الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"شل" تعود للتنقيب في المياه العميقة بمصر... أبعاد سياسية واقتصادية

المصدر: "النهار"
القاهرة- ياسر خليل
"شل" تعود للتنقيب في المياه العميقة بمصر... أبعاد سياسية واقتصادية
"شل" تعود للتنقيب في المياه العميقة بمصر... أبعاد سياسية واقتصادية
A+ A-

وقال سامي إسكندر، نائب الرئيس التنفيذي لـ"شل"، في تصريحات إعلامية اليوم إن "الشركة قررت العودة مجددا للتنقيب والبحث عن الغاز والنفط في المياه المصرية العميقة في البحر المتوسط". وجاءت تصريحاته خلال الدورة التاسعة من مؤتمر ومعرض دول حوض المتوسط "موك 2018 " في مدينة الإسكندرية. 

تعاون أوروبي

وأكد وزير البترول المصري طارق الملا خلال كلمته الافتتاحية بالمؤتمر أن مصر تمتلك المقومات لأن تكون مركزاً إقليميا لتجارة وتداول البترول والغاز وذلك بهدف استغلال كل الإمكانات المتاحة في منطقة شرق المتوسط، وقامت فعلياً باتخاذ خطوات جريئة من خلال العمل على عدة محاور مختلفة من أهمها تشكيل لجنة حكومية تضم كافة الجهات المسؤولة في الدولة لإعداد إستراتيجية محددة لتحويل مصر لمركز إقليمي للطاقة".

وبشأن الهدف من تحويل مصر إلى مركز للطاقة، يقول المسؤول المصري إنه "جزء لا يتجزأ من مشروع تطوير وتحديث قطاع البترول، والذي يهدف إلى كشف الإمكانات الكاملة للقطاع بحلول عام 2021 كمحرك أساسي للتنمية المستدامة ونموذج يحتذي به لمصر الحديثة، وتحويله إلى قطاع اقتصادي في إدارة البترول والغاز بما يحقق قيمة مضافة أكبر تعزز مساهمته كمحرك للنمو الاقتصادي".

أبعاد سياسية واقتصادية

ويرى رمضان أبو العلا، نائب رئيس جامعة "فاروس" بالإسكندرية "أن توقيت إعلان عودة شل للتنقيب في المياه العميقة بمصر له ابعاد اقتصادية وسياسية"، ويقول لـ"النهار": " لا علاقة مباشرة بين عمل شركة معينة تبحث في المياه العميقة، وتحويل مصر إلى مركز إقليمي للطاقة. بالتأكيد، شل هي شركة عملاقة، وكونها تحصل على حق التنقيب يعد إضافة للجانب المصري، وإضافة لها في نفس الوقت، وبالنسبة للاستثمارات فكونها شركة عملاقة لن تبخل بضخ أي استثماراتة، لأن البحث في المياه العميقة يحتاج إلى نفقات ضخمة ويحتاج إلى معرفة وخبرة، وتقنيات عالية للبحث والاستكشاف".

ويوضح الخبير البترولي الدولي أنه "لهذا أقول إن هذه إضافة لنا ولهم، لأن المنطقة واعدة لتحقيق اكتشافات، وإجمالاً شرق المتوسط منطقة واعدة، وقد اكتشف 14 حقلاً أمام المياه الاقتصادية السورية، إذا هناك أمال عريضة في شرق المتوسط" لافتا إلى أن "شل نقبت في فترات سابقة، ثم توقفت ظناً منها أن العمل بهذه المنطقة غير مجدي، ولكنها عادت الآن بعد أن تأكد لها أن المنطقة واعدة، لهذا ستكون مستعدة لضخ استثمارات ضخمة بها، لأنها تتوقع عوائد كبيرة".

مصداقية كبيرة

وحول دلالات عودة شركة "شل" العالمية للتنقيب في المياه العميقة، وما إذا كان ذلك يعزز مصداقية التصريحات الحكومية بشأن تحويل مصر إلى مركز إقليمي للطاقة، يقول صلاح حافظ رئيس الهيئة العامة للبترول السابق لـ"النهار": "نعم إن هذا يعطي مصداقية كبيرة لهذه الخطط"، ويضيف "إن شركة شل كانت قد حصلت في السابق على أغلب المناطق العميقة في المنطقة الاقتصادية التابعة لمصر، وأنفقت قرابة 680 مليون دولار على عمليات البحث والتنقيب، ثم اكتشفت امراً، لم يكن اقتصاديا في ذلك الوقت، فقد كانت احتياطيات ذلك الاكتشاف تقدر بنحو 1 تريليون قدم مكعب، ووجدت الشركة أنه وفقا للأسعار هو غير اقتصادي فانسحبت وأوقفت عملها بتلك المناطق. بعدها اكتشفت شركة أيني حقل ظهر، وشركة شل كان لديها معلومات عن المنطقة، وهذه المعلومات اكتملت بعد اكتشاف هذا الحقل، فعادت مجددا".

ويرى الخبير البترولي البارز أنه "حالياً لا يمكن أن نعتبر مصر مركزاً إقليميا للطاقة، على الرغم من وجود بنية تحتية كبيرة، ولكننا نعمل على تحويلها إلى مركز إقليمي، وحتى تصبحركذلك، من المهم أن تكون هناك بورصة لأسعار تداول الغاز، وهذه كانت مشكلة تواجهنا في الماضي، لأنه لم يكن لدينا قدرة على تسعير الغاز، وبالتالي كانت الشركات خائفة، لأن عملية التسعير لم تكن مجدية اقتصاديا لها، فقد قمنا بربط سعر الغاز بالمازوت وبخام برنت، ثم وضعنا له سقفا، وهذا كان يجعل الشركات لا تتعامل براحة، ولكن المستجدات الحالية واكتشاف حقل ظهر، غير الأوضاع إلى الأفضل، وهذا يحفز الشركات على العودة للتنقيب والعمل مجددا".


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم