"التيار والمستقبل " ضد "حزب الله وأمل" في الجنوب 3 والاعتراض يساري

رست خريطة المعركة الانتخابية في الدائرة الثالثة في الجنوب على ست لوائح انتخابية، بينها لائحتان للسلطة، تتمثل الأولى بتحالف الثنائي الشيعي أي "حزب الله" و"حركة أمل" مع الحزب التقدمي الاشتراكي والقومي والبعث، والثانية بتحالف التيار الوطني الحر والمستقبل وطلال أرسلان، فيما اللوائح الاربع الباقية التي تصنف في خانة المعارضة، تدور إثنتان منها في فلك السلطة أو فيها أحد ممثليها. وهناك لائحتان، واحدة مدنية لم تستطع أن تستقطب اسماء متنوعة، والثانية معارضة سياسية تتألف من اليسار والمستقلين. وتتنافس اللوائح على 11 مقعداً، 8 شيعة ومقعد لكل من الأرثوذكس والسنة والدروز. لا يعني تعدد اللوائح الانتخابية في هذه الدائرة التي تعتبر الأكبر في لبنان، أن المعركة متكافئة، لكنها تحمل رسائل مختلفة ولها دلائل تتصل بخاصيّة المنطقة وموقعها التاريخي في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي، والتي كان لليسار بصمته الأولى فيها، فيما الهيمنة اليوم يتولاها “حزب الله” ويتصرف على أنها ساحته ومنزله، ولا يحتمل خروقاً في خزّانه الرئيسي سياسياً وطائفياً. لذا تأخذ الانتخابات في دائرة الجنوب الثالثة أبعاداً مختلفة سياسياً بينها الطائفي والوطني والاجتماعي، بينما الذي يخوضها أكثر صدقية من موقع المعارضة الديموقراطية المستقلة، يتمثل بلائحة اليسار والمستقلين، لما تتخذه من بعد تحاول خلاله قوى الاعتراض هذه استعادة النبض والبناء والاستقطاب الشعبي مجدداً، وإن كانت أزمات كثيرة تعصف باليسار الذي أضاعت مكوناته فرصاً عدة ووقتاً كان يمكن لو كانت الأمور السياسية أكثر...