الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

لماذا تبدو اليابان قلقة من التقارب بين واشنطن وبيونغ يانغ؟

المصدر: "النهار"
جورج عيسى
لماذا تبدو اليابان قلقة من التقارب بين واشنطن وبيونغ يانغ؟
لماذا تبدو اليابان قلقة من التقارب بين واشنطن وبيونغ يانغ؟
A+ A-

ويوم أمس الأحد، أعلن رئيس الوزراء اليابانيّ شينزو #آبي أنّه "يرحّب بالخطوات الإيجابيّة لكوريا الشماليّة" لكن ليس لبلاده "أيّ نيّة في المرحلة الحاليّة" لتخفيف العقوبات عن بيونغ يانغ. وقد شدّد آبي على أنّه من المهمّ جدّاً تحقيق تقدّم في قضيّة المختطفين "أكثر من أيّ أمر آخر"، خلال لقائه عائلات المختطفين اليابانيّين في كوريا الشماليّة. وحضر اللقاء شيجيو إيزوكا رئيس لجنة المختطفين في كوريا الشماليّة حيث تعود قضيّة بعض المخطوفين إلى أكثر من 40 سنة. وكان لافتة للنظر في هذا السياق الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الياباني إلى الولايات المتّحدة أواسط الأسبوع الماضي حين اجتمع خلالها بالرئيس الأميركي دونالد #ترامب. وقال آبي إنّه تمكّن من إقناع الأخير بالتطرّق إلى هذه المسألة حين يجتمع بكيم. لكن لدى البعض أسبابه التي تدفعه إلى أّلا يبدي تفاؤلاً في هذا المضمار.


ما الذي تخشاه العائلات؟

خلال مقابلة مع صحيفة "ساوث شاينا مورنينغ بوست" يقول إيزوكا إنّ كوريا الشماليّة كانت تعاني تحت وطأة العقوبات الشديدة "ومن خلال العمل مع الولايات المتّحدة، أملْتُ في ان نكون قادرين على المطالبة بقوّة بعودة أقربائنا سالمين". لكنّه بات يعتقد بأنّ القضيّة الأساسيّة اليوم باتت متمحورة حول الملفّ الكوريّ النوويّ لذلك لن يتمّ التطرّق إلى قضيّة المعتقلين بالشكل الكافي والمرغوب به من قبل هؤلاء. ويشرح مراسل الصحيفة في طوكيو جوليان رايل، أنّ عملاء كوريّين شماليّين اختطفوا يابانيّين لتحويلهم إلى جواسيس لصالح بيونغ يانغ، بينما يختلف الموضوع مع المعتقلين من كوريا الجنوبيّة الذين كانوا مجرّد صيّادي سمك أضلّوا الطريق. بينما شدّد أستاذ العلاقات الدوليّة في جامعة فوكوي الدوليّة على أن لا مؤشّرات حول تليين موقف آبي حول هذه المسألة. وقال للصحيفة إنّ ضغطاً كافياً على كوريا الشمالية مقترناً برفع مسألة حقوق الإنسان إلى التفاوض يمكن أن يفتحا كوّة في جدار الملفّ.


الأمن القوميّ

في جميع الأحوال، لم تكن قضيّة المعتقلين المسألة الشائكة الوحيدة بين طوكيو وبيونغ يانغ. فحين كانت الأخيرة تشنّ تجاربها الصاروخيّة والنوويّة، أطلقت أكثر من صاروخ بالستيّ وفي أكثر من مناسبة فوق الأراضي اليابانيّة كما حصل في أشهر آب وأيلول وتشرين الثاني من السنة الماضية. ولعلّ هذه الاستفزازت الخطيرة تبقي اليابانيّين قلقين من نوايا كوريا الشماليّة ومطالبين باستمرار أقصى الضغوط الممكنة على بيونغ يانغ خوفاً من انعكاس أيّ تراخٍ دوليّ محتمل في هذا الملفّ على الأمن القوميّ لليابان. لكن إضافة إلى أمنها الإقليميّ، تتخوّف طوكيو من تراجع دورها الإقليميّ مع تراجع التوتّر في المنطقة. وهذا ما سلّطت تارا شان الضوء عليه في موقع "بيزنس إنسايدر" الأميركيّ أواخر الشهر الماضي.


انزلاق يابانيّ

بالنسبة إليها، تنزلق اليابان إلى المشهد الخلفيّ في المنطقة. فبعد زيارة كيم إلى الصين واجتماعه برئيسها شي #جينبينغ حرصت بيجينغ على إعلام الولايات المتّحدة وكوريا الجنوبيّة بهذه الزيارة، الأمر الذي لم يحصل مع اليابان. وذكرت أنّ آبي تواصل مع ترامب هاتفيّاً 13 مرّة في أقلّ من سنة، أكثر من جميع الاتّصالات التي أجراها آبي مع أوباما طوال فترة ولايته الثانية. وقد حاول آبي التقرّب من الرئيس الأميركي لإقامة علاقة غالباً ما اتّخذت شكل "ديبلوماسيّة الغولف". وأضافت أنّ طوكيو وجدت نفسها فجأة على الهامش بعدما لم يتمّ وضعها مسبقاً في أجواء نيّة ترامب بقبول عقد لقاء قمّة بين واشنطن وبيونغ يانغ. وأضافت أنّ اللقاءات الإقليميّة والدوليّة التي عُقدت أو ستُعقد مع كيم، تترك اليابان كدولة إقليميّة وحيدة لا تنخرط بشكل نشط في المحادثات.




تحاول اليابان دوماً أن تكون جزءاً من الصورة الإقليميّة المتغيّرة لكنّ وضعها ليس سهلاً. تتمتّع طوكيو بخطوط تواصل مع كوريا الجنوبيّة حول الملفّ، خصوصاً أنّه في وقت لاحق من هذا الأسبوع، من المتوقّع أن يلتقي كيم بنظيره الكوريّ الجنوبيّ مون جاي إن. لكن قد تحمل قضيّة المعتقلين تبايناً في وجهة نظر الدولتين إلى المحادثات مع اختلاف أهمّيّة تلك المسألة بالنسبة إلى الطرفين. من جهته، قد يبقي لقاء ترامب-آبي الأخير الهواجس اليابانيّة على طاولة المفاوضات، إذا ما استمرّت الولايات المتّحدة في أخذ مصالح حليفتها التاريخيّة بالاعتبار. لكن إلى الآن، يبدو أن لا شيء مضموناً بالنسبة إلى اليابانيّين. توقيع عقود دفاعيّة مع كندا قد يبرز أنّ هنالك حاجة لإيجاد احتياط أو سند لدور طوكيو في منطقة الهادئ.










الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم