السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

حنّا لحود الخدوم والضاحك والمحبّ... الصليب الأحمر الدولي يتذكّره

المصدر: "النهار"
"النهار"
حنّا لحود الخدوم والضاحك والمحبّ... الصليب الأحمر الدولي يتذكّره
حنّا لحود الخدوم والضاحك والمحبّ... الصليب الأحمر الدولي يتذكّره
A+ A-

أردي الشاب حنا لحود برصاصة بعد أن كان خاض أشرس المعارك الحياتية وخرج منها منتصراً. يختصر الكلام بعبارة: "ما حصل ليس مكافأة حصل عليها، بل شيء مؤلم وحزين". وهي عبارة تقولها لـ"النهار" المتحدثة الرسمية باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر يارا خواجة. لكل من لا يعرف شيئاً عن حنا، سوى تفاصيل مصرعه الأليم في اليمن، يكفي القول إنه كان منتمياً الى أفكاره بشكل حقيقي وحارب السرطان وانتصر عليه. تروي خواجة أن "حنا شاب مميز، وأنا لا أقول ذلك لأننا فقدناه فتحوّل فجأةً الى مميز. لا تربطني به صداقة شخصية، ولكنني سمعت عنه الكثير. غير أنه كان متفوقاً في الصليب الأحمر اللبناني لسنوات، وخدم فيه في مراحل مرّ فيها لبنان بصعوبات ونزاعات، ولكنه لم يتوانَ يوماً عن تأدية مهمته. ومن ثم انتقل الى اللجنة الدولية للصليب الأحمر سنة 2010 وتوسّع نشاطه ليضم بلداناً مختلفة منها العراق واليمن مؤخراً، وأقام فترة في المقر الرئيسي للجنة في جنيف".

خلال تلك الفترة كان حنا مصاباً بمرض السرطان، تضيف خواجة، وواجهه لمدة سنتين وانتصر عليه. قلّة قليلة من الناس ينتصرون على هذا المرض، وفي هذه الفترة تحديداً كان حنا ينشر الفرح في قلوب الناس. وسمعت أنه عندما فقد شعره بفعل العلاج الكيميائي، كان يضع شعراً مستعاراً ملوناً ويضحك الممرضات لأن روحه حلوة وجميلة. وكانوا يسمونه "بوحة" في الصليب الأحمر اللبناني، لأن صوته كان جميلاً كالفنانة صباح. وكان حنا منتمياً الى أفكاره بشكلٍ حقيقي". 

لا يكمن التحدي في الانتساب الى الصليب الأحمر بقدر ما هو الانتماء الى الأفكار التي تجسدها المؤسسة. تربى حنا في الصليب الأحمر وتربت فيه مفاهيم الانسانية وتجذرت فيه فكرة عدم التحيّز، تقول خواجة، ذلك على قاعدة أن مساندة الناس، هي مساندة لكلّ محتاج، على اختلاف العرق والدين واللون والجنسية. يبلغ عمر حنا 37 سنة وعاش أكثر من نصف عمره في خدمة الناس، وكان موجودا في اليمن لأن الشعب اليمني بحاجة اليه وهو شعب يعاني بشكل يومي، لذلك نتواجد في اليمن وحنا كان واحداً من بين كثر من الزملاء الموجودين الذين يعملون بشكلٍ يومي بغرض المساعدة. من هنا، نقول إننا لسنا هدفاً أو طرفاً في النزاع، ولا يجب استهدافنا بأي لحظة، وإن كان الاستهداف عرضياً، لكننا لسنا هدفاً، وأتمنى ان تصل الرسالة إلى أوسع ما يكون".

وفي السؤال عن تفاصيل ما حصل مع حنا، وما إذا كان استهدافاً من عدمه، تجيب خواجة أن "اللجنة الدولية للصليب الأحمر لا تزال تتقصى عمّا حصل بالضبط. ولا أحد لديه المعطيات الكافية حتى الساعة عمّا حصل بدقة. وعند توصل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الى خلاصات، تتواصل مع كافة الأطراف، وهو جزء من عملها الحيادي مع كافة الأطراف لتوصل الرسالة بضرورة الالتزام بالقانون الدولي الانساني".

وعن اجراءات نقل حنا الى لبنان وتاريخ وصوله، "تتابع اللجنة الدولية للصليب الأحمر دقيقة بدقيقة متى يمكن أن يعود جثمان لحود. لا معطيات عن تاريخ وصوله. ومن ثم يحدد تاريخ الجناز والدفن في وقت لاحق. لكن لا معطيات عن التاريخ".

ويذكر أن اللجنة الدولية أفادت في حسابها بـ"تويتر" أن "مسلحاً مجهولاً أطلق النار على سيارة تقل فريقه، أدى الى مقتل أحد موظفيها اللبناني حنا لحود في مدينة تعز اليمنية". وأوضحت عبر موقعها الالكتروني أن "لحود كان يعمل في بعثة اللجنة الدولية وكان مسؤولاً عن برنامج الاحتجاز في اليمن. وكان في طريقه لزيارة أحد السجون السبت، عندما هاجم مسلحون مجهولون سيارة اللجنة الدولية التي كان يستقلها على أطراف مدينة تعز".



حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم