء"، رسالة وصلت على هواتف اللبنانيين في الرياض لحثهم على الانتخاب، بحسب ما قاله خالد سليم حيث لفت إلى أنه "لم يتنبه الكثير من اللبنانيين الى مهلة التسجيل، فجميع اصدقائي على سبيل المثال فاتتهم الفرصة": مضيفاً: "أنا من زحلة، أقترع في قلم سعدنايل، وكمغتربين نحتاج الى أي أمر يربطنا بالبلد"، مشيراً إلى أن المنافسة حامية، ولم أشاهد في مركز السفارة سوى ماكينة القوات وتيار المستقبل والحزب الاشتراكي، وما أخشاه ألا تكون الانتخابات نزيهه كون المظروف ليس ملصقاً، إذ ما الذي يمنع من تغيير اللائحة المنتخبة". في حين لا يزال محمد علاوي متردداً في التوجه إلى صندوق الاقتراع في قنصلية لبنان في جدة، والسبب كما شرح: "أنا ابن الكورة، أصوت في دائرة الشمال الثالثة، حيث لا لائحة للمستقبل بل للتيار العوني مدعومة من التيار الازرق، لذلك لست متحمساً لكل هذه العملية". وأضاف: "كما أن قانون الانتخاب الجديد عجيب غريب، لا أحد يفهم كيف تم تركيبه واي نتائج ستترتب عليه، أعتقد بحسب متابعتي أن كل الاحزاب ستخسر من مقاعدها ويبقى الامل ان يستطيع تيار المستقبل تلقي اقل الخسائر الممكنة، لذلك توجه أصدقائي منذ الصباح أبناء طرابلس وعكار للإدلاء بأصواتهم".

بين مصر والكويت

"الأمور تسير بهدوء في الكويت. أدليت بصوتي وعدت ادراجي الى المنزل"، بحسب ما قالته نسرين ابنة الشمال، مشيرة إلى أن "التنظيم جيد، لا مضايقات، العملية كانت سلسة، وقد فرحت كثيراً اني اقترعت من اجل التغيير، على الرغم من يقيني من صعوبة القضاء على هذه الطبقة الحاكمة ما دام في لبنان من يتبعون الاحزاب بطريقه عمياء". كذلك الحال في مصر حيث أكد فادي أن "الأمور تسير على ما يرام، الامن مضبوط، ما يهمنا نتائج الانتخابات، وعما إن كانت ستحدث تغييراً، فقد اكتفينا من ذات الوجوه على مدى كل هذه السنوات".

قطار الانتخابات انطلق، والجميع في انتظار محطته الأخيرة في السادس من الشهر المقبل والنتائج التي ستترتب على رحلته.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم