السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

مرشحة لبنانية تثير مجتمع الميم... وهذا ردّهم!

غوى أبي حيدر
مرشحة لبنانية تثير مجتمع الميم... وهذا ردّهم!
مرشحة لبنانية تثير مجتمع الميم... وهذا ردّهم!
A+ A-

تستقبلك المرشحة عن مقعد الأقليات في دائرة بيروت الأولى، جينا شماس، على صفحتها في فيسبوك بفيديو قصير يعبر عن اهتمامها بقضايا الشباب وأحلامهم مصورةً نفسها التمثيل المناسب لكل شاب يطمح بلبنان أفضل.

لكن للأسف، تفاجئنا جينا بفيديو آخر عن قضية تهم كل شاب وشابة وهي الهوية الجنسية. يبدو أن جينا نسيت أنّ هناك شريحة كبيرة من الشباب والشابات تعيش بهوية جنسية أو جندرية لا تتطابق مع مفهومها "للطبيعي". فقد نشرت النقابية فيديو تشرح فيه أنّها تحترم جميع الحريات لكنّها ترفض تشجيع الشباب على المثلية الجنسية مشيرةً إليها بعبارة "شواذ جنسي". تستغل جينا هذه القضية طبعاً لأنّها مثيرة للجدل إذ أنّها تتعارض مع بعض المفاهيم التي تتبعها أغلبية المجتمع اللبناني، تجذب إليها بذلك هذه الأغلبية باستضعاف فئة أخرى.

في ظل كل ما يمر به مجتمع الميم اللبناني من قمع حريات ورفض، اختارت المرشحة انتقاد قضاياهم وتهميشهم بدلاً من أن تستخدم حملتها للتوعية الإجابية. نسيت جينا أنّ بفترةٍ من الفترات كانت (وما زالت) تعيش نفس معاناة مجتمع الميم عندما تعرضت المرأة للتهميش من المشاركة بالحياة السياسية في لبنان وذلك بسبب نظرة البعض إليها كناقصة عقل ونسيت كم كافحت النساء كي يخرجن من التفكير النمطي الذي يضعهن بخانة المستضعفين في المجتمع، فقررت استخدام ترشحها كي تقمع فئة من المجتمع بدلاً من أن تشعر بمعاناتهم التي مرّت بها في يوم من الأيام. 

مجتمع الميم في لبنان عليه أن يواجه "رهاب المثلية" قبل أن يخطو أي خطوة بالتعبير. عليه أيضاً أن يحارب هذا الاستغلال الذي تمر به قضيته قبل أن يخطو أي خطوة نحو التغيير. جينا بحملتها ركزت على مشاكل اقتصادية واجتماعية أخرى ولا يمكننا أن ننكر هذا أو أن نتهمها أنّها اختارت هذه القضية تاركةً قضايا أهم. لكننا اليوم نلوم جينا لأنّها جعلت من قضية جوهرية مشكلةً وجعلت من مجتمع الميم "علّة" وطنية بدلاً من استخدام منصبها لتنصره. 

مسحت جينا الفيديو عن صفحتها وهذا بسبب التعليقات السلبية التي تركها روّاد الموقع والتبليغات التي تلقاها الفيديو وصفحتها. هذه التعليقات كفيلة أن تظهر أنّ مجتمع الميم ليس حاضراً وحده ليدافع عن قضاياه، بل هناك الكثير من الأشخاص الذين يتمتعون بالهوية الجنسية والجندرية "السوية" بحسب مفهوم جينا يدافعون عن مجتمع الميم ويحتضنون قضاياه. 

سلاح مجتمع الميم ومناصريه الوحيد هو تعليقات الكترونية وفيديوات طريفة ومناقشات. هذه الفئة لم تستخدم الخطف أو السلاح أو التخريب كي تدافع عن قضاياها وهذا كفيل بأن يظهر مدى "خطورتها" على المجتمع اللبناني. 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم