الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

العرب أمام خيارات محدودة في مواجهة قرار ترامب عن القدس

العرب أمام خيارات محدودة في مواجهة قرار ترامب عن القدس
العرب أمام خيارات محدودة في مواجهة قرار ترامب عن القدس
A+ A-


يستبعد محللون ان يذهب زعماء الدول العربية أبعد من اعلانهم الأخير خلال قمتهم السنوية عن رفضهم قرار واشنطن عن القدس، نظراً الى قلة الخيارات المتاحة قبل شهر من موعد نقل السفارة الاميركية الى المدينة المقدسة التي تقع في صلب أحد أطول الصراعات في الشرق الأوسط. 

كما ان الدول العربية الكبرى وفي مقدمها السعودية، بدت في القمة التي استضافتها الظهران الأحد غير مستعدة للمخاطرة بعلاقاتها القوية مع ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب في ظل مواجهة اقليمية مستمرة مع الخصم الأكبر ايران.

وقال الخبير في شؤون الشرق الأوسط في "المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية" دوني بوشار: "بشكل عام، غالباً ما تكون القمم العربية خطابية أكثر منها عملية، ولا أظن ان الأمر سيتخطى العامل الخطابي" بعد قمة الظهران. وأضاف: "بالنسبة الى السعودية، الأولوية هي للعلاقة مع واشنطن".

وتعتبر إسرائيل القدس بشطريها "عاصمتها الأبدية والموحّدة"، في حين يطالب الفلسطينيون بأن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة. وكان ترامب أثار غضب الفلسطينيين حين أعلن في كانون الاول من العام الماضي اعترافه بالقدس عاصمة لاسرائيل ونيته نقل السفارة الاميركية اليها في أيار المقبل. ويشكل هذا القرار قطيعة مع نهج ديبلوماسي تبنته الولايات المتحدة طوال عقود.

وترى المحللة السياسية الفلسطينية نور عودة انه لم تكن ثمة توقعات كبيرة قبل انعقاد القمة العربية من حيث كيفية تعامل الزعماء العرب مع هذا القرار. وقالت: "الناس العاديون، والسياسيون، يدركون حجم المشاكل... العربية، وان الحكومات العربية لن تواجه ترامب".

وأطلقت على اجتماع الظهران تسمية "قمة القدس". وندد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في الجلسة الافتتاحية بقرار الولايات المتحدة، وتبعه في ذلك زعماء دول عربية آخرون. كما أعلن الملك سلمان عن تبرعات بقيمة 150 مليون دولار للقدس و50 مليون دولار للاجئين الفلسطينيين.

وفي ختام القمة، اكّد المجتمعون في بيان انهم يرفضون القرار الاميركي، واصفينه بانه "غير شرعي". وقال مسؤول عربي إن "حتى أقرب حلفاء واشنطن (الرياض وأبوظبي والقاهرة) يدركون جيداً أنهم لا يملكون الكثير من الخيارات الديبلوماسية... هدفهم تحسين موقف الفلسطينيين قدر الامكان، انما لن يذهبوا الى حد المواجهة مع الادارة" الأميركية. ولاحظ الوزير السابق غسان الخطيب نائب رئيس جامعة بيرزيت قرب رام الله أن زعماء الدول العربية "ليسوا على استعداد للمخاطرة بعلاقاتهم مع الولايات المتحدة".

وصدر القرار الاميركي في شأن القدس وقت تشهد علاقة ادارة ترامب بالسعودية ودولة الامارات العربية المتحدة ودول عربية أخرى، تقارباً كبيراً بعد سنوات من الجفاء مع إدارة الرئيس السابق باراك أوباما على خلفية الموقف من طهران، الخصم الأكبر للرياض. وتخوض السعودية وايران منذ سنوات صراعات بالوكالة في الشرق الاوسط، من سوريا واليمن، الى العراق ولبنان.

وعشية قمة الظهران، نشرت صحيفة "الرياض" مقالاً لنائب رئيس تحريرها بعنوان "قمة الظهران... سلام مع اسرائيل ومواجهة مع ايران"، جاء فيه ان "على العرب أن يدركوا أن إيران أخطر عليهم من إسرائيل". وأضاف في دعوة غير مسبوقة في صحيفة سعودية: "لا خيار أمام العرب سوى المصالحة مع إسرائيل، وتوقيع اتفاقية سلام شاملة، والتفرغ لمواجهة المشروع الإيراني في المنطقة".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم