الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

"المدنيون" يخوضون المعركة في "دائرة الرئاسة" علی صعوبتها

ندی أيوب
"المدنيون" يخوضون المعركة في "دائرة الرئاسة" علی صعوبتها
"المدنيون" يخوضون المعركة في "دائرة الرئاسة" علی صعوبتها
A+ A-

يخوض "المدنيون" مجتمعين في لائحة واحدة "كلنا وطني" معركةً انتخابية حامية في "دائرة الرئاسة" التي تضم مرشحين ولاعبين أساسيين محتملين لرئاسة الجمهورية، تضم قضاء بشري الأعز على "القوات اللبنانية"، وزغرتا مركز الثقل السياسي والانتخابي لزعيم تيار "المردة"، والبترون معقل ومسقط رأس رئيس التيار "الوطني الحر" جبران باسيل. إنها دائرة الشمال الثالثة، والى جانب "الطامحين" الثلاثة وما يمثلونه من قوى مارونية أساسية تبرز على ساحتها قوى سياسية أخرى كـ "الحزب السوري القومي الاجتماعي"، تيار "المستقبل"، النائب بطرس حرب، رئيس "حركة الاستقلال" ميشال معوض وحزب "الكتائب اللبنانية". فأي معركة تنتظر "قوى التغيير" المُعارِضَة وكيف تتحضر لها؟

حوّل القانون الانتخابي الجديد هذه الدائرة الى مركز الثقل المسيحي شمالاً مُمَثلاً بنحو 221000 ناخب مسيحي من أصل 246000 ناخب عموماً، بجمعه الأقضية الأربعة (بشري، البترون، الكورة، زغرتا) في دائرة واحدة بعدما كانت منفصلة في القانون السابق، في حين أن مجموع الناخبين المسلمين فيها بين سني وشيعي يفوق الـ 25000 ناخب. حصتها من مجلس النواب 10 مقاعد، 7 للموارنة يتوزعون بين 2 في البترون، 2  في بشري، 3 في زغرتا، و3 مقاعد للروم الأرثوذكس في الكورة، وقساوة المعركة فرضت أن نكون أمام 4 لوائح تتنافس على المقاعد العشرة. لائحة "الشمال القوي" يرأسها الوزير جبران باسيل، بالتحالف مع حركة "الاستقلال" و"المستقبل"، لائحة "نبض الجمهورية القوية" شكلت بالتحالف بين "القوات" و"الكتائب"، لائحة "معاً للشمال ولبنان" التي جمعت النائب بطرس حرب مع "المردة" والحزب "السوري القومي الاجتماعي"، أما اللائحة الرابعة فهي الوحيدة التي تمثل المجتمع المدني وستخوض المنازلة الانتخابية الحامية المرتقبة باسم لائحة "كلنا وطني" وتضم ممثلين عن حركة "مواطنون ومواطنات في دولة"، "حزب سبعة" و"حركة صحّ".

تُدرِكُ المرشحة على لائحة "كلنا وطني" ليال بو موسى صعوبة المعركة وتردّها في حديث الى "النهار" لـ "انعدام التكافؤ في الإمكانات مع قوى السلطة وليس لكونها معركة الرئاسة، على اعتبار أن أياً من "الطامحين" الثلاثة ليس أهم من أي مرشح ماروني في الدائرة يحق له تبوّء سدة الرئاسة". تعتمد "كلنا وطني" على حملة انتخابية غير تقليدية، وعنها تقول بو موسى: "ننوجد كمرشحين على الأرض بين الناس لنثبت أننا مرشحون من الناس ولهم وأن "صورة" النائب لا تختزلها المواكب، فهم ليسوا آلهة كي يحتموا من المواطنين الذين يلهثون خلفهم في فترة الانتخابات"، لافتة الى أن "التفاعل كبير واندفاع الناخبين ملموس، وهم يعلمون أننا نمثلهم، لكن اللبنانيين اعتادوا أن ينتخبوا طرفاً انتقاماً من طرف آخر ونحن من جانبنا نعمل ليعتاد الناس الخيار البديل وبلوغ مرحلة الانتخاب لأجل مستقبلهم ومستقبل أولادهم". هدف "كلنا وطني" بحسب بو موسى ترجمة حالة الرفض والغضب في لائحة تحمل فكراً واحداً وخطاً واحداً على عكس لوائح السلطة الجامعة للتناقضات والأضداد".

من جانبه الخبير الدستوري والباحث السياسي الدكتور عادل يمين رأى في حديث الی "النهار" أن "القانون النسبي أعطى للقوى الصاعدة الأمل بالتمثل وما يسري على باقي الدوائر يسري على هذه الدائرة من حيث إعطاء الأمل في ظل النظام الإلغائي السائد. ولكن الأمل في ظل النظام الجديد والذي يكفل التنوع والتعددية يبقى مرهوناً بإمكان حصول اللائحة على الحاصل الانتخابي حتى تتأهل للتمثل بأحد المقاعد وكلما حصلت على حاصل إضافي ارتفع نصيبها بمقعد اضافي. ولكن هذه الدائرة نظراً إلى كونها تختزن قوى سياسية كبرى واحزاباً قوية وعريقة وذات أوزان تمثيلية يعتد بها تبدو المنافسة التي تخوضها القوى الصاعدة ذات النشأة الحديثة صعبة وحظوظها محدودة".

صحيح ان الحاصل الانتخابي سيوازي بحسب الخبراء 12 الف صوت، وصحيح ايضاً ان معركة القوی الخارجة عن اصطفافات السلطة ليست بالسهلة، الا أن مقارعة السلطة في إحدی اهم الدوائر امر يحتاج للكثير من الشجاعة والجرأة ويعكس رغبة جامحة بالتغيير.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم