الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

حماوة الصفيح الطرابلسي تشتد... شتم وتحريض ونبش ماض

المصدر: "النهار"
طوني فرنجية
حماوة الصفيح الطرابلسي تشتد... شتم وتحريض ونبش ماض
حماوة الصفيح الطرابلسي تشتد... شتم وتحريض ونبش ماض
A+ A-

قبل أقل من عشرين يوماً على موعد الانتخابات النيابية اشتدت حماوة الصفيح الطرابلسي الساخن أصلاً ليتفلت الكلام "كيف ما كان" شتماً وتحريضاً ونبش ماض، حيث بلغت الأمور حداً لم تشهده انتخابات من قبل، ولم تتعود عليه طرابلس منذ القدم، فصحّ المثل القائل: "حميت وطار غبارها ويا مين يطفي نارها". وإذا كانت النار تأكل الأخضر واليابس فإن حماوة الانتخابات الطرابلسية أخذت بطريقها كل شيء كما "طوفان أبو علي" في خمسينات القرن الماضي، حيث أعيد بعده "نفض" التبانة والزاهرية، والمطلوب اليوم "نفضة" أخلاقية شاملة تعيد للمدينة سلامها وحسن معاملة الأهالي بعضهم بعضاً.

"لعن الله السياسة والسياسيين" يقولها احمد الغول وفي قلبه حرقة على ما آل اليه الخطاب السياسي من بعض السياسيين الذين "كنا نعتبرهم مثالا وقدوة، فإذا بنا نكتشفهم كما أولاد الأزقة أيام زمان لا تربية ولا اخلاق ولا من يحزنون".

الذي قاد احمد الى هذا الكلام التراشق الكلامي العالي النبرة من قبل النائب غير المرشح محمد الصفدي بحق الرئيس المرشح نجيب ميقاتي والردود عليه ومن ثم الرد على الرد ولاتزال طرابلس الى اليوم كما "ياجوج وماجوج" والقصف الكلامي أذكته مواقع التواصل الاجتماعي الفالتة على غاربها كيل شتائم في ما بين انصار الطرفين.

لم يصدق كثير من الطرابلسيين "أن الصفدي يمكن أن يصدر عنه كلام من النوع الذي يتنافى مع العادات والتقاليد الطرابلسية والآداب السياسية".

وعلم ان ان قيادة تيار العزم اصدرت تعميما على جميع كوادرها بعدم الرد على الكلام الذي ادلى به الوزير السابق النائب محمد الصفدي في حق الرئيس ميقاتي " .


 تجار طرابلس

تجار طرابلس الذين هالتهم لغة التخاطب السياسي اصدروا بياناً دعوا فيه السياسيين " الى الإرتقاء بالخطاب السياسي حفاظاً على نسيج المدينة التي ينبغي التنافس لأجلها لا عليها". وتمنّوا "على بعض الفرقاء العمل على وحدة الصف الوطني بدل العزف على وتر التفرقة والطائفية والمذهبية في سبيل مقعد نيابي من هنا أو مصلحة خاصة من هناك". وبيان التجار هذا جاء خوفاً على العجلة الاقتصادية من تفلت الشارع وطرابلس مقصد الشماليين كلهم لأنها "ام الفقير".


ريفي على الخط

وليست المعركة الحامية الوطيس محصورة بين العزم من جهة والصفدي والمستقبل من جهة ثانية بل هي دخلت الى قلب اللائحة المستقبلية منذ ايام عقب تصريحات نارية لمقربين من المرشح الوزير محمد كباره (ابو العبد) تتهم الوزير المرشح سمير الجسر بالسعي من تحت الطاولة لاكتساب الصوت التفضيلي المستقبلي والحليف دون توزيعه على بقية اعضاء اللائحة وبعد اخذ ورد اصدر الجسر بيانا دعا فيه الى "التخييط بغير هذه المسلة، فكلنا واحد".


كذلك، فإن سهام الوزير ريفي والمرشح توفيق سلطان لم توفرا المستقبل، فرد عليهما اليوم جورج بكاسيني قائلاً لسلطان: "هل يعقل أن تتهجم على الوزير محمد الصفدي الذي وقف بعد اغتيال الشهيد الرئيس رفيق الحريري وقفة رجل صادق مع انتفاضة الاستقلال فكان خطيباً في كل مناسبات "ثورة الأرز" وعلى كل منابرها في ساحة الشهداء وكل الساحات الوطنية السيادية، في وقت رئيس اللائحة التي ترشحتَ ضمن قائمتها لم يسمع منه الطرابلسيون خصوصاً واللبنانيون عموماً أي موقف مساند لثورة الأرز ولا حتى كلّف نفسه عناء المشاركة في أي مناسبة لها علاقة بهذه الثورة السيادية؟"



وردا على ريفي قال: "فقد استوقفتني كثيراً، كصحافي وليس كمرشح، مدلولات تهجمه عليّ بالشخصي بعد ساعات على ردّي بالسياسة على حملة الرئيس ميقاتي، الأمر الذي يؤكد المعلومات الصحافية والطرابلسية المتداولة بقوة في الآونة الأخيرة عن كون ميقاتي يدعم ريفي بكل الوسائل المتاحة باعتباره "يأكل من صحن" تيار "المستقبل".

أما عن قول ريفي بأنني أنتمي إلى المخابرات السورية، فلا بد هنا من نصيحة علمية لك سيادة اللواء: "الشائعة" هي بحد ذاتها علم يُدرّس في الجامعات ولا بد من أن تتمتع بصفات ومعطيات قريبة من الواقع والحقيقة لكي يصدّقك الناس وإلا ارتدت عليك سلباً، لذلك ما عليك سوى الترويج لشائعة منطقية أخرى تستهدفني بها غير هذه "النكتة".. وفي كل الحالات لا يستحق الرد على لواء المعارك الدونكيشوتية الخاسرة أكثر من ذلك".

والنزال السياسي هذا تلقفه المجتمع المدني فبشر بهزيمة كبرى للسياسيين في الانتخابات النيابية المقبلة اسوة بما حصل في الانتخابات البلدية فوزع الحراك بيانا بعنوان: سنخرقهم بعون الله ...

وجاء فيه: "حسب آخر استطلاع ميداني انتهى اليوم وبالرغم من الهوبرة والمواكب والصور والمهرجانات، فإن ٨٦% في مدينة طرابلس غير راضين عن السياسيين و٥٢% لن ينتخبوا أحداً منهم....


ستتكرر مفاجأة البلديات بحدود القانون النسبي أي سنخرقهم اذا ما نزلوا القرفانين من السياسيين وانتخبونا...

 كالعادة سيأتي من يشكك بهذا الكلام ونحن نتحداهم علنا أن يأتوا بشركاتهم وننظم استطلاعاً للرأي العام مشتركاً، شرط نشره والاعتراف به ...

وذيل البيان بتوقيع كل من لائحة المجتمع المدني المستقل وهيئة الطوارئ لإنقاذ مدينة طرابلس وحراس المدينة.

فهل تسجل في طرابلس اول انتفاضة سلمية حقيقية على السياسيين ويبدأ التغيير من الشمال؟




حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم