الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

لبنانية مرشّحة لمنصب في "الصحة العالمية": "شعوبنا أصحّ غدنا أفضل"

المصدر: "النهار"
ندى أيوب
لبنانية مرشّحة لمنصب في "الصحة العالمية": "شعوبنا أصحّ غدنا أفضل"
لبنانية مرشّحة لمنصب في "الصحة العالمية": "شعوبنا أصحّ غدنا أفضل"
A+ A-

من طرابلس مدينة العلم والعلماء إلى الولايات المتحدة حلقت ابنة الفيحاء في فضاء الصحة العالمية فحصدت جائزة أفضل موظفة فيدرالية متوجة على 10 ملايين موظف فيدرالي في أميركا. إنها رنا الحجة، الاسم بات معروفاً بعد عمل دام لأكثر من 25 عاماً في مجال الصحة العمومية وهي اليوم مرشحة لمنصب المدير الاقليمي لمكتب منظمة الصحة العالمية في الشرق المتوسط، تتنافس عليه مع سبعة مرشحين من دول عربية مختلفة رافعة شعار "شعوبنا أصح، غدنا أفضل"، وبفوزها ستكون أو لبنانية والمرأة الأولى تتبوأ هذا المنصب.

في الرؤية...

بثقة بالنفس مصدرها التمتع بخلفية تقنية قوية في مجال الصحة العامة وخبرة واسعة في مجال الصحة الدولية تتحدث الدكتورة الحجة لـ "النهار" عن حلمها بمنطقة أكثر أماناً يتمتع أهلها بصحة أفضل "لأن شعوبنا تستحق ذلك". تتطلع إلى ضمان ومنح كلّ إنسان في هذه المنطقة حقّه في أن ينعم بصحة جيدة حيث تبنى أنظمة صحية قوية ومهيأة للاستجابة السريعة للتعامل مع الأزمات وحالات الطوارئ، وهكذا "يتكوّن لدى الناس مفهوم ممارسات العيش الصحية فيعتمدونها" برأي الحجة. واثقة بأنها ستتمكن من تحقيق هذا الحلم بـ"العمل معاً والثقة بمهاراتنا ومواردنا"، ومن أجل ذلك تتمثل رؤيتها في تسخير المواهب والموارد الموجودة في المنطقة وخارجها لضمان التغطية الصحية الجيدة والشاملة لكل شخص لا سيما للنساء والأطفال للقضاء على أوجه عدم المساواة في الحصول على الرعاية الصحية.


هذه هي التحديات

شعرت الحجة بأن المنطقة اليوم وأكثر من أي وقت تحتاج لأبنائها فقررت العودة من الولايات المتحدة لتأدية مهمتها الإنسانية "اذا لم أعد اليوم في ظل كل ما نعانيه من حروب ودمار وأزمات إنسانية وانتشار أوبئة خطيرة تهدد الأرواح والأمن الصحي فمتى أعود؟". يقدم المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط خدماته لـ22 دولة عضواً، 19 منهم دول عربية، واضطلع بالشراكة مع حكومات ومؤسسات وطنية وإقليمية بدور مهمّ في إحراز تقدم على المستوى الصحي، لكن الحجة تلفت الى أن "عدداً من البلدان لم تستفد من هذه المكاسب الصحية، والآن، حان وقت التحرك بسرعة نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة". تدعم الحجة مشاركة نسائنا المتزايدة في الحياة العامة، وتؤكد قدرتنا على السيطرة على الأمراض المعدية وتحقيق أداء أفضل في التعامل مع الأمراض غير المعدية. والصحة بالنسبة إليها عنصر أساسي في الجهود الرامية إلى إعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاع في العديد من بلداننا التي عانت الصراع لسنوات عدة.

كيف نمضي قدماً؟

لتحقيق رؤيتها، تقول الحجة "نحن بحاجة إلى التزام من جميع بلداننا، ونحتاج إلى بناء قوة عاملة ماهرة في مجال الصحة، فضلاً عن أنظمة قوية وآليات فعالة للاستجابة للتحديات المختلفة، تعزيز نظم المعلومات والقدرات البحثية لدينا لتوفير البيانات التي نحتاجها بهدف اتخاذ قرارات مستنيرة".

مسيرة مهنية تؤهلها تبوء المنصب

تشغل الحجة منصبًا قياديًّا في مجال الصحة العامة وتتمتّع بخبرة واسعة في مجالَي الصحة العالمية والسياسة والديبلوماسية الصحية، بخاصة في منطقة الشرق الأوسط، كذلك تتمتع بخبرة طويلة في مجال الإدارة التنظيمية.
تحتل حاليًّا منصب مديرة الوقاية من الأمراض السارية ومكافحتها في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط. وقبل أن تنضمّ للمكتب في عام 2016، عملت لمدّة 23 عامًا مع مراكز الولايات المتحدة الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، ساهمت في تطوير العديد من السياسات العالمية المختلفة للوقاية من الأمراض الانتقالية. 

خلال مسيرتها المهنية، ركزت على تحسين الصحة في البلدان منخفضة الموارد وعلى خدمة السكان المحرومين فنجحت بين الأعوام 1996 و2016، في إدخال اللقاحات المضادات الحيوية إلى أفقر البلدان من أجل الوقاية من التهاب السحايا والالتهاب الرئوي لدى الأطفال. وقد اعترف بهذا العمل باعتباره أحد أهم قصص النجاح التي حققها التحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع. وطوال المسار تولّت إدارة أقسام متزايدة التعقيد ومبادرات ذات الميزانيات الضخمة، عملت مع وزارات الصحة وحكومات في الشرق الأوسط وحول العالم، وتتقن تمامًا اللغات، العربية (لغتها الأم) والفرنسية والإنكليزية.
نشأتها في لبنان أثناء الحرب الأهلية ساعدتها في مراعاة الفوارق الثقافية والاجتماعية والسياسية واكسبتها فهماً متعمقاً وتقديراً واقعياً لأهمية إدراك تلك الفوارق خلال مسيرتها المهنية لكونها عملت في بلدان في مناطق مختلفة من العالم وتعرضت لثقافات شتى فاستطاعت فهم واستيعاب الفوارق الكامنة بين هذه الثقافات والسياقات السياسية والاجتماعية.

تعتقد الحجة أن منظمة الصحة العالمية هي المكان الذي ستُستَغل فيه خبراتها على النحو الأمثل، و"بعد وجودي في المنظمة لأكثر من 18 شهراً وعملي مباشرة مع بلداننا، أقول إن كثيراً منها يواجه حالات طوارئ معقدة، وأتطلع إلى مساعدة إقليم شرق المتوسط مع الحفاظ على مستوى عالٍ من النجاح والكفاءة للوصول إلى جميع الناس". 

تدعم الدولة اللبنانية الدكتورة الحجة وتأمل الأخيرة استمرار ذلك. ربما يحمل التاسع عشر من أيار، يوم الانتخاب، قصة نجاحٍ جديدة يكتبها أبناء هذا الوطن تضاف الى سلسلة النجاحات التي حققوها داخل لبنان وخارجها.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم