الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

ابن الـ93 سنة ينشر كتابه الاول... الحلم لا عمر له فابدأ بملاحقته!

منى يعقوب
ابن الـ93 سنة ينشر كتابه الاول... الحلم لا عمر له فابدأ بملاحقته!
ابن الـ93 سنة ينشر كتابه الاول... الحلم لا عمر له فابدأ بملاحقته!
A+ A-

لكُنت اخترت أشهر صحافي أو كاتب مقالات لتغطية هذا الحدث الصغير، وإنما لا لن أجد أي شخص يدرك شغفه بالقراءة وولعه بكتابة أبيات الشعر الحقيقية والساخرة كما أفعل فاسمحوا لي أن أطيل عنه الكلام، وأن أُجلّ الحدث وأبهره قليلاً. 

ها هو تجاوز الثمانين ولم يسأم عيشه لا بل كلّله بكتابه الأول وحقق ما أمضى في خدمته اكثر من منتصف النهار والليل لسنين أضاع فيها ساعات طوال ليجد فيها نفسه بين رفوف المكتبة غارقاً ببحر بيوت الشعر، لتنقذه أصوات قوافي أمواجها.

تراه شارد الذهن، يفكر ويتلو أبيات الشعر وحده في الغرفة أو في الطريق حتى من رآه ظن بانه مجنون يكلم نفسه وانما هو يحدث أفكاره ويخاطب من قرأ لهم من فلاسفة وكتاب وشعراء.

قد لا يتقن أصول الصرف والنحو ويخطئ إملائياً، فهو لم يلتحق بالمدرسة ولم تطأ قدماه الجامعة. بل كان يفلح الارض ويزرعها فهذا ما اراده والده نتيجة الفقر والحاجة الى القوت، فلم تكن الكتابة حينذاك ستطعم بطونهم الجائعة.

لكن نهمه للقراءة وصفّ الحروف أطعم مخيلته التي راحت توصّف الواقع الذي عاشه ليتمكن هذه السنة وبعد عناء الانتظار من إنهاء كتابه الاول...


 اخترت أن أكتب عنك وعن روحك المرحة وإنجازك الاول والفريد، فليس من السهل ان نعيش كلما كبرنا في العمر. ففي المراهقة نفقد الحافز تارة ونلعن العتمة تارة اخرى، أما هو فقد أضاء الشمعة..!

انا فخورة بيديك التي تقلب الصفحات، والفرحة التي تفيض من عينيك اللتين ارهقتهما الاسطر، وانظر اليك بقلبي، أدخل غرفتك، أقبل رأسك ووجنتيك، تبتسم وتروي لي عما مر من عبرة تحت ناظريك وتذكرني بأن العلم لا ينتهي وتطلب مني أن اقرأ كاتباً ريثما أجد وقتاً لذلك.

أبتسم واخرج من الغرفة، ابحث عن كلماتي الا ان شهادتي بثقافتك مجروحة، فهي تخيط في داخلي أملاً اننا مهما كبرنا لا بد للحلم من ان يتحقق كلما صبونا اليه من دون تعب رغم التعب!!

لم أعهدك غير ذلك، اكتب لك في الـ 24 مستذكرة الرجل الذي لا يزال يسعى خلف لذة الثقافة ولذة الطعام معاً مكرراً جملته المعتادة:" يا جدو بقول برنارد شو لا حب كحب الطعام"!

يضحك كطفل حصل على مبتغاه من الحلوى، أجاريه فنعم إنه جدّي الذي كان يأخذني الى السرير عندما ارفض النوم، يروي لي قصة ولطالما احببت هذا الجزء قبل الخلود للنوم وما زلت حتى اليوم، تشعرني القصة بالأمان والطمأننينة ولذلك اغض النظر وانصرف، فحلوى مقابل قصة! والآن حان دوري!

أكتب لك يا جدي وتعجز الكلمات عن مجاراة عواطفي، حيث عند المحبة تغيب موضوعيتي في وصفك وفي وصف فخري بك رغم كل الأخطاء وحبك للقوافي!

أخيراً، هنيئاً لقلبك الشغوف باكورة كتبك "حدائق السرو" آملةً أن ما زرعته من ورود في حديقة منزلك القديم قد أزهر في حديقتك الآنية سروراً أبدياً فالحياة تليق بك... والحلم يليق بقلبك أكثر...

حفيدة فخورة.

* توقيع الكتاب في 24 من الشهر الجاري في مكتبة بلدية حارة حريك الساعة السادسة مساءً.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم