الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

"بلبل حيران"

سمير عطاالله
Bookmark
"بلبل حيران"
"بلبل حيران"
A+ A-
يعتز رؤساء أميركا بأن يتركوا للتاريخ أمرين: خطابهم يوم التنصيب، كمثل خطاب جون كينيدي الذي استشهد فيه بقول جبران خليل جبران: فكروا في ما تؤدّون لوطنكم، وليس في ما يقدمه الوطن لكم. وبعده يتركون بياناً بسياستهم الثابتة، وهو ما سمي "مبدأ"، وفي الدرجة الثالثة أوراقهم الرسمية التي تشرح تفاصيل المرحلة وأسبابها. كل هذا تغيَّر مع دونالد ترامب: لا خطاب للحفظ، ولا بيان للعودة إليه، ولا أوراق للمكتبة: تغريدة قصيرة، تليها تغريدة تلغيها، وتلحقها تغريدة تنقضها. بلبل في البيت الأبيض.قبل ثلاثة أسابيع غرّد ترامب أنه سوف يسحب قوات أميركا من سوريا. ثم استفاق العالم على تغريدة يقول فيها إنه سوف يوجه ضربة صاعقة اليها. ثم فعل. ثم أصبحنا صباح الإثنين، فإذا المغرّد الأول في العالم يُعلن ان الانسحاب سيكون أسرع مما تظنون.لا حليف يستطيع أن يبني سياسته استناداً الى تغريدة، ولا خصم ولا عدو. هذه المرة الأولى تعوم السياسة الدولية على مثل هذه البحيرة: ما من موجة في قياس الأخرى على رغم رتابة الفقش. او بالأحرى المدّ والجزر. نعم في الصباح، لا في المساء.الادارة الاميركية عودت العالم، لكي يفهم سياستها، أن يتابع وزارة الخارجية، ووزارة الدفاع، مستشار الأمن القومي. الجميع غابوا: إما مستقيلون وإما في الطريق الى الاستقالة، أو الإقالة، أو الطرد. والرئيس يغرد.قبل حتى ان يباشر المعنيون دراسة آثار الضربة الثلاثية، غرّد رئيس الولايات المتحدة الاميركية بأنه ماشٍ! إلى أين من هنا؟ إلى جدار المكسيك؟ إلى حرب السلع مع الصين؟ تابعوا التغريدة التالية. في غضون ذلك، اهرقت حول العالم مئات المليارات تحت وطأة...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم